وزير الدفاع الأمريكي جاء إلى مصر لساعات فقط، لكى يقابل الرئيس المصري المنتخب ويؤكد للمشير و«العسكري» عمق العلاقة الإستراتيجية التى تربط أمريكا ومصر، وأيضا لكى يعلن وقوف واشنطن مع القاهرة في مواجهة التحديات السياسية والأمنية التى تعيشها مصر في هذه المرحلة المصيرية.
في القاهرة أعلن ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكى دعمه الرئيس المصرى المنتخب محمد مرسي، واصفا إياه ب«أنه شخص مستقل بذاته». وقد تم وصف ما قاله بانيتا عن مرسي بأنه تصريح قوى بالدعم الأمريكي لمرسي القيادي السابق للإخوان المسلمين، الذى يعد مساره في المستقبل أمرا مجهولا بعد لإدارة أوباما.
وقد جاء دعم بانيتا لمرسي بعد لقاء معه امتد نحو ساعة. قال بعده بانيتا «إننى اقتنعت بأن الرئيس مرسى شخص مستقل بذاته وأنه رئيس كل المصريين، وأنه ملتزم بالفعل بتطبيق الديمقراطية هنا فى مصر». كما أن بانيتا خلال وجوده في القاهرة الذى استمر لساعات معدودة أثني على المشير طنطاوي وأشاد به قائلا: «إن قيادة طنطاوي أنا أؤمن كانت حاسمة في الإشراف على إنتخابات سلمية وحرة ونزيهة».
كما أن بانيتا لم يتردد في الدعوة إلى حكومة ائتلافية وتأكيد «أهمية دفع وترويج مبدأ تحقيق ائتلاف واسع النطاق الذى يعد أمرا حرجا لنجاح الحكومة هنا في مصر»، حسب قوله.
في لقائه مع مرسي كسر بانيتا جمود وبرودة اللقاء الأول (ويستخدم تعبير كسر الجليد) بالحديث عن جو القاهرة «الحار جدا في يوليو» وأيضا سنوات دراسة مرسي في كاليفورنيا، وهى الولاية التى تعد مسقط رأس وموطن وزير الدفاع.
وحسب ما ذكرته «وول ستريت جورنال» نقلا عن مسؤولين أمريكيين حضروا اللقاء المغلق فإن مرسي ذكر لبانيتا أن ابنه ولد في كاليفورنيا وباستطاعته أن يكون رئيسا للولايات المتحدة فى يوم ما!! وكان بانيتا بالإضافة إلى لقائه منفردا بكل من الرئيس مرسى والمشير طنطاوى قد عقد لقاء ثلاثيا مع الاثنين معا، قال في أعقابه إنه يعتقد بأنهما يعملان فى اتجاه ذات الهدف نفسه: التحول إلى حكم مدنى شامل.
وكان هدفا أمريكيا لهذه الزيارة (كما نقل عن مسؤولين أمريكيين) تخفيف التوتر ما بين مرسي وطنطاوي الذى قال في يونيو إن الجيش سوف يمنع البلد من أن يكون تحت سيطرة «جماعة ما» (في إشارة إلى الإخوان المسلمين).
وقال مسؤولون إن الزيارة كان المراد منها أيضا تأكيد أهمية ضمان بقاء مصر شريكا عسكريا فى زمن الاضطراب السياسى في الشرق الأوسط، واحتمالات مواجهة مع إيران.
وقد حرص بانيتا وزير الدفاع الحالى (والمدير السابق لسى أى إيه) أن يهون من مشاعر القلق من أن حكومة مصرية يسيطر عليها الإخوان المسلمون لن تساند جهود أمريكا في مواجهة الإرهاب.
وقال بانيتا «إنهم وافقوا بأنهم سيتعاونون بكل طريقة ممكنة لضمان التعامل مع متطرفين مثل القاعدة».
وذكر أن ملف أمن الحدود المصرية وفي سيناء بشكل عام قد طرح من جديد للتعاون في التعامل معه.
وقد رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن وزير الدفاع الأمريكي قد قدم بهذه الزيارة وتصريحاته مساندة قوية للرئيس المنتخب أخيرا، قائلا «إنه شخص مستقل بذاته»، وإنه ملتزم بإصلاحات ديمقراطية ويساند جهود الولاياتالمتحدة في محاربة الإرهاب.
والتأييد أو الدعم الذى أبداه علنا بانيتا بعد أول لقاء له مع الرئيس مرسي يبدو أن الهدف منه أيضا كان مخاطبة مخاوف أمريكا وأيضا إسرائيل، في ما يخص وجود قيادى إسلامي على رأس السلطة في مصر له صلات حميمية مع حماس!
ويذكر أن بانيتا قبل بدأ جولته التى شملت تونس ومصر وإسرائيل وأخيرا الأردن، قد حضر حفل إفطار رمضاني أقامته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).
وقد ألقى كلمة بحضور نحو 120 مدعوا من مسلمين وأفراد بالقوات المسلحة ومسؤولين بالوزارة ودبلوماسيين وأعضاء من الكونجرس وضباط من العراق وبنجلاديش والأردن وباكستان وتركيا والبحرين. وإفطار هذا العام كان الإفطار رقم 13 فى احتفاء البنتاجون السنوى بحلول شهر رمضان المبارك.