صحيفة «واشنطن بوست» علقت على كلمة الرئيس محمد مرسى التى ألقاها فى أثناء مشاركته فى حفل إفطار الجيش الثانى الميدانى أول من أمس السبت، للثناء على دور الجيش فى إدارة الانتخابات، ورأت أنها تعكس تفاهما بينه وبين الجيش، بعد التوترات الأولية خلال الفترة الانتقالية فى مصر. وقالت إن الرئيس مرسى تحدث وإلى جانبه المشير حسين طنطاوى قائد القوات المسلحة، ومئات الجنود واللواءات بين الحضور، مشددا على شرعيته كأول رئيس منتخب شعبيا لمصر، كما اعترف أيضا بأن ترقيه لهذا المنصب كان من المستحيل بدون دعم القوات المسلحة، معلنا أنه هو وحكومته والجنرالات الأقوياء سيتعاونون من أجل المستقبل.
وأشارت -فى تقرير نقلته عن وكالة «أسوشييتد برس»- إلى أن الرئيس تجنب إلى حد كبير الحديث عن الصلاحيات التى انتزعها الجيش، فضلا عن سيطرته على كتابة الدستور فى خطاب السبت، بينما ركز على دعم القوات المسلحة لانتخاب رئيس مدنى.
ونقلت عنه قوله «إن إرادة الشعب لن تكون أبدا ضد القوات المسلحة»، فى إشارة ضمنية إلى منصبه، مضيفا «أنه بمساعدة القوات المسلحة، بعد الله، سنحمى مصالح مصر داخليا ودوليا».
ولفتت «بوست» إلى أنه بغض النظر عن كفاح الرئيس من أجل تأكيد سلطاته -على حد تعبير الصحيفة- فإنه وحكومته الجديدة محاصرون بشبكة من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التى تفاقمت خلال الأشهر الانتقالية.
وأوضحت أن مرسى أخذ وقته لاختيار رئيس للوزراء وتشكيل حكومة جديدة، فى ما بدا أنه عملية جرى تنفيذها بتعاون وثيق مع الجيش، على حد قولها، وخرج بتشكيل نهائى يتألف من التكنوقراط، وشمل أيضا عددا من الإسلاميين وأعضاء جماعة الإخوان، لافتة إلى أن الجماعات المحلية، فضلا عن الولاياتالمتحدة كانت قد حثت مرسى لإرسال رسائل مطمئنة وتشكيل حكومة ائتلافية واسع.
كما أبرزت الصحيفة الانتقادات الموجهة للحكومة الجديدة، على لسان الأنبا باخوميوس القائمقام البطريرك فى الكنيسة الأرثوذكسية لإحدى الصحف المصرية، بسبب ما قال إنه تمثيل «ظالم» للأقباط يتجاهل حقوقهم، مضيفا «كنا نتوقع زيادة تمثيل الأقباط، خصوصا بعد زيادة عدد الحقائب الوزارية إلى 35».
وأوضحت الصحيفة أن مخاوف الأقلية القبطية فى مصر تزايدت مع صعود الإسلاميين إلى السلطة، لأنهم يخشون من تقليص حقوقهم، وأن يصبحوا هدفا لهجمات المتطرفين.