تصريحات رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى عن المكانة الخاصة للجيش والشرطة لديه أثارت استياء جموع المحامين الذين ينتظرون تدخله فى أزمتهم الراهنة، ومحاولة حلها والانتصار لأصحاب الحقوق ومحاسبة الجناة حسب وعوده السابقة لنقيب المحامين سامح عاشور، الأمر الذى جعل عددا من المحامين يرفعون راية العصيان على مرسى. وكيل فرعية محامى شمال القاهرة عبد الجواد أحمد قال ل«الدستور الأصلي» إن مرسى لم يكن موفقا فى ذلك التصريح، لأنه من المفترض أن يقف على مسافة واحدة من كل المؤسسات والجهات المصرية، لأنه رئيس للجميع وليس للجيش أو الشرطة فقط، مشيرا إلى أن تلك التصريحات تثير مخاوف المحامين من تناوله أزمتهم مع الشرطة، لا سيما وأنه من المفترض أن يقدم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم تحقيقات الواقعة له، ليعطى رأيه النهائى فيها، وعليه تتم محاسبة الجناة المعتدين.
عبد الجواد هدد بالتصعيد للأمم المتحدة، حيث أكد أنه إذا لم يبادر رئيس الجمهورية بحل الأزمة، فسوف يتم تقديم شكوى من المحامين للمقرر الخاص باستقلال القضاء والمحاماة فى الأممالمتحدة، ودعوته للقدوم للقاهرة لتقصى الحقائق حول الواقعة، وكتابة تقريره عنها، وتقديم توصياته بمحاسبة الجناة، لأن مصر إحدى الدول المصدِّقة على معاهدات استقلال القضاء والمحاماة التى تتناول بنودها ضرورة توفير الأمان والسلامة وقواعد الاحترام للمحامين خلال تأدية عملهم، وهو ما لم يتم توفيره وتقاعس الرئيس عن تطبيق الاتفاقية التى صادقت عليها مصر.
الناشط النقابى عضو مجلس فرعية جنوبالقاهرة هيثم عمر قال إنه وعود رئيس الجمهورية بمتابعة الأزمة وحلها كانت إعلامية، ولم نر شيئا منها على أرض الواقع، وقال إن حقوق المحامين معلقة برقبته، وإنه إذا لم يبادر بحل تلك الأزمة سوف ينتج عنها الكثير من المشكلات بين الشرطة والمحامين، مشيرا إلى أنه كان من الواجب على الرئيس أن يشدد خلال كلمته فى تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة على ندية التعامل بين المحامين وأفراد الشرطة، وحسن التعامل مع المواطنين.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ما زال عدد من المحامين معتصمين داخل مقر النقابة العامة، وأكدوا ل«الدستور الأصلي» أنهم مستمرون حتى انتزاع حقوقهم واستعادة كرامتهم المهدرة، فيما هدَّأت قرارات عاشور التى اتخذها فى آخر اجتماعات مجلس النقابة العامة مثل وقف قيد ضباط الشرطة فى جداول النقابة، وإحالة المحامين المخالفين لقرار منع دفاع المحامين عن أفراد الشرطة أمام النيابة أو المحاكم المختلفة للتأديب، من ثورة المحامين، إلا أنهم ما زالوا متوافقين حول التزام الخطوات التصعيدية لإنهاء الأزمة.
وكان قسم شرطة أول مدينة نصر قد شهد اعتداءات من طاقم النوبتجية على ثمانية محامين فجر الجمعة قبل الماضية، وإحداث إصابات حادة لبعض المحامين وصلت إلى «اشتباه ما بعد الارتجاج فى المخ» حسب التقارير الطبية، ليبدأ المحامون اعتصامهم منذ حدوث الواقعة على مدى تسعة أيام متواصلة.