أزمة مصنع موبكوللأسمدة مع أهالى السنانية تتصاعد يوما بعد يوم فى محافظة دمياط، وأصبحت المشكلة رقم واحد التى تفرض نفسها على كافة الأطراف التنفيذيين والشعبية حيث تؤثر على ميناء دمياط البحرى وإعاقة العمل به بما تسببه من مشكلات عديدة أدت فى وقت من الأوقات فى العام الماضى لغلق ميناء دمياط لمدة تزيد على أسبوعين مما كبد الإقتصاد الوطنى خسائر تربو على 2 مليار جنيه ومازال المحتجون يرفضون إقامة المصنع بالقرب من منازلهم بالمناطق السكنية بقرية السنانية ومع إصرار مسئولى موبكوعلى الإستمرار فى التوسعات وإقامة مصنعين جديدين تحولت القضية إلى معركة حياة أو موت بين الجانبين. الأهالى يرغبون فى رحيل مصانع موبكو 1و2و3 من المنطقة الحرة القريبة من منازلهم بزعم تعرضهم للتلوث البيئى رغم وجود عدة تقارير بيئية وعلمية تنفى وجود خطر بيئى على سكان المنطقة أو البيئة الزراعية أو المائية المحيطة بالمصنع. ومن جانب آخر يسعى مسئولو المصنع إلى محاولة استرضاء أهالى السنانية، وتقديم عدة تنازلات لإنهاء الأزمة المحتدمة بينهما ومحاولة إقناع الأهالى بإعادة تشغيل مصنع 3 وتوقف التوسعات المزمع إقامتها والمسماة بمصنعى 1و2 عن العمل مؤقتا وليس نهائيا مما أثار حفيظة الأهالى حيث يريدون إلغاء التوسعات نهائيا إلا أن هذه المفاوضات لم تؤت ثمارها وفشلت جميع المفاوضات، التى كان محافظ دمياط اللواء محمد على فليفل، واللواء طارق حماد، مدير أمن دمياط أحد أطرافها، ولأن الأمر أصبح يزاد تعقيدًا وسوءا يومًا بعد يوم بعد وصول الأزمة إلى طريق مسدود بعد أن قام 150 من موظفى وعمال موبكو بالدخول إلى مقر المصنع المتوقف منذ 8 أشهر، أمس, وأعلنوا حالة الاعتصام والإضراب عن الطعام، وأبلغوا جميع الجهات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة، مطالبين بإعادة تشغيل المصنع وعودتهم إلى العمل بعد أن أصبحوا مهددين بانتهاء تعاقداتهم وضياع مصدر رزقهم خاصة أن أغلبهم من الشباب.
وهو الأمر الذى أثار غضب البعض من أهالى السنانية، المتحمسين الذين أسرعوا إلى داخل المصنع للتأكد من توقف العمل ومنع التشغيل، وتطور الأمر إلى وقوع مشادات ومشاجرات بين الطرفين قام على إثرها عمال موبكو باحتجاز بعض الأهالى، وأبلغوا الشرطة باقتحامهم إلى مقر المصنع بالقوة، مما دفع عدداً كبيراً من الأهالى بالتوافد على مقر المصنع لإنقاذ المحتجزين بداخله، وقاموا بتكسير واجهة المصنع وبعض أجهزة الكمبيوتر وتحطيم محتويات غرفة التحكم الرئيسية بالمصنع، وأدت هذه المشاجرات إلى إصابة ما يقرب من 22 شخصًا من الجانبين، تم نقلهم إلى المستشفيات، حيث تم نقل 5 مصابين من أهالى السنانية المحتجزين داخل المصنع إلى مستشفى دمياط التخصصى مصابين بجروح وآثار ضرب بآلة حادة على أجسادهم، كما تم نقل 7أشخاص آخرين من عمال وموظفى المصنع إلى مستشفى كفر سعد المركزى، وقام كلا الجانبين بتحرى محاضر بأقسام الشرطة لحفظ حقه. من جانب آخر اتهم أهالى السنانية مسئولى موبكو بأنهم وراء هذه الأحداث، خاصة المهندس أسامة كمال، الذى كان يترأس المفاوضات مع الأهالى، وأرجعوا السبب إلى تأكد مسئولى موبكو من فشل المفاوضات مع الأهالى، فقرروا دخول المصنع بالقوة، كما أكد حسن الشعراوى منسق ائتلاف ضد مصانع الموت بدمياط، والذى أضاف أنه لا نية مستقبلا لإجراء أية مفاوضات مع موبكو، معلنًا سعى أهالى السنانية بالعمل على توقف مصانع موبكو 1و2و3 نهائيا ونقلها من دمياط مهما كلفهم الأمر، ووصف ما حدث بالأمس بالمجزرة المدبرة. واستنكر المهندس حسن عبد العليم، رئيس مجلس إدارة موبكو، ما حدث بالأمس، ووصفه بأنة غزو تتار القرن 21 واصفًا محادث من خسائر بالمصنع بأنها مهزلة، وأمر لا يصدقه عقل وتساءل عبد العليم، ما هو الدافع وراء دخول أهالى السنانية المصنع والاعتداء على الموظفين المعتصمين داخل مقار عملهم، مؤكداً أننا رفضنا أكثر من مرة خروج عمال وموظفى المصنع فى مظاهرات أو احتجاجات، وقام العمال بالاعتصام داخل مصنعهم لإعلان غضبهم من توقف المصنع عن العمل ونفى عبد العليم قيام أى فرد بالمصنع بإجراء أية محاولات للتشغيل، كما يزعم البعض لأن المصنع يعمل من خلال منظومة متكاملة، وهذه المنظومة متوقفة حاليًا، وأضاف أنه تم تشكيل لجنة لحصر الخسائر والتلفيات وخاصة خسائر غرفة العمليات المركزية وتجرى النيابة العامة تحقيقاتها مع المصابين .
من جانبه نفى اللواء طارق حماد مدير أمن دمياط قيام أي من الطرفين باستخدام أسلحة نارية فى المشاجرات التى حدثت بينهما مؤكدا أن الإصابات جاءت نتيجة التراشق بالجارة والتشابك بالأيدى.