بأوامر أمنية يلعب الزمالك والأهلى بلا جمهور فى قمة كانت دائما عرسا جماهيريا، ورغم أن القمة كانت كثيرا خارج المستوى الفنى فإن وجود الجماهير كان دائما صانع أهمية القمة الحمراء البيضاء على مر التاريخ بين الفريقين. قطبا الكرة المصرية فى صراع كبير على النقاط الثلاث فى مباريات دورى المجموعات فى إطار مباريات دورى الأبطال الإفريقى، فالنقاط الثلاث مهمة للزمالك ليعود بها إلى المنافسة بعد أن خسر أول لقاء له أمام تشيلسى الغانى، أما الأهلى فيبحث عن الفوز من أجل ضمان التأهل وقتل فرص غريمه التقليدى فى المنافسة، أما التعادل فهو ضار للأبيض أكثر منه للأحمر، وينتظر الفريقان نتيجة لقاء مازيمبى وتشيلسى الغانى الذى يُقام فى الكونغو.
قمة الزمالك والأهلى الإفريقية هذه المرة من الممكن أن نطلق عليها «قمة خط الوسط» بين المعلم نجم وسط الزمالك فى السبعينيات وصانع تاريخ الزمالك الهجومى، وحسام البدرى ظهير الأهلى الأيمن، فالمديرون الفنيون للأبيض والأحمر سيطر على تفكيرهم الفنى فى اللقاء أهم منطقة فى الملعب وهى منطقة «المناورات» دائرة منتصف الملعب والسيطرة عليها، ولِمَ لا والمنتخب الإسبانى حقق كل شىء فى كرة القدم عندما نجح فى السيطرة على منطقة منتصف الملعب فى كل مبارياته عن طريق اللعب بستة لاعبين فى مساحة صغيرة فى الملعب منحتهم السيطرة على الكرة فى العالم بالفوز بثلاث بطولات كبيرة فى 4 سنوات.
ورغم أن المعلم والبدرى يبحثان عن السيطرة على منطقة الوسط فإنهما لن يلعبا بستة لاعبين فى الوسط، ولكن من الممكن أن يلعب كل منهما بخمسة لاعبين فى تلك المنطقة التى ستشهد زحاما تكتيكيا كبيرا، مَن سينجح فى فكه من لاعبى الفريقين سيمنع الفريق الآخر من السيطرة على منطقة المناروات التى ستكون هى مفتاح الفوز وصنع الهجمات من البداية دون تعقيد، ولكن مَن مِن لاعبى الفريقين سيقدر على التمرير السليم؟ هل سيكون أحمد حسن ومعه الثلاثى نور السيد والكاميرونى موندومو وإبراهيم صلاح، أم محمد أبو تريكة ومعه حسام غالى وعاشور؟ وهل ستكون الغلبة للأكثر عددا فى منطقة وسط الملعب أم للأكثر حركة؟ وهل سيوثر صراع منطقة المناورات على القدرات الدفاعية للفريقين؟
المعلم يواجه مشكلات كثيرة فى الاستعداد لمباراة القمة، بعضها على مستوى الغيابات والبعض الآخر على مستوى أداء مجلس إدارة الأبيض الذى يدير القلعة البيضاء بعقلية المدارس.
الغيابات الكثيرة فى ميت عقبة أجبرت المعلم على تشكيل أقرب إلى التشكيل الإجبارى بسبب غياب صلاح سليمان وهانى سعيد فى الدفاع وعمرو زكى ورزاق فى الهجوم.
المعلم استقر بنسبة كبيرة على الطريقة التى سيلعب بها اللقاء، وهى لن تبتعد عن الطريقة التى يلعب بها كل مبارياته منذ توليه قيادة الفريق الأبيض، وقد يكون هناك تغيير طفيف على مستوى التنفيذ فى الملعب.
المدير الفنى للأبيض سيلعب بطريقة 4-3-2-1 أو قد يكون التغيير باللعب بطريقة 4-3-1-2، وسيعتمد بشكل كبير على ثلاثى خط الوسط أليكسيس موندومو ونور السيد وإبراهيم صلاح فى السيطرة على منطقة المناورات فى منتصف الملعب، والبدء فى صناعة الهجمات للفريق الأبيض وإفساد هجمات الفريق الأحمر مع مساندة لجانبى الملعب محمد عبد الشافى وأحمد سمير فى أثناء الهجوم والتغطية الدفاعية فى أثناء هجوم الأحمر، وقد يكون لإبراهيم صلاح دور كبير فى مراقبة محمد أبو تريكة لمنعه من صناعة الهجمات.
أما الدفاع الزملكاوى فسيكون بصفة إجبارية من الثنائى محمود فتح الله والوافد الجديد حمادة طلبة مع انضمام إجبارى لأحمد سمير للعب دور المدافع الثانى بجوار طلبة مع وجود فتح الله ليبرو لمنع اختراقات الأحمر، أما على المستوى الهجومى فيبدو أنه لن يتم حسمه إلا فى الدقائق الأخيرة قبل بدء اللقاء، فما زال المعلم يبحث عن المخاطرة واللعب بمهاجمين صريحين هما عبد الله سيسيه وأحمد جعفر وخلفهما أحمد حسن أو اللعب على تأمين منطقة وسط المعلب واللعب بمحمد إبراهيم وأحمد حسن خلف سيسيه، وهو الأمر الوحيد الذى لم يستقر عليه المعلم، وهناك أدوار مختلفة للاعبين ستتغير حسب مراحل اللقاء ونتيجته، وهى الأمور التى أعطى أبو كريم فيها كثيرا من المحاضرات للاعبيه من أجل تحفيظهم تلك المهامّ.
أما على الجانب الأحمر فالوضع مختلف، فالاستقرار واكتمال الصفوف يسيطر على الفريق الأهلاوى الذى يدخل القمة دون غيابات تُذكر، وحتى ثنائى المنتخب الأوليمبى الذى كان خارج الحسابات عادا إلى القاهرة، ورغم القوة الواضحة للفريق الأحمر فإن ذلك لم يمنع حسام البدرى المدير الفنى للقلعة الحمراء من الخوف من نتيجة القمة لأن القمة دائما ما تكون دون حسابات.
ويبدو أن خوف البدرى من القمة جعله يعيد الحسابات فى الطريقة التى سيخوض بها اللقاء فرغم أنه كان قد استقر على طريقة واحدة قال إنه سيخوض بها كل لقاءاته فى مباريات الفريق الأحمر فإن من المنتظر أن يلعب بطريقة 4-2-3-1، ولكن مع تغيير المهام للاعبين، حيث استقر على أكثر من 10 لاعبين سيكونون فى التشكيل الأساسى للفريق الأحمر فى اللقاء، وسيبدأ كالعادة بشريف إكرامى فى حراسة المرمى، أما ظهيرا الجنب فهما أحمد فتحى وسيد معوض وقلبا الدفاع محمد نجيب وشريف عبد الفضيل، وفضل حسام عدم المجازفة بوائل جمعة العائد من الإصابة فى اللقاء الصعب.
منطقة المناورات هى الهدف الذى يشغل بال البدرى بسبب لعب المعلم بثلاثة لاعبين فى منطقة الوسط مما جعله يفكر فى إعادة أحد لاعبى الوسط المهاجم للعب بجوار الثنائى حسام غالى وحسام عاشور، وهو ما جعل البدرى يفكر فى الدفع بعبد الله السعيد على حساب محمد بركات أو وليد سليمان من أجل المهام الدفاعية مع وجود أبو تريكة خلف عماد متعب لاعب الوسط المهاجم الوحيد.
ويعتمد البدرى على الاختراق من العمق عن طريق ثلاثى الوسط الهجومى من أجل استغلال حالة عدم الانسجام بين الثنائى فتح الله وطلبة وكذلك عمل ضغط على جناحى الزمالك من أجل منعهم من التقدم الهجومى وفتح جبهات هجومية للفريق الأحمر على الأجنحة.
بعيدا عن الأرقام وما يقوله المديرون الفنيون فإن أداء اللاعبين فى الملعب هو الفيصل، ويبقى ما يقال على السبورة فى غرف الملابس مجرد تعليمات فقط، وما يحقق الفوز والنتيجة فى الملعب هو أداء اللاعبين والتوفيق فى الملعب، ولكن يبقى أن نتمنى أن يمر اللقاء بلا مشكلات بين اللاعبين وأن يقدم لاعبو الزمالك والأهلى صورة حضارية للكرة وأن يكون الفائز فى النهاية هو الكرة المصرية التى ما زالت تعانى أزمة مباراة بورسعيد.
ونرجو أن تكون تلك القمة هى الأخيرة التى تقام بلا جماهير لأن قمة الأهلى والزمالك فى الصمت تشبة مسرحية كبيرة بلا جماهير فيخرج العرض رغم جمالة بلا روح.