صنف د.علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطني قضية الفقر ضمن أخطر القضايا المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية نتيجة لتداعيات الأزمة العالمية والمالية وما ينتج عنها من ارتفاع معدلات البطالة وتسريح العمالة وارتفاع الأسعار إضافة لمخاطر العولمة التي تؤدي إلي عدم العدالة. جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر المواطنة الذي عقده المجلس القومي لحقوق الإنسان أمس لمراجعة توصيات أعمال مؤتمر المواطنة 2007 الماضي بمشاركة وفود من المصريين بالخارج ووزارتي الخارجية والداخلية وعدد من أقباط المهجر والبهائيين. وقال هلال إن الفقر اعتداء صارخ علي حقوق الإنسان فعندما ينتشر لا حديث ولا مان لهذه الحقوق، مشيرًا إلي أنه ظاهرة هيكلية تضم ملايين يسمون بالفقراء وهم الأقل صوتًا علي حد تعبيره، مشيرا إلي أن الريف هو المصدر الأساسي للفقر ما دام لا نسعي للنهوض بأوضاعه. وكشف هلال أن سياسة الاحتواء للزيادة السكانية فشلت في مصر وأن هناك تقصيرًا في هذا المجال يجب الاعتراف به لافتا إلي أن الدعم الاجتماعي والاقتصادي لم يصل للفقراء ولكنه يصل للطبقة الوسطي، وأن الأغنياء لم يسهموا بالشكل الأمثل في تنمية هذا المجتمع. المؤتمر شهد مواجهات في كلمات المتحدثين ففي الوقت الذي اعتبر فيه د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع المادة الأولي من الدستور التي تقر مبدأ المواطنة غامضة بحجة أنها لا تحدد شكلاً للمواطنة المتكافئة بين الرجال والنساء والمسلمين والأقباط والفقراء والأغنياء، إلا أن د.علي الدين هلال رفض توصيفه مؤكدا أن الدستور المصري ليس به خلل وأنه من خير الدساتير التي اشتملت علي مواد قائمة علي مبدأ العدالة الاجتماعية ومراعاة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. ووقف السعيد يخطب قائلاً إن الحل في تقليص الهوة بين الفقراء والأغنياء هو تطبيق نظام الضرائب التصاعدية لتقليل التوحش في النظام الرأسمالي، منتقدًا هجرة أقباط المهجر قائلا إن البعض منهم يفتري علي المجتمع مستخدمين سياسة الضغط الخارجي وتقديم الطلبات للكونجرس الأمريكي لتقليس المعونات الواردة لمصر. ومن جانبه شدد محمد فائق عضو المجلس علي أن قانون الضرائب العقارية معارض لحقوق الإنسان بكل معني الكلمة حيث إنه ينافي حق المواطن في السكن، فاعترض هلال قائلا: من حق الدولة علي الأغنياء وأن تصرف مثل هذه الضرائب. وأضاف فائق إن المجلس تلقي في عام 2009 الحالي 20 ألف شكوي 72% منها متعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية محذرًا من ارتفاع معدلات الجوع إلي 40 مليون نسمة خلال عام 2008 الماضي.