المرجعية الشرعية لتنظيم الجهاد: إخوة العريش أخبرونى أنهم يتوقعون هجوما عن طريق بعض العناصر المدسوسة إذا كان الجميع ينفى مسؤوليته عن أحداث سيناء فمن قام بها إذن؟ يبدو هذا هو السؤال الذى يتبادر إلى الذهن، بعد أن أعلنت قيادات التيار الجهادى تبرؤها من الحادثة وإدانتها لها، مؤكدة تبنيها الفكر المعتدل السلمى فى العمل السياسى والدعوى.
الشيخ أنور عكاشة، القيادى بجماعة الجهاد، قال إن هذه العملية الآثمة تحمل بصمات الكيان الصهيونى بامتياز، فضلا عن إمكانية تورط فلول النظام الحاكم السابق فى هذه العملية، رغبة فى إشاعة الاضطراب والفتنة والوقيعة بين الرئيس مرسى والتيارات الإسلامية، موضحا أن مثل هذه العمليات تتنافى جملة وتفصيلا مع أفكار ومعتقدات تنظيم الجهاد منذ إنشائه، حيث لم يستهدف قوات الجيش هذا، إضافة إلى أن تنظيم الجهاد أعلن منذ سنوات وقف العمل المسلح وإطلاقه مبادرة مشابهة لما قامت به الجماعة الإسلامية.
عكاشة أكد أن هدف العملية الأول هو وضع العراقيل أمام الرئيس محمد مرسى، وهو ما يتناقض مع موقف التيار الجهادى من تأييده الرئيس محمد مرسى فى الانتخابات، متسائلا هل يضع مؤيدو مرسى العراقيل أمام نجاحه عبر هذه العملية التى تخالف جميع مبادئ الشريعة الإسلامية.
من جانبه، استنكر الشيخ أسامة قاسم، المرجعية الشرعية لتنظيم الجهاد، الاتهامات المجهزة سلفا لعناصر جهادية بالتورط فى هذه الأحداث دون حتى انتظار نتائج التحقيق، مضيفا أنه بمجرد وقوع الحادثة سارع عديد من الجهات لإعلان أن تنظيما جهاديا يقف خلف العملية، لافتا أن طبيعة العملية وتوقيتها وقت الإفطار ومكان حدوثها والنوعية المستهدفة من العملية، وهذا يؤكد تورط الكيان الصهيونى فى هذه العملية.
قاسم قال فى تصريح خاص إن إخوة العريش أخبروه أنهم يتوقعون هجوما أو عملا تخريبيا خلال الأيام القادمة عن طريق بعض العناصر المدسوسة تحمل أسماء إسلامية، وتتعامل بنفس طريقتهم وترتدى نفس ملابسهم بقصد إحداث أعمال من شأنها تكدير الرأى العام وإحداث الوقيعة بين الجيش والرئيس أو بين الرئيس والشعب، حيث بدا لهم أن عهد الاستقرار قد لاح فأرادوا عرقلة وصوله من خلال بعض الأعمال الإجرامية، مشيرا إلى وجود وحدة مستعربين فى الجيش الإسرائيلى تجيد اللغة العربية هى المتورط فى هذه العملية أو استخدام عناصر مدسوسة ومحاولة إعطائها طابعا إسلاميا فى مسعى لإشعال الفتن فى مصر وعرقلة التطور السياسى والانتقال السلمى للسلطة، بل العمل على دق إسفين بين الإسلاميين والجيش.
قاسم كشف عن عناصر جهادية فى سيناء قد أكدت عبر اتصالات هاتفية مع رموز جهادية فى مختلف أنحاء مصر تخوفها من تورط عناصر مشبوهة فى القيام بهجمات كبرى ضد الجيش، ومحاولة إلصاقها بالإسلاميين فى سيناء، وهى معلومات نقلت إلى أجهزة أمنية كان يجب أن تتعامل معها بقوة، مشيرا إلى أن أى تيار حتى إذا كان هذا التيار تكفيريا يبحث عن العائد من خلف هذه العملية، ويبحث النتائج المتوقعة منه والجدوى من القيام به، متسائلا: ما الجدوى من قتل جنود؟ هل يؤثر ذلك فى جماعة تستهدف مصالح وجهات معينة؟.
القيادى الجهادى استبعد أن يكون لتنظيم القاعدة يد فى الحادثة، مؤكدا أن للقاعدة نمطا خاصا فى العمليات التى يقومون بها، فهم لا يستهدفون جنودا، والطريقة التى تمت بها العملية هى طريقة سطحية لا تقول إن للقاعدة يدا فيها.
المهندس عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، رجع الأمر إلى وجود مجموعات تكفيرية فى سيناء كانت مرتبطة بصلات وثيقة مع النظام السابق، وينبغى التصدى لها وتحجيمها، مستنكرا الاتهامات بوقوف قرار فتح المعابر وراء هذه الحادثة.