سيادة الوزيرة كانت على موعد مع المظاهرات، تهرب منها فى شارع تجدها تحاصرها فى شارع آخر، هكذا عاشت إلهام شاهين حياتها المؤقتة كوزيرة مدة عام ونصف، حيث بدأت تصوير مسلسل «قضية معالى الوزيرة» مع بداية شهر يناير 2011 أى قبيل انطلاق الثورة بأيام قليلة، وهذا هو المطب الأول، حيث كانت المظاهرات التى سببا رئيسيا فى توقف تصوير العمل أكثر من مرة، بسبب الأوضاع غير المستقرة التى كانت تمر بها مصر فى تلك الفترة، إلهام شاهين، أو «وفاء المصرى» حسب اسم البطلة، قالت إنها بدأت تصوير المسلسل منذ عامين تقريبا: «كان هذا فى شهر يناير 2011، واستمر التصوير حتى الأيام الثلاثة الأولى للثورة، إلى أن جاءت جمعة الغضب فى الثامن والعشرين من يناير وبعدها توقف التصوير تماما كما توقف كل شىء فى مصر، كنا نتناوب على التصوير أياما وننقطع أياما أخرى بسبب الانفلات الأمنى الذى منعنا وحرمنا من التصوير فى الأماكن الطبيعية للأحداث»، هنا تشير بطلة «يا دنيا يا غرامى» إلى نقطة مهمة هى أنها كانت تتمنى أن تخرج المشاهد فى أماكنها الطبيعية، لكن هذا لم يحدث بسبب الانفلات الأمنى، وتواصل «الحمد لله لم تؤثر الأحداث على حياة أى من فريق العمل أو يُصَب أحدهم بحادثة، لكن التأثير كان على سير التصوير الذى كان من المفترض أن يكون بأماكن مثل مجلس الشعب ومجلس الوزراء فاضطررنا وقتها لبناء ديكورات، هذا الأمر سبب إزعاجا لنا، لكن المخرجة رباب حسين تداركت الأمر، وحرصت على أن تكون الديكورات قريبة جدا من الأماكن الحقيقية. الوزيرة التى تحارب الفساد هى وزيرة، حسب السيناريو، من عهد النظام السابق، لذا قد يجد المشاهد تيمة الأحداث قديمة بعد الشىء، خصوصا أن المسلسل كُتب منذ أكثر من ثلاث سنوات، كما أن الأوضاع تتغير بسرعة كبيرة، لكن إلهام شاهين كان لها وجهة نظر أخرى: «أنا لا اتفق إطلاقا مع وجهة النظر التى يتبناها بعض صناع الدراما، الذين أعادوا صياغة السيناريوهات مرة أخرى من أجل إقحام الثورة على السيناريو، ونفس الرأى تبناه مؤلف العمل محسن الدلاد الذى رأى أنه لا يجب أن نفعل ذلك والفساد الذى نتحدث عنه فى قضية معالى الوزيرة هو فساد كان موجودا قبل الثورة، وهو جزء من تاريخنا، ونحن يجب أن لا ننسى تاريخنا أو نمحوه وننكره، وعموما أنا لم أتدخل فى السيناريو، وما حدث أنه كانت هناك بعض التعديلات البسيطة التى ناقشتها مع المؤلف»، لكن صاحبة «الرغبة» كانت أكثر حدة فى الرد على ما أثير حول رفضها أن تغنى شيرين عبد الوهاب تتر المسلسل، واختارت بدلا منها ريهام عبد الحكيم، فقالت بلهجة قاطعة: «لم أتدخل أبدا فى اختيار المطرب الذى غنى التتر ولا أعرف ما سبب هذه الشائعة، خصوصا أن شيرين نجمة كبيرة، ومن الغباء أن أرفضها لو كان فعلا اسمها مطروحا، لكن بعد أن وقع اختيار المخرجة رباب حسين على ريهام عبد الحكيم، واستمعت إلى أغنية لها وأعجبنى صوتها جدا وافقت عليها مباشرة». إلهام شاهين التى كرمها مهرجان المسرح العربى العام الماضى أكدت أن هذا الموسم هو أقوى شهر فى حياة الدراما المصرية، فهو لن يتكرر مهما حدث، فى رأيها، ثم تفسر وجهة نظرها بصورة أوضح: «ربما النجوم الكبار لن يتصادف ويقدموا جميعا أعمالا فى عام واحد مثلما حدث فى هذا الموسم، وأيضا المنتجون لن يقدروا على تقديم كل هذا العدد من المسلسلات مرة أخرى لأنه فى الحقيقة هذا الموسم الضخم هو نتاج عامين من العمل، فمنذ العام الماضى وهناك أعمال كثيرة تم تأجيلها بسبب الثورة»، رغم ذلك هى ترى أن هذا الكم من المسلسلات ليس فى صالح المشاهد، فهو لن يقدر بالطبع حتى على متابعة نصف عدد المسلسلات التى تتجاوز ستين عملا. هى أيضا تعود لتشير إلى رغبتها فى أن تعود لتقديم مسلسل من 15 حلقة فقط مثلما فعلت فى «امرأة فى ورطة» فى العام قبل الماضى، لكنها توضح أيضا أنها كانت متعاقدة على مسلسل «قضية معالى الوزيرة» منذ فترة طويلة، وقبل «امرأة فى ورطة» بعامين. لا تهتم إلهام شاهين بمعارضى آرائها السياسية التى يرفضها البعض، وتؤكد أنها لم تؤثر على تسويق مسلسلها كما تتمنى أن لا تؤثر على نسبة مشاهدته: «أنا بالتأكيد حرة فى آرائى السياسية، ومن يؤيدنى يؤيدنى ومن لا يُرِد ذلك فهو له كامل الحرية، لكننى أريد ممن يختلف معى أن يحترمنى، فمن المؤكد أن كل الجمهور لن يجتمع على رأى واحد، فحتى ربنا الناس اختلفت عليه فهناك من آمن وهناك من كفر، فمن المستحيل أن يجتمع الناس على رأى واحد، وعموما ما أقدمه من فن لا علاقة له بتوجهاتى السياسية».