لابد من ضمان العدل الاجتماعي حتي لا تحتكر قلة من الأغنياء كل شيء نعم هناك فقر وعشوائيات في مصر.. لكن مفيش مجاعات البطالة مرض اجتماعي واعتداء علي حقوق الإنسان وتؤدي إلي العنف والإدمان والتطرف علي الدين هلال في المنتدى الخامس للشباب العربي-تصوير: أحمد رمضان قال الدكتور علي الدين هلال - أمين الإعلام بالحزب الوطني ووزير الشباب والرياضة السابق- في تصريحات خاصة ل «الدستور» علي هامش المنتدي الخامس للشباب العربي الذي عقد بمكتبة الإسكندرية صباح أمس الاثنين إن البطالة تمثل اعتداء علي حقوق الإنسان وإنها تشكل مرضاً اجتماعياً واقتصادياً قد يؤدي إلي انهيار أي مجتمع، نظرًا للمشاعر السلبية العنيفة التي تنتاب الشاب العاطل عن العمل والذي يدفعه فيها شعوره بالظلم إلي العنف أو الإدمان أو الهروب بالتطرف أو الانتماء لجماعات متطرفة، ووجد هلال الحل في ضرورة زيادة معدلات النمو الاقتصادي لتوفير المزيد من فرص العمل وكذلك ضمان العدل الاجتماعي حتي لا تحتكر قلة من الأغنياء كل عوائد النمو الاقتصادي. ورأي هلال أن الواسطة كالسرطان إذا تمكنت من مجتمع دمرته تمامًا، مؤكدًا أن الواسطة تقل نسبتها في القطاع الخاص عن الحكومي، وإن اعترف هلال بأن بعض القطاعات الخاصة تسئ استغلال الشباب وتنتهك آدميتهم ولهذا فهم يهربون دومًا للبحث عن وظيفة «أكثر أمانًا » في القطاع الحكومي براتب أقل علي الرغم من أنه لم يعد يستوعب المزيد منهم. ودعا هلال الشباب إلي محاربة أسباب اليأس والإحباط والعمل الدائم علي تنمية مهاراته، وكذلك دعاهم إلي التفاؤل قائلاً: إنه رغم إدراكه النواقص والثغرات الموجودة في المجتمع المصري فإنه يشعر دومًا بالتفاؤل لقدرة الدولة علي تخطي أزماتها، وأضاف: أعلم أن في مصر عشوائيات وفقراً، لكن علي الأقل مفيش مجاعات. وأبدي هلال تفهمه لعدم توافق الفرص المتاحة في سوق العمل مع مهارات الخريجين مرجعًا ذلك لطبيعة النظام التعليمي المعمول به حاليًا.. ووصف هلال الدروس الخصوصية بأنها «فساد» و«جريمة» وتعني ضمنيًا أن النظام التعليمي لا يقوم بمهامه، وقال: إنه لا يلوم أولياء الأمور علي منح أولادهم دروسا خصوصية حيث إن التعليم يجب أن يغني عنها. وخلال جلسته العامة مع الشباب العربي ضمن محاور المؤتمر الذي أقيم هذا العام تحت عنوان «التمكين الاقتصادي للشباب» وشارك فيه 630 شاباً وفتاة من الدول العربية، استعرض هلال التجارب الناجحة للشباب العربي وشرح للشباب لماذا ينجح بعضهم بينما لا ينجح آخرون. ولماذا تنجح بعض المشروعات ويفشل بعضها.. وقال: إن سياسات الحكومة تؤثر بشكل مباشر في نجاح أو فشل أي مشروع حيث إنها يجب أن تكون مشجعة لمشروعات الشباب، وأيد هلال ثقافة العمل الحر بين الشباب متفهمًا مخاوفهم من العمل في القطاع الخاص وبحثهم الدائم عن الوظيفة الحكومية. ونصح هلال الشباب بإنشاء مشروعات صغيرة وأرشدهم إلي جهات عدة قد تقدم لهم الدعم لمشروعاتهم، واستمع إلي تجارب بعض الشباب العربي لإقامة مشروعات ناجحة. وخلال محاور المؤتمر ناقش الشباب العربي سياسات التشغيل وخلق فرص عمل والهجرة إلي الخارج وإعداد الشباب لسوق العمل والتدريب والعمل التطوعي. وقال الشباب: إنهم يلجأون إلي الهجرة خارج أوطانهم بحثًا عن التقدير وهربًا من الإحباط ولغياب الصلة بين النظام التعليمي وسوق العمل. وأضافوا أن انعدام الثقة في حكوماتهم أدي إلي ضعف شعورهم بالوطنية والانتماء تجاه أوطانهم وعرضوا تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة عام 2009 الذي أظهر أن نسبة البطالة في الدول العربية بلغت 66%.