عندما عارضنا إسلوب الإخوان في التعامل مع الأشياء وعندما عارضنا إسلوب الإخوان في الخلط بين الدعوة والبحث عن السلطة ... وعندما عارضنا إسلوب الإخوان في السمع والطاعة والإختباء تحت الصخور تفادياً لإقدام السلطة حتى تأتي الفرصة ... وعندما عارضنا إسلوب الإخوان في العنف مع كل معارض لهم والتسلط والقهر وعندما عارضنا إسلوب الإخوان في أنه لا دين غير دينهم ... ولا دعوة غير دعوتهم وعندما عارضنا إسلوب الإخوان في المهادنة حتى تأتي المغالبة.. وعندما لم نصوت لجماعة الإخوان في الإنتخابات لعلمنا بكل هذا وعلمنا بأن الجماعة تستغل حاجة البسطاء فتساعدهم بالقليل أحياناً وبالترغيب وإعطاء الأمل أحياناً أخرى كنا محقين وإلا قولوا لي بالله عليكم لماذا هم منطلقون في حرب ميدان التحرير وحرب في الفضائيات وحرب في المجالس المنتخبة مثل الشورى وإجتماعاتهم التي لا تنتهي وبشكل محموم وكأنما ينادي كل منهم الآخر – الحق لقد جاءت الفرصة – ولنتابع ما جرى منهم في الأيام الأخيرة قبل إنتخابات الإعادة وحتى إصدار رئيس الجمهورية قراراً بإلغاء حل مجلس الشعب والذي صدر بحكم قضائي بات وفاصل ونهائي وواجب النفاذ. أولاً: في المرحلة الثانية لإنتخابات الرئاسة بين الرئيس الحالي والفريق أحمد شفيق وأثناء اليوم الثاني لإنتخابات الإعادة لمنصب الرئيس حشد الإخوان أعداداً كبيرة من وسائل النقل ذهبت للمنازل والشوارع خاصة في المحافظات لأخذ المواطنين من منازلهم ومن كل مكان خلال ساعتي الإمتداد بعد وقف إغلاق اللجان في اليوم الثاني لضمان إحداث فارق مع شفيق.
ثم بدأت الجماعة في الحشد في ميدان التحرير في نهاية اليوم الأول من الفرز وصارت تعلن الأرقام وكان للحشد في ميدان التحرير هدف واحد هو الضغط على الجميع لشكهم في إمكانية تزوير الإنتخابات وأيضاً لتأكيد الدكتور مرسي في كل أحاديثه قبل الإنتخابات أن الفريق شفيق لا يمكن أن ينجح إذا لم يحدث تزوير علماً بأن الفريق حصل على أكثر من إثتنا عشر مليون صوت والفارق مليون صوت وبإعترافهم هم وكان حصول الفريق شفيق على هذه الأصوات بسبب الإخوان وليس أحداً آخر .. وكان لهذا الحشد في التحرير والفضائيات وفي الإجتماعات معاني هامة وهي التشكيك في القضاء الذي راقب الإنتخابات واللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية وذلك بالرغم من إعلانهم الدائم لإحترام القضاء ... وكان الحشد يعني شكوكهم في المجلس الأعلى للقوات المسلحة برغم تأكيدهم الدائم على إحترام المجلس العسكري وكان الحشد يعني أخيراً إرساء مبدأ أخذ الحق – الذي لم يتأكد بعد – بالقوة ... وهذه هي سياستهم الدائمة كلام ناعم حتى يحدث الخلاف في وجهة النظر هنا تظهر القوة الغاشمة في أشكال متعددة.
ما هذا أناس يريدون الحكم والسلطة ويدعون العدل والإستقامة وإرساء شرع الله ثم يشكون في القضاء ويشكون في المجلس العسكري ويعلنون مبدأ أخذ الحق بالقوة وهو مبدأ الغابة وليس مبدأ في دولة نريد أن تحكمها سيادة القانون , هم حتى لا يحترمون الأزهر بكل تاريخه وعلمائه ويتهمونه بالنفاق للسلطة ونسوا أنه إذا كان هناك بعض من علماء الأزهر هادنوا السلطة فإنهم أيضاً ذهبوا إلى مبارك وحاولوا كثيراً أخذ القليل ولكنه رفض.
ثانياً: حتى بعد إعلان نجاح الدكتور مرسي ظلوا في ميدان التحرير حتى يعيدوا مجلس الشعب ونسوا أن الرئيس أقسم لتوه أن يحترم الدستور والقانون وتناسوا أن هناك طرق قانونية وسياسية للوصول للأهداف ليس من بينها الحشد في ميدان التحرير , أود أن أتساءل من يدفع لهولاء في ميدان التحرير وإن كانوا يعملون في الدولة فكيف تركوا أعمالهم وذهبوا للتحرير وهل حق التظاهر يعني أن يحرض البعض ويدفع النقود ويوقف مصالح الآخرين؟؟ إن من يحرض على العنف ويقاوم السلطات ويعكر صفو الحياة اليومية للمواطنين ويرتشي من أجل أن يهتف ضد الآخرين يستحق عقاب القانون.
كنا نتظاهر ضد مبارك ونعارض مبارك لأن هناك ظلم وقهر وطغيان وفساد أما أن نتظاهر لكي نغير أحكام القضاء عنوة فهذا أمر جلل.
ثالثاً: إذا كان الرئيس بقراره هذا ومن ورائه حشد الجماعة يهددون بل يلغون مؤسسة القضاء ويهددون المجلس الأعلى للقوات المسلحة فما بالنا نحن البسطاء الذين ليس لنا سلطة القضاء أو قوة المجلس العسكري إذا عارضنا الإخوان في الرأي بالقطع سيكون مصيرنا السحل وغياهب السجون (عضو مجلس الشعب الفخراني وما حدث له أمام المحكمة الإدارية خير دليل).
رابعاً: نحن أمام رئيس تؤيده وتحشد له جماعة حتى تفرض الجماعة سيطرتها على كل شئ فهل هو رئيس لكل المصريين أم رئيس للجماعة فقط؟ وإذا كان الكثيرون من المصريين يعارضون ما تفعله الجماعة فلماذا لا يرى الرئيس ذلك؟
خيرت الشاطر يحشد من المنصورة والبلتاجي يحشد في الفضائيات والتحرير والكتاتني يصرح وصفوت يتنقل بين الفضائيات مكشراً عن أنيابه هل هذه هي الديمقراطية ودولة المؤسسات أم الغوغائية ... ثم من الذي يدفع الثمن .. أعتقد أن الرئيس مرسي هو أول من يدفع الثمن لأنه سيكون رئيس دولة الفوضى وعدم الإستقرار والإنفلات بكل أنواعه ثم كل الشعب المصري يدفع الثمن من التهديد والوعيد وعدم الإستقرار وعدم الحصول على لقمة العيش , أما أغنياء الإخوان منهم يبحثون عن السلطة لفرض الإرادة وجمع المال والجنرالات ينعمون في أثواب الترف والقوة والخيلاء .. والشعب يعاني.
خامساً: تطالعنا الصحف كل يوم بنشاط السفيرة الأمريكية في مصر ... هي تزور لجان الإنتخاب , هي تلتقي المرشد والشاطر والكتاتني والمجلس العسكري , هي ترسل التقارير لأمريكا والإخوان يرسلون وفداً إلى أمريكا لكي يقول نحن رأسماليون أكثر من رجال أعمال مبارك ونحن مع الإقتصاد الحر ونحن مع إسرائيل ونحترم الإتفاقيات حتى ينالوا الرضا الأمريكي , المجلس العسكري والمشير ورئيس الأركان كل يوم وآخر يجتمع مع العسكريين وغير العسكريين الأمريكان... ما هذا الضعف ما هذا التودد الذي يهدر الكرامة حتى أننا سمعنا أوباما يقول أنه أنقذ مصر من مصير سوريا لإيقافه صدام بين الجيش والشعب وأيضاً الضغط على الجيش لتسليم مرسي السلطة ولتعلموا يا سادة أن هدف الأمريكان هو إضعاف مصر وتمزيقها كما حدث في اليمن وسوريا وليبيا حتى لا يصبح في الوطن العربي أي قوة غير إسرائيل ثم يتم تصفية إيران إن أمكنهم ذلك وإلا قولوا لي بالله ماذا تفعل قطر في ليبيا واليمن ثم مصر ومن هي قطر تلك جاسوس وممول ومنفذ سياسة الأمريكان.
والسؤال لماذا نسكت على هذا العبث الأمريكي ولعب العيال القطري مع دولة كمصر هل لأن الموقف الإقتصادي معقد وصعب وأمريكا تضغط علينا بذلك , وأقول إن لنا أيضاً وسائل ضغط .. يمكن أن نساعد سوريا لكي تصمد ضد الضغط الأمريكي عسكرياً وسياسياً, يمكن أن نساعد ونتعاون مع إيران , يمكن أن نساعد ونتعاون مع ليبيا , يمكن أن نتحرك مع السعودية والكويت والإمارات وأعتقد أنهم مستعدون لو صدقت النوايا كما حدث مع الملك فيصل في حرب 1973 ومن بعد حرب 1967 حين قرروا دعم مصر .. إذا كانت أمريكا تضغط فإن لها مصالح في المنطقة ويمكن أن نضغط عليها من خلال هذه المصالح لكن نحن مشغولون بالبحث عن السلطة والمال بل الصراع من أجلها والمجلس العسكري ليس مهيأ لهذه اللعبة السياسية بالشكل الكافي ولكن في مصر هناك مؤسسات وخبراء سياسية مهيأون لهذا وبشكل كبير , دعونا ننسى خوف وجبن وتسليم مبارك لأمريكا وإن كان على الشعب فهو صابر على الفقر أكثر من ثلاثين عام ومستعد لكي يصبر على فقر الكرامة أعواماً أخرى وبرغم أخطاء دكتاتورية عبد الناصر إلا أنه كان زعيماً وطنياً لم ينحني يوماً للإستعمار وإذا كان هناك دفع للثمن بسبب صراع القوى فقد دفع عبد الناصر الثمن وهو مرفوع الرأس ولكن مبارك ورجاله دفعوا ويدفعون الثمن وهم محنيوا الرؤوس.
سادساً: يتظاهر الإخوان من أجل عودة مجلس الشعب المنحل بقرار الدستورية العليا حتى يكون لديهم الرئيس قمة السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ثم هم يستبقون حكومة الجنزوري التي عارضوها وبشدة وحاولوا إسقاطها عن طريق مجلس الشعب المنحل وهل هذا تناقض أم إعادة نظر في الإستراتيجية, نعيد المجلس أولاً ثم نشكل حكومة حتى إذا إعترض أحد على الحكومة يساندها مجلس الشعب المنتخب ويكون للإخوان الرئيس ومجلس الشعب والحكومة ثم يقولون نحن لن نكون مثل مبارك.. مبارك فعل هذا على مدى ثلاثين عاماً والإخوان يريدونها في شهرين حتى لو ركعنا للأمريكان حتى أن هيلاري التي دمرت كرامتها متدربة البيت الأبيض لم يعد لها هم غير سوريا وليبيا ومصر وأفغانستان تتصرف وكأنها حاكمة فيهم.
سابعاً: ظهر المدعو أبو إسماعيل مرة أخرى يحرض الرئيس على المشير هذا الذي كذب علينا وأثار المشاكل شهوراً وتسبب في سقوط ضحايا مازال لديه الجرأة لكي يظهر مرة أخرى معتمداً على بساطة وجهل البسطاء من المصريين.
ثامناً: حركة السادس من إبريل وبعض جماعات الثورة تؤيد قرار الرئيس بإعادة مجلس الشعب لا لشئ إلا لأنه يسحب السجادة من المجلس العسكري .. وإذا إستأثر الإخوان بكل شئ , من يعيد إليكم السجادة أم أنكم تنتظرون مناصب في الحكومة الجديدة؟!! ومن الذي سيعطيكم الإخوان هيهات..
تاسعاً: أصبحنا نرى قضاة أكثر إخوانية من الإخوان وقضاة أكثر عسكرية من العسكري , نرجوكم وكل شرفاء القضاة وهم الأغلبية الكبرى إتركوا السياسة وأعيدوا للقضاء هيبته لأنه ضمانة ضد الظلم.
أطالب وزير الداخلية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة تنظيم حق التظاهر وإعمال القانون بكل قوة لأن الأمر الآن وفي الوجود الامريكي وتمويل قطر أصبح يهدد الأمن القومي المصري وهذه حقيقة مهما إدعى أصحاب نداء الحرية.