في صدر اهتمامات الصحف العالمية أمس كان التعليق على أول حكم بالإدانة والسجن لرئيس عربي ومصري سابق بمحكمة وطنية، فقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية إن الحكم على مبارك يعتبر حدثا مهما غير مسبوق في طريق مصر إلى الديمقراطية، ويذكّر بالقيود السياسية التي تواجهها ثورات العالم العربي. مضيفة أنه وراء الحكم الصادر بحق مبارك الذي وصفته ب«المستبد الماكر»، وخلف صورة القائد المكروه المستلقي على نقالة في قفص المتهمين، يوجد بلد لم يتحرر تماما من قبضته. واعتبرت أن الحكم على مبارك بمثابة «قصة تحذيرية» لملوك العرب الذين يقمعون الاحتجاجات فى السعودية والبحرين. وأن لواءات مبارك لا يزالون فى السلطة وأحد الموالين له قد يصبح الرئيس التالى. مضيفة أنه في مصر تستمر البهجة في التصادم مع اليأس ويُعكَّر النصر بنكسة. وأخيرا قالت إن دولة مبارك المحيطة به منذ عقود لا تزال ضخمة.
ومن جانبها قالت «الجارديان» البريطانية إن نشوة مصر بالحكم على مبارك، تحولت إلى شعور بالمرارة والغضب حيث يرى عائلات الشهداء وأصدقاؤهم أن الحكم هروب من المسؤولية.
كما قالت «التليجراف» البريطانية إن حسنى مبارك تحوّل من «فرعون إلى مسجون»، وإن الحكم عليه ترك البلد منقسما، فالبعض يرى أنها عدالة مرضية، فى ما يراها آخرون «عارا». وأضافت أن مبارك الذي كانت كلمته فى حد ذاتها قانونا، بدأ أول من أمس (السبت) حياته الجديدة ك«قاتل».
وأضافت أن كثيرا من المصريين مقتنعون بأن الجيش تحكَّم فى المحاكمة من وراء الكواليس، وأنه ربما يكون مترددا فى تسليم السلطة حتى بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الحالية. متابعة أن المصريين يخشون من أن يتم تخفيف الحكم على مبارك. وأخيرا قالت إنها نهاية بائسة لمبارك، وإنه سيفتقد الرفاهية التى كان يعيش فيها الفترة الماضية.
مجلة «سليت» الأمريكية قالت إن الجزء الذى ارتجف له المصريون بشأن الحكم هو تبرئة 4 من كبار ضباط الشرطة المتهمين بإصدار الأوامر بقتل المحتجين في ميدان التحرير.
وأشارت المجلة إلى أن القاضى أحمد رفعت، عزا تبرئة ساحة المتهمين إلى فشل النيابة فى تقديم أى أدلة تدينهم، ونبهت إلى أن جماعات حقوقية تحدثت عن تعرض شهود عيان لضغوط لتغيير شهاداتهم، فى حين تم الضغط على أسر الضحايا لسحب ادعاءاتهم، وعقّبت قائلة إن كل هذا يشير إلى ضحالة التغيير الذى حدث للدولة البوليسية في مصر التى خلفها مبارك وراءه. وقالت إن المشهد تظل فيه بقايا نظام قديمة تدير عجلاتها لحماية نفسها، وهو الظهور الذى سلط الضوء عليه خوض أحمد شفيق، آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك، جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، ليكون رئيس مصر القادم.
وقالت المجلة إن الحكم على مبارك والعادلي قائم على أساس أنهما فشلا فى وقف القتل بمجرد أن بدأ، مضيفة أن هذا يترك ثغرة منطقية حول الحكم: أليس هناك أي مسؤول عن إصدار الأمر بالقتل؟