دون شك مؤسسة الرئاسة.. هى المؤسسة الأهم فى السلطة.. وهى المؤسسة الأولى تنفيذيًّا.. وترجع إليها خطوط كثيرة بين السلطات. بل إن الرئيس -لا يزال- هو الحكم بين السلطات. وتنطلق من مؤسسة الرئاسة جميع العلاقات بين المؤسسات وبعضها.. وهى المسؤولة عن العلاقات الخارجية وتوطيد علاقة مصر بالدول المختلفة. وهى المسؤولة عن إدارة اقتصاد البلد.. بالتعاون مع الحكومة التى يختارها ويعيّنها الرئيس.. وهى المؤسسة التى تعيّن المسؤولين التنفيذيين الكبار والصغار، ودون الرجوع إلى مؤسسات أخرى (يحدث فى بعض الدول الديمقراطية توافر موافقة السلطة التشريعية الممثلة فى البرلمان على تعيينات المسؤولين التنفيذيين). وهى مؤسسة كبيرة ومتشعبة.. وجعلها الرئيس المخلوع حسنى مبارك ومن معه متداخلة فى كل أمور الحياة. أما وإن دخلها الدكتور محمد مرسى كرئيس منتخب، ويمثل الثورة كما قال ذلك فى انتخابات جولة الإعادة.. فلا بد أن تطال الثورة تلك المؤسسة التى كانت السبب فى الثورة.. وكانت وراء قتل المتظاهرين، وشهدت فسادًا لا يخطر على بال بشر.. وما زال هذا الفساد مسكوتًا عنه حتى الآن.. إذن لا بد من تطهير تلك المؤسسة التى تحكمت فى البلاد خلال حكم مبارك المخلوع.. وجعلت من موظف مثل زكريا عزمى يتحكم فى حياة الناس والعباد، ويمارس الفساد جهارًا نهارًا، لدرجة الفجور. ولا بد من مكاشفة الناس بما جرى فى العقد الرئاسى خلال فترة الثورة من 25 يناير حتى خلع مبارك فى 11 فبراير. ولا بد من مكاشفة الناس بالفترة التى ظل فيها زكريا عزمى رئيسًا للديوان بعد خلع مبارك، وحتى شهر أبريل 2011، حيث أدار ماكينة فرم الأوراق.. وهو الذى كان يدير جميع العمليات القذرة للرئيس المخلوع حسنى مبارك، وزوجته وأولاده.. وأشرف على تهريب الأموال إلى الخارج لصالح مبارك وأبنائه.. فضلًا عن فرضه الإتاوات على أصحاب المصالح ورجال الأعمال، لتسهيل أعمالهم ومشاركتهم فى نهب البلاد.. بخلاف الهدايا التى كان يتلقاها من المؤسسات، وعلى رأسها المؤسسات الصحفية، ليظلوا فى رئاسة تلك المؤسسات ينهبون منها كما يشاؤون دون أن يسائلهم أحد.. وبالطبع كان هناك مسؤولون فى مؤسسة الرئاسة من مساعدى زكريا عزمى، ولاؤهم لمبارك ومتورطون فى فساد تلك المؤسسة لم يقترب منهم أحد، باعتبار أنه لم تجر تحقيقات عن فساد تلك المؤسسة.. والاكتفاء بالتحقيق مع زكريا عزمى فقط فى قضايا كسب غير مشروع. وبالطبع هناك مسؤولون فى الرئاسة غير متورطين فى الفساد الذى كان يديره زكريا عزمى لصالح مبارك وعائلته. فأصبح الآن واجبًا على الرئيس محمد مرسى التخلص من الفاسدين، وتطهير قصر الرئاسة من الفاسدين المفسدين، وأن لا يسير على نهج ما اتبعه الرئيس الكتاتنى فى مجلس الشعب من الإبقاء على سامى مهران، المتهم بالكسب غير المشروع، ورجل فتحى سرور.. وكذلك ما اتبعه الرئيس أحمد فهمى فى مجلس الشورى من الإبقاء على المستشار فرج الدرى، رجل صفوت الشريف ومنفذ خطط فساده.. والحمد لله أن زكريا عزمى فى السجن الآن.. فربما حافظ عليه الرئيس محمد مرسى! وواجب على الرئيس مرسى فتح تحقيق مستقل داخل الرئاسة وأماناتها حول الفساد الذى جرى فى تلك المؤسسة عبر 30 سنة من حكم مبارك.. ودور تلك المؤسسة فى نشر الفساد فى البلاد، والكشف عن الفاسدين والمفسدين الذين تعاملوا مع الرئاسة.. واجب على الرئيس مكاشفة الناس بقصور الرئاسة والاستراحات التابعة لها، التى تمتد من شرم الشيخ حتى رأس الحكمة على البحر المتوسط القريبة من السواحل الليبية. ولعل الرئيس محمد مرسى يبدأ حياته داخل القصر الرئاسى على نظافة.. وهو الرجل الذى وعد بالتطهير ومحاربة الفساد. أعان الله الدكتور محمد مرسى على مؤسسة الرئاسة..