لم تعد فقيرة، وقليلة الحيلة ومغلوبة على أمرها، لم تعد تجلس تنتظر من ينتشلها من حياتها الكئيبة، وقررت أن تحدد هى مصيرها، رافضة أن يكون لقبها مجرد راقصة أفراح، وها هى تجلس وجها لوجه مع كبار رجال الأعمال فى البلد. إنه وجه جديد للراقصة تقدمه سلوى خطاب في مسلسل «فيرتيجو» بعد أن سبق وقدمت دور الراقصة الضعيفة المكسورة في مسلسلى «الضوء الشارد»، و«مذكرات سيئة السمعة»، السيدة تطل أيضا هذا الموسم كزوجة للبلطجي فى عالم تختلط فيه مشاعر الغضب بالتضحيات بكسرة القلب، ومن غير سلوى خطاب يقدر على التعبير عن المشاعر المتناقضة بسلاسة وخبرة يحسدها الكل عليها؟
لم توافق سلوى خطاب «صاحبة دور شوقية فى فيلم الساحر» بسهولة على دور الراقصة سالى الإسكندرانى فى «فيرتيجو»، حيث كانت لديها تحفظات عليه فى البداية، لأن معالمه لم تكن واضحة بالنسبة إليها، وذلك وفق ما أوضحته فى كلامها ل«الدستور الأصلي»، مشيرة إلى أن المخرج عثمان أبو لبن هو من عرض الدور عليها، ووقتها شعرت بأن الشخصية بها شىء جديد، ولكنها كانت تريد أن تقرأها بعناية أكثر، وبعد عدة اتصالات وافقت، خصوصا أن مخرج العمل بذل مجهودا كبيرا فى تطمينها، وأقنعها بأن الدور يستحق أن تؤديه هى.
الغريب أن سلوى خطاب كان يمكنها أن تحاول معرفة أبعاد الدور بطرق أخرى مثل أن تقرأ الرواية المقتبس عنها المسلسل وتحمل الاسم نفسه، لكنها أصرت على أن لا تقرأها حتى لا تتأثر بها فى أثناء تقديمها الشخصية، التى نحتت تفاصيلها الخاصة جدا وحركاتها وإيماءاتها بنفسها، لكنها لم تخف أيضا رغبتها فى قراءة الرواية بعد انتهاء عرض المسلسل، عاشت سلوى خطاب مع تفاصيل شخصية الراقصة طوال فترة التصوير: «لما باعمل شخصية بعيش فيها تماما حتى إننى غيرت نبرة صوتى فى أثناء تصوير مشاهد الشخصية»، تواصل سلوى: «أنا ممثلة محترفة أقدم أى دور يعرض علىّ إن رأيت أنه يتناسب معى، لذلك بدأت بالتحضير سريعا للشخصية، وأكون حريصة على أن تكون لها مقومات مختلفة تماما عن مقومات أى شخصية أخرى قدمتها، وكذلك أرصد جميع انفعالاتها لتظهر للمشاهد بمصداقية»، ما يحدث هو أنها من شدة التقمص قد تتفاجأ بنفسها وهى تشاهد أدوارها على الشاشة: «أنا ممكن أستغرب حاجات باعملها»، وهى الآن بعد مرور عدة حلقات من العمل الذى كانت قلقة من دورها به فى البداية أبدت رضاها عن ردود الأفعال التى تلقتها على الشخصية من الجمهور العادى، ومنها جملة عثمان أبو لبن التى قالها لها: «إنتى كنتى قلقانة من الدور؟ ده الدور معلّم أهو».
ترتدى سالي في العمل بدل رقصة شبه مغلقة تماما، ولا تظهر جسدها، وهو ما فسرته سلوى خطاب «شاركت في مسلسل حديث الصباح والمساء عام 2001» بأنها لم تكن مسؤولة عن الملابس الخاصة بالشخصية، ولكن مصممي الملابس حرصوا أن تكون البدل حشمة وأن لا تخدش حياء المشاهد، كما توضح: «لم يكن الاهتمام بمشاهد الرقص فى المقام الأول، ولكن بأبعاد الشخصية وعلاقاتها بمن حولها».
كثيرون ممن قرؤوا رواية «فيرتيجو» شعروا أن مواصفات شخصية «سالي الإسكندرانى» تشبه إلى حد كبير مواصفات أكثر من شخصية مشهورة، حتى إن البعض قال إن قصتها تقترب كثيرا من قصة الراقصة دينا، ولكن سلوى خطاب أكدت أنها لا تعرف إن كانت الشخصية تتناول قصة دينا أم لا، خصوصا أنها لم تقرأ الرواية، ولكنها اعتبرت أنها لا تشبهها، خصوصا أن دينا متعلمة تعليما عاليا وتحمل درجة الماجسيتر، بعكس سالى ذات الأصول الشعبية التى لا تحمل كل هذه المؤهلات الدراسية.
في الجانب الآخر كانت سلوى تظهر بشخصية «أنصاف» زوجة آسر ياسين الأكبر منه سنا فى مسلسل «البلطجي»، وهو الذى تحدثت عنه قائلة: «الناس كانت متخيلة إننا هنتكلم عن المعارك فى حياة البلطجية، ولكننا اهتممنا في المسلسل بإبراز الجانب الإنسانى فى حياة الشخصيات»، واختتمت سلوى حديثها بعدم رضاها عن كم المسلسلات المعروضة فى رمضان، قائلة «رمضان هيتحمل إيه ولّا إيه؟»، متمنية أن يكون هناك موسم جديد للمسلسلات.