تلف العالم ولا تموت؛ الكلام هنا عن ثورة السودان التي كان مهدها جامعة الخرطوم وعيد مولدها ال16 من يونيو الماضي، والتي قامت تحت وطأة غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة لتنتهي إلى هتافات ومسيرات ومظاهرات غاضبة تطالب برحيل نظام يحكم البلاد منذ أكثر من عقدين، هو نظام البشير. فأمس تظاهر السودانيون أمام سفارتهم بباريس، كوسيلة من وسائل الضغط الشعبي على النظام الحاكم بالخرطوم، وكان تجمع الشعب السوداني في فرنسا قد نشر بيان خلال الأيام الماضية لتنظيم تظاهرة السبت، جاء فيه" قام الدكتاتور البشير وزملائه بانقلابهم العسكري عام 1989"، مضيفا " بعد 23 عاماً من الحكم ألإستبدادي تعرضت السودان للتمزق، وأخذت السلطة فى تشييد عهدا للقمع والإرهاب".
البيان أضاف "جاءت هذه الطغمة العسكرية بما يسمى مشروع الحضارى الذى يتبنى الثقافة العربية كمكون أساسى للشعب السودانى تحت عباءة الدين الإسلامي، وباسم الجهاد الأكبر. ولم يكن سوى التجارة باسم الدين واستئصال الإنسان، لامحالة للثورة الشعبية السودانية سوى المضى قدماً بكلِ إرادة وعزيمة لإعادة السلطه لجماهير الشعب"، وأدان الدكتور أحمد عثمان -رئيس التجمع- الحملة التى صدرت فى بعض المواقع السودانية الإلكترونية "للتشكيك فى جدوى وقانونية تظاهرة الشعب السودانى بباريس والتي تأتي مساندة للمحتجين داخل البلاد فى مواجهة الدكتاتورية الغاشمة".
مدافعا عن حق سوادني الخارج في المطالبة بإسقاط النظام، قال عثمان "نؤكد هنا للجميع أن التظاهرة مرخص لها رسميا بإسم تجمع الشعب السودانى فى فرنسا من قبل السلطات الفرنسية المعنية وعليه فنحن نطلب من الجميع الحضور والمشاركة تأييدا للثورة الشعبية فى السودان الهادفة لإسقاط النظام".
المعسكر المقابل، معسكر النظام الحاكم كرر نفس سياسته في التعامل مع الاحتجاجات بوجود مؤامرة على البلاد والتقليل من شأن المتظاهرين، وجدد الرئيس السوداني عمر البشير -مساء أول من أمس- التأكيد على أن بلاده مستهدفة لإمكاناتها المادية وقدراتها البشرية التي لا توجد في أي بلد آخر، بينما وصف حسبو عبد الرحمن -الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم- الحركات الاحتجاجية ب "محدودة ويجرى تضخيمها، مضيفا أن أحزاب المعارضة تحاول القفز على الحركات الاحتجاجية لتحقيق أجنداتها السياسية".