فى السنوات الأخيرة من حكم مبارك كان هنا حرص من قيادات الحزب الوطنى الفاسد على التأكيد أن الحكومة هى حكومة الحزب الوطنى، وتزامن ذلك مع صعود تيار التوريث واتخاذ جمال مبارك الحزب منصة لىحكم البلاد بعد أن أحاط نفسه بمجموعة رجال الأعمال الذين استفادوا من وجودهم حوله وعلى رأسهم أحمد عز، الرجل الحديدى.. وفى نفس الوقت بمجموعة من السياسيين الذين جاؤوا من الجامعة طامحين فى مناصب ونفوذ وأموال على غرار علىّ الدين هلال الذى رشح له أيضًا محمد كمال ليكون نجمًا صاعدًا فى الحزب باعتباره من جيل جمال مبارك.. وبدأت تلك المجموعة فى تشكيل لجنة السياسات لتكون هى المسيطرة على الحكومة وعلى كل شىء فى البلد، ولا يمر أى قانون أو قرار إلا من خلالها.. ومن هنا بدأت لجنة السياسات فى تشكيل الحكومة، فكانت حكومة أحمد نظيف فى 2004، وقد حاولت التخلص من الحرس القديم، مستغلة فى ذلك سفر الرئيس «المخلوع» حسنى مبارك إلى ألمانيا للعلاج.. واستطاعت الإطاحة بصفوت الشريف من وزارة الإعلام.. وإن حافظ عليه مبارك بوضعه فى رئاسة مجلس الشورى.. وقد حاولت جماعة سياسات الحزب الوطنى التخلص من المشير طنطاوى فى وزارة الدفاع بتعيينه مستشارًا عسكريًّا للرئيس، لكن مبارك أوقف القرار فى اللحظات الأخيرة ليستمر طنطاوى فى وزارة الدفاع، وتأتى ثورة 25 يناير لتتم الإطاحة بمبارك وينتهى مشروع التوريث تمامًا ويحاكَم ويُسجن مبارك وابنه. كان الإصرار وقتها وفى عهد جمال مبارك على أن تكون الحكومة هى حكومة الحزب الوطنى، وحرص جمال مبارك على أن يأتى الوزراء من لجنة السياسات.. وحتى لو أن هناك شخصًا هو الأفضل لمنصب وزارى ولم يكن عضوًا فى الحزب الوطنى يتم ضمه فورًا إلى الحزب وإلى لجنة السياسات ليكون تحت سيطرة جمال مبارك وعصابته.. وهكذا فإن الوضع الحالى لا يختلف كثيرًا عما كان عليه.. فكما أنه لم تكن هناك شفافية عند الحزب الوطنى وقياداته ورئيسه المخلوع حسنى مبارك، ما زال الوضع قائمًا فى غياب الشفافية عند الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان ومكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة.. وحتى فى مشاورات هشام قنديل مع الشخصيات التى يلتقيها كمرشحة للمناصب الوزارية.. ولعل ما كشفت عنه جماعة «فيرمونت» أو الجبهة الوطنية التى ساندت بشدة محمد مرسى واعتبرته مرشح الثورة فى انتخابات الإعادة أمام شفيق -وهو الذى لم يكن، لا هو ولا جماعته، يدّعون أنه مرشح الثورة عندما تقدَّم بأوراق ترشحه احتياطيًّا لخيرت الشاطر، أو خلال الجولة الأولى للانتخابات- فى خروجه على الاتفاق الذى جرى بينهم فى الشفافية فى اختيارات الشخصيات التى تتولى المناصب الرئيسية مثل رئيس الحكومة والوزراء والفريق الرئاسى، فضلا عن إعادة النظر فى تركيبة وتشكيل الجمعية التأسيسية.. وقد فوجئوا باختيار هشام قنديل لرئاسة الوزراء وغاب عنهم أن الرئيس محمد مرسى ينتمى إلى جماعة الإخوان، وهم الذين دفعوا به إلى الترشح لمنصب الرئاسة بعد أن تبين لخيرت الشاطر أنه لا يمكنه الترشح على المنصب الرئاسى.. فالحكومة هى حكومة إخوان.. وإن جاؤوا بشخص إخوانى لم يكن معروفًا بإخوانيته من قبل لرئاسة الحكومة.. وهذا حقهم، فالرئيس من حزب الإخوان وله الأغلبية، وكانوا أصحاب الأكثرية فى مجلس الشعب قبل حله، فمن حقهم أن يشكلوا حكومتهم كما يريدون.. ولكن يجب أن يكونوا شفافين مع الناس وأن يعلنوا ذلك بشكل واضح.. وأن حكومتهم إخوانية، وأنهم يتحملون المسؤولية كاملة.. * * * السيد البدوى رئيس حزب الوفد، يؤكد أنه عدو دائم ورجل كاره للصحافة ويستخدمها فقط فى أعماله الخاصة.. رجل يدمر الصحافة كما دمر حزب الوفد.. كان الله فى عون الوفديين.. وصحفيى «الوفد»..