واصلت محكمة جنايات بورسعيد سماع أقوال باقي شهود الاثبات في قضية مذبحة بورسعيد حيث استمعت إلى اقوال الشاهد التاسع عشر سهيل صبري عبد التواب طالب ومقيم بمصر الجديدة والذي أكد على ماقاله سابقيه من الشهود وأضاف بأنه تجمع مع أصدقائه من النادي الأهلي وذهبوا الى محطة القطار برمسيس واستقلوا القطار ووصلوا الى محطة الكاب واثناء ذلك تلقوا اتصالات هاتفية من اصدقاءهم ونصحوهم بالرجوع وعدم الذهاب الى المباراة بعد تعرض لاعبي النادي الاهلي للضرب بالشماريخ اثناء التسخين ولكنهم لم يابلوا وذهبوا الى الاستاد عن طريق اتوبيسات. وأثناء المباراة كانت جماهير النادي المصري يلقون عليهم الطوب والحجارة والشماريخ وأضاف أن ضباط الجيش هم من قاموا بفض الأحداث عن طريق إطلاق أعيرة نارية بالهواء حتى اختفى المهاجمين من المكان، وأكد الشاهد في نهاية أقواله أن دور الأمن هذا العام اختلف تماما عن الأعوام الماضية حيث أنه كاد أن يكون منعدم لقلة وجود عساكر الأمن المركزي داخل الاستاد.
واستمعت المحكمة أيضا إلى أقوال الشاهد الثامن عشر محمود عبد الله علي محمد 22 سنة طالب وهو كابو الألتراس الأهلي، والذي أكد في شهادته أنهم تعرضوا للضرب في الاتوبيسات التي أقلتهم من محطة القطار إلى الاستاد وألقيت عليهم الحجارة والزجاجات الفرغة وأكد ان هذة الاعتداءات كانت عبارة عن مناوشات معتاد عليها من اهالي بورسعيد كل عام اثناء المباريات السابقة وعند وصولهم الى الاستاد فوجئوا بأن الأبواب مفتوحة دون وجود لرجال الأمن ودخلوا بدون تفتيش وتذاكر على غير المعتاد وأنهم دخلوا من أحد الابواب الصغيرة الموجودة بالاستاد بعد ان وجدوا الابواب التي اعتادوا الدخول منها مغلقة.
وأضاف الشاهد أنه بعد بدء المباراة ب 7 دقائق تقريبا بدأ جماهير النادي المصري بإلقاء الشماريخ عليهم والصواريخ فاعتقد جماهير النادي الأهلي انها مناوشات عادية وقولنا "دي بورسعيد وده العادي" وأضاف انه بين الشوطين القيت عليهم الحجارة والشماريخ وانعدم وجود الأمن وقام بعض شباب اللجان الشعبية بالتصدي لبعض جمهور النادي المصري الذي نزل الى أرض الملعب وأكد انه بعد انتهاء المباراة فوجئوا بهجوم جمهور النادي المصري عليهم وكانت أعدادهم في زيادة وكانوا في البداية يعتقدون أن الجمهور نازل يحتفل في أرض الملعب مع اللاعبين ولكنهم تعدوا عليهم بالضرب بالأسلحة البيضاء والكراسي الحديدية والشماريخ والصواريخ، فقام جمهور النادي الاهلي بمحاولة الهروب الى الباب الخلفي ولكنهم وجدوه مغلقا فنزل الشاهد برفقة اصدقائه الى الممر للهروب من الباب الخاص به وزحف من فوق رؤس الجماهير بداخله لانقاذ حياته وزملائه ولكن باءت المحاولة بالفشل بعد ان وجدوا الباب أيضا مقفول وامتلئ الممر بالدخان وازدادت حالات الاختناق وشاهدت الجثث تتساقط بجواري،حتي سقط الباب من كثرة التدافع وأفاد الشاهد أنه لم يتمالك أعصابه ورأيت جمهور النادي المصري وهم ينهالون على الجثث بالضرب للتأكد من وفاتهم.
واستكمل الشاهد أقواله قائلا أنه سأل على أصحابه من رابطة الألتراس فعرف ان عدد كبير منهم قد توفى.. وانتهى الأمر بقيام الجيش بإحضار سيارة أقلتهم الى مطار بورسعيد العسكري للعودة الى القاهرة، وهنا أفاد الشاهد انه هو من تولى جمع الشهود والذهاب بهم الى النيابة العامة للإدلاء بأقوالهم وكان ذلك من خلال اجتماعات كانت تحدث داخل النادي الاهلي بقيادة المحامي رجائي عطية المستشار القانوني للنادي مما جعل الدفاع يتهم رجائي عطية بتلقين الشهود بشهادتهم ولكن الشاهد أوضح للمحكمة انها كانت إجراءات لازمة بعد حدوث هذا الحدث الجلل وأنه هو من جمع الشهود من خلال رابطة الألتراس الخاصة بهم على الفيس بوك وقام بعملية فرز لهم ونقلهم على دفعات الى النيابة على أيام متعاقبة تسهيلا لمهمة النيابة العامة في سماع أقوال الشهود.
وأضاف أنه هو أول شاهد قامت النيابة بسماع أقواله ووصف خلال التحقيقات ملامح بعض المتهمين المعتدين عليهم فقامت النيابة بعرض بعض الصور الفوتوغرافية عليه والفيديوهات ومن خلالها تعرف على أحد المتهمين .. وأكد أن بعد سماع أقواله بالنيابة بدأ يتدارك الموقف واستطاع تحديد هدفه في تجميع باقي الشهود وإرشادهم ونصحهم بأن الذي لم يشاهد اي شئ بالمباراة ولم يذهب إليها من الأساس فعليه بعدم الذهاب الى النيابة لانه لم يضيف جديدا.
وسأله الدفاع هل اشترك في اي تظاهرات خلال الثورة او قبلها فكانت اجابته بان اشتراكه في المظاهرات كان بشكل غير رسمي وبعيدا عن رابطة الألتراس ولكن خلال مباراة الكيما أسوان التي عقدت قبل بدء أولى جلسات محاكمة الرئيس السابق بيوم واحد اتفقوا على الذهاب الى اكاديمية الشرطة للهتاف ضد مبارك والعادلي.
وأثناء سماع المحكمة لأقوال الشهود فوجئت بأن أحد المتهمين أغشي علييه داخل قفص الاتهام وقامت والدته للأطمئنان عليه بشغف وأمرت المحكمة باخراجها برفقة نجلها الى سيارة الإسعاف التي تقف أسفل المبنى لسرعة إسعافه.
أكد الشاهد رقم 22 أحمد رشاد على أقوال سابقيه بتعدي جماهير المصري عليهم بالحجارة أثناء مرورهم من جانب مدرجات جماهير المصري والغريب أن الأتوبيسات توقفت أمام مدرجات جماهير المصري بعض الوقت قائلا "عندما نزلنا ودخلنا إلى المدرج وجدنا أعداد قوات الأمن غير كافية لتأمين المباراة ومن بداية الماتش وجماهير الترس المصري وهي تلقي علينا الطوب والصواريخ وقد كانت بوابات مدرج جماهير المصري مفتوحة فمن كان ينزل من الجماهير كان يصعد بسهوله دون اي اعتراض من أفراد الأمن و بمجرد انتهاء المباراة وجدنا الجماهير تنزل الى أرض الملعب وتتعدى علينا والتي مرت من جانب أفراد الأمن المركزي وتم إطفاء الأنوار وشاهدت مجموعة من الأشخاص تحمل العصي المنيرة باللون الأخضر والسيوف وحاولت الهرب من المدرج حتي تمكن 4 منهم من الامساك بي وأوقعوني على الأرض وضربوني بسيف كان مع احدهم و لكنه لم يجرحني وتمكنت من الهرب منهم و دخلت الي الممر الصغير و شاهدت في هذا الممر عبر البوابه عدد من أهالي بورسعيد سيدات ورجال يقفون على الجانب الآخر وكان من يقترب من البوابة يتم الاعتداء عليه بآلات حادة، حتي صعد الامن المركزي الى المدرج و بدء بالضرب فينا وكانت أعداد جماهير المصري تقل في المدرج وبعدها قام الأمن بإنزالنا الى الملعب وقالوا لنا اطمئنوا وبعد جلوسنا ساعتين وبعدها خرجنا من الترحيلات.