أعتبرت شبكة «إن بي آر» الإخبارية الأمريكية أن عودة الدكتور محمد البرادعي إلي مصر من فيينا أعادت الروح إلي المعارضة التي عانت من الانعزالية خلال السنوات الأخيرة، مشيرة إلي أن البرادعي واحد من المصريين المستقلين القلائل الذين يحظون بمكانة واسم يمكناهم من تحدي الرئيس حسني مبارك. وتابعت الشبكة الأمريكية أن البرادعي هو الاسم الذي يحظي حاليا بالشعبية في الدوائر السياسية في مصر. خاصة بعد تشكيله جبهة لتعديل الدستور المصري، فضلا عن رغبة مؤيديه في ترشيحه لمنصب الرئيس خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة. رغم أن البرادعي يري أن الإصلاح الديمقراطي يجب أن يتم أولا. وقالت الشبكة إنه من غير المحتمل أن يتمكن البرادعي من خوض الانتخابات الرئاسية، بسبب التعديلات الدستورية التي جرت قبل الانتخابات الرئاسية في عام 2005، لفتت إلي إصرار البرادعي علي إزالة القيود علي الترشح لانتخابات الرئاسة، ومراقبة القضاء للانتخابات لتوفير مناخ الشفافية. وأكدت الشبكة أن البرادعي يري أن أهمية مصطفي عبد الرازقإجراء إصلاح سياسي في بلاده تفوق أهمية ترشحه للانتخابات الرئاسية ذاتها، مدللة علي ذلك بعرض البرادعي عدم ترشيح نفسه مقابل الفوز بإصلاح النظام الانتخابي. وأشارت الصحيفة إلي تقارير تحدثت عن أن مسئولي الحزب الوطني عرضوا علي البرادعي التخلي عن جهوده للإصلاح في مصر مقابل الحصول علي منصب وزاري ومحاولة ممارسة التغيير من داخل مؤسسة الحكم. وأشارت الشبكة إلي أن المحللين السياسيين في مصر راقبوا عودة البرادعي باهتمام كبير مثلهم في ذلك مثل المعارضة، لكن دون الكثير من التفاؤل، موضحة أن المحللين السياسيين يرون أن فرص الإصلاح الحقيقي ضئيلة ومثلها في ذلك فرص البرادعي في أن يصبح رئيسا. في الوقت نفسه أشارت الصحيفة إلي أن الحزب الحاكم لم يوضح موقفه فيما إذا كان مبارك سيخوض الانتخابات للفوز بولاية جديدة. وتابعت الشبكة أن الموقف أيضا غامض حيال مسألة خلافة جمال نجل الرئيس لوالده. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن المصريين العاديين ليسوا منشغلين كثيرا بما يحدث في الحزب الوطني، لأنهم منشغلون أكثر من اللازم بتوفير احتياجاتهم الضرورية.