(اليوم الصُّبُح أول ما طلعنا من بيوتنا، عم بيرشوا العالم بالطيارات والرشاش ال14، والله العظيم كإنهم بيصطادوا عصافير !).. هذه كلمات أحد الناجين من مذبحة التريمسة بريف حماة، كان يتحدث مع أحد المراسلين الإخباريين في نشرة الأخبار، وفي نفس النشرة شاهدنا جثث السوريين القتلى في حمص ودرعا ودير الزور وحلب وريف دمشق، منها المذبوح على أيدي الشبيحة وعناصر الأمن، ومنها من فجرت دماغه وتمزقت أطرافه، والدماء السورية الزكية تملأ المكان.. لا حول ولا قوة إلا بالله. منذ مارس 2011، وأعداد القتلى في سوريا تزداد كل يوم، بدأت باثنين، ثم هذه المذبحة التي تخطى فيها العدد حاجز المائتين وخمسين قتيلا، وقوات الأسد فعلا تتعامل مع الشعب السوري بأسلحتها الثقيلة كأنهم يصطادون عصافير، كما عبر الرجل السوري بمرارة تتضاءل أمامها مرارة الحنظل! ألا تعلم يا بشار ( أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) - المائدة 32 ، أم إنك لا تؤمن بالقرآن ؟ قاتل نفس واحدة لغير قصاص أو لفساد في الأرض، هو مُعتدٍ على سلطة الإله الواحد، الوحيد الذي من حقه تحديد موعد إنهاء هذه الحياة، لأنه تبارك وتعالى هو خالقها، فمن يسوّل له شيطانه أن يزهق روحا بغير حق؛ فقد اعتدى على سلطة الخالق في خلقه، فيصبح كأنه أزهق أرواح الناس جميعا، والقانون الإلهي ( من قتل يُقتَل )؛ ينفذه ولي الأمر في الدنيا، فكيف يكون عقاب القاتل إن كان هو ولي الأمر ؟ من سيوقع عليه القصاص إن كان هو صاحب السلطة ؟ لا بد وأن يكون له عقابه في الدنيا، لأن الله تعالى يقول في عدة مواضع في القرآن: أن الله سريع الحساب، بمعنى أن حسابه للخاطئين يجب أن يكون في الدنيا، وهو تبارك وتعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، فيمهله ويمد له في حباله، حتى يأخذه بالألم والشدة والعذاب فلا يفلته. فإذا نحّينا العلاقات الدولية والمصالح الروسية والصينية والأمريكية جانبا، ولم نربطها بمشكلة الثورة السورية؛ فقد نستطيع - نظريا على الأقل - تنحية تأثير هؤلاء جانبا، ولكننا لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن ننحي علاقة إيران (الإسلامية) أو أن نفصلها عما يحدث في سوريا من قتل المسلمين للمسلمين، وإبادة المسلمين على أيدي المسلمين، والطائفية المقيتة تلعب دورها العفن في إدارة آلة القتل الهمجي، والتنكيل الوحشي، وأصبحت أعداد القتلى والشهداء في تزايد مطرد حتى تخطى عدد الشهداء العشرين ألف قتيل، دماؤهم جميعهم في رقبة بشار الأسد ونظام حكمه، ورقبة أحمدي نجاد ونظام حكمه. الشعوب لا تريد قتل الشعوب، وإنما أنظمة الحكم هي التي تتبع خطوات الشياطين لتحقيق مصالحها، ولو على حساب دماء الشعوب، فأين هي المصلحة الإيرانية في قتل الشعب السوري ؟ هل لأن النظام الإيراني هو الذي يمول ويسلح حزب الله اللبناني الشيعي عن طريق النظام العلوي السوري ؟ ألذلك يؤيد السيد حسن نصر الله النظام السوري القاتل، ويعادي الثوار السوريين ؟ أم هي الأحقاد والكراهية التاريخية بين الشيعة أتباعِ الحسين، والسنة قاتليه بعثت من جديد ؟ يا سيد أحمدي نجاد.. دعك من بشار الأسد، وكفاك تلويثا لأيدي المسلمين بدماء المسلمين، فتكفي دعوة أم ثكلى لتسكنك في قعر جهنم، فما بالك وأنت وبشار قد قتلتما الناس جميعا عشرين ألف مرة ! إسلمي يا سوريا.