الرجل الذي فتح للعرب باب المشاركة في الألعاب الأولمبية هو مصري ولد في 1889 بالقاهرة وعمل رئيسا للديوان الملكي في عهد الملك فاروق ، وقضى بعمر 57 سنة في حادث كان يبدو مدبراً وشبيهاً بالذي سبقه بعامين في 1944 وقتل المطربة أسمهان، وعلى مشاركته في أولمبياد 1912 باستوكهولم تمر الأحد 100 عام تماما. كان أحمد محمد حسنين طالبا بجامعة أوكسفورد في بريطانيا، وبطل مصر بسلاح الشيش حين كان عمره 23 سنة بأولمبياد استوكهولم التي امتدت من 29 يونيو/حزيران إلى 22 يوليو/تموز وشاركت فيه 28 دولة مثلها 2541 لاعبا ولاعبة، ممن تنافسوا في 21 لعبة. ومع أنه خرج من التصفية الأولى بعد مبارزتين بالأولمبياد، فإن "كولومبوس" العرب في الألعاب الأولمبية دوّن اسمه وعلم بلاده في السجلات الرياضية الدولية، مع أن اللجنة الأولمبية المصرية التي كان يرأسها الأمير عمر طوسون تأسست قبل سنتين فقط من تلك الأولمبياد. ولم يكن أحمد حسنين، وهو نجل عالم الأزهر محمد أحمد حسنين البولاقي، بارزا بسلاح الشيش فقط، فقد كان رحالة استكشف الواحات المفقودة على الحدود بين مصر وليبيا، وأصدرت الجامعة الأمريكية بالقاهرة كتابا بالعربية والإنكليزية عن رحلاته، وكان بين أوائل الطيارين، واعتاد قيادة طائرته الخاصة وحيدا من أوروبا إلى مصر، ونجا مرتين من سقوطها به في فرنسا وإيطاليا. وكان أحمد حسنين تعرف في 1940 على المطربة أسمهان "فوقع في غرامها واكتسبت هي عداوة الملكة نازلي، والدة الملك فاروق، التي كانت تحبه وتغار عليه" فقررت طردها من مصر. كما كتبوا أن الملكة شعرت بالحرية بعد وفاة زوجها الملك فؤاد الأول، فراحت بدءا من 1936 تعيش "بما يغضب المجتمع المصري" وفق ما قرأته "العربية.نت" مما كتبوه عن حياتها. ولأنها بالغت بالعيار "حاول ابنها الملك فاروق كبح جماح نزواتها" إلى درجة اضطر معها لمطالبة أحمد حسنين الذي كانت له علاقات سرية معها بأن يتزوجها ولو عرفيا" مع أنه كان متزوجا من لطيفة هانم سري، ابنة شويكار خانم أفندي مطلقة الملك فؤاد، ورزق منها 4 أبناء. وفي عام مقتل أحمد حسنين غادرت الملكة نازلي مصر إلى الولاياتالمتحدة، ومعها ابنتها الصغرى فتحية التي تزوجت هناك في 1950 من القبطي رياض غالي واعتنقت ألمسيحية، فقتلها بالرصاص في 1976 وحاول الانتحار ولم ينجح، فسجنوه 15 عاما. ومثلها اعتنقت المسيحية الملكة نازلي التي توفيت بعمر 84 سنة في 1978 بلوس أنجلوس ودفنوها إلى جانب ابنتها هناك.