لم يتعلم مما حدث مع الرئيس التونسى وديكتاتورها زين العابدين بن على.. فى ثورة شعبه عليه.. واعترافه بأنه ليس هناك رئاسة أبدية.. ومع هذا الثورة استمرت ليهرب بن على بطائرته ليجد السعودية تمنحه الملاذ بعد أن رفضه أصدقاؤه فى أوروبا. ولم يتعلم مما حدث مع المستبد والديكتاتور الفرعون حسنى مبارك الذى طغى فى الأرض فسادا مع عصابته وأولاده وأهدر كرامة مصر والمصريين من أجل البقاء على كرسى الحكم وتوريثه لابنه من بعده.. ونهب البلاد.. ووزع أراضى الدولة على رجال أعماله هدايا فى مقابل رشاوى.. وأموال تم تهريبها إلى الخارج، فضلا عن عمولاته وعمولات أولاده من الصفقات المريبة، والذين لم يتركوا شيئا فى البلد إلا وكانوا سماسرة فيه.. ولم يصدقه شعبه عندما قال فى خطابه العاطفى فى أثناء ال18 يوما فى الثورة أنه لم يكن ينتوى الترشح للرئاسة مرة أخرى.. ومع هذا فى اليوم التالى أطلق عصابته وبلطجيته فى الحزب الوطنى الساقط الفاسد.. ورجاله فى المؤسسات بما فى ذلك مؤسسات صحفية كان يديرها ويتحكم فيها أزلام منافقون «والمديوكر» عديمو الموهبة.. أطلقوا جميعا رجالهم فى محاولة قتل المعتصمين السلميين فى ميدان التحرير فى ما عرف بموقعة الجمل التى يحاكم فيها الآن قيادات الحزب الوطنى المنحل وعلى رأسهم صفوت الشريف وفتحى سرور وبعض رجال الأعمال.. وكان من المفترض أن يكون أحمد شفيق على رأس هؤلاء ومعه وزير داخليته محمود وجدى وقيادات الداخلية فى ذلك الوقت، الذين يدينون بالولاء لوزيرهم المسجون حبيب العادلى. لم يتعلم من مبارك الذى رفض الهروب بطائرته مع أولاده إلى أى ملاذ فى الخارج.. وأصر على الإقامة فى عالم خياله فى منتجع شرم الشيخ.. ليكون مصيره فى النهاية القبض عليه ومحاكمته وإدانته فى قتل المتظاهرين والحكم عليه بالسجن. لم يتعلم مما جرى مع الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح الذى عاند شعبه ووقف ضد ثورته.. وأطلق على المتظاهرين الرصاص. لم يستطع على عبد الله صالح أن يوقف الثورة ضد نظامه واستبداده.. وآثر أن يخرج بالسلامة بعد أن تم إنقاذه من الحرق.. ويتنازل عن السلطة. ولم يتعلم مما جرى مع القذافى ديكتاتور ليبيا ومهرجها الذى رفع نفسه إلى درجة الإله.. واعتبر الليبيين جرذانًا وصراصير.. وأضاع البلد وخيراتها.. ودخل فى حرب استخدم فيها كل الأسلحة ضد شعبه.. وليسقط الشهداء. فيحاربه الشعب.. وتكون نهايته مأساوية.. ثم انتهاكه وقتله وتصويره ليشاهد العالم كله ما حدث معه.. ويكون عبرة لكل الديكتاتوريين الذين يحتقرون شعوبهم. .. إنه بشار الأسد.. الذى لم يتعلم من كل ما سبق.. .. وما زال يقاتل شعبه منذ 16 شهرًا.. ويقتل الناس لا يفرق بين امرأة ورجل، عجوز وطفل. يستخدم كل الأسلحة التى لم يستخدمها ضد الإسرائيليين المحتلين أرض سوريا. لم يستمع إلى مطالب العالم.. وتحدى الكل ويستمر فى القتل وارتكاب المجازر.. وجرائم الحرب. وما زال يطلق شبيحته.. وشبيحة والده حافظ الأسد على الناس ليهددوهم ويقتلوهم. لقد وصلت الثورة والانتفاضة إلى كل مدن سوريا.. ويقابلها بشار الأسد بالمجازر وأصبح البلد فى حرب أهلية.. بعد أن دخل الجيش الحر إلى العاصمة دمشق.. فيرسل بشار المدرعات والمصفحات إلى العاصمة لتقتل الناس. وهكذا تعتبر منظمة الصليب الأحمر الدولى دخول سوريا حربًا أهلية.. وهو ما ينذر بتقسيم سوريا وبمصيبة على المنطقة كلها. بئس الاستبداد.. بئست الديكتاتورية.. بئس التشبث بالسلطة.