مللت الجمل المكررة، المصاحبة لكل حادث مشابه لضم الحرم الإبراهيمي إلي قائمة الآثار اليهودية: أفيقوا يا عرب.. أين أنتم أيها المسلمون.. وا معتصماه.. من قتل كلثوم؟ خزاعة.. وسلمي وذئيب؟ خزاعة. ما حكاية: أين أنتم أيها المسلمون؟ نحن أهو.. أي خدمة؟ المرض المسمي بإسرائيل موجود، وينتشر، ويتوغل، ويستمر، ومن غير المعقول أن تضع المريض تحت الكشاف وكلما ظهرت عليه مضاعفات تصرخ: يالهوي.. شعره وقع.. يا خرابي الكورتيزون تخنه.. يا مصيبتي، ابتدي يبقي عصبي. هو مريض، إما أن تعالجه أو تصمت. ليست المشكلة الآن في اعتبار مسجد بلال بن رباح من الآثار اليهودية (بالرغم من أنها نكتة لطيفة) المشكلة الرئيسية في وجود إسرائيل بالأساس. فإسرائيل، فوق أنها كيان استيطاني، عنصري، مغتصب (ما احنا مغتصبين من كل حتة اشمعني دول؟ مالهمش نفس يغتصبوا؟). هي «كلب الحراسة الأمريكي في الشرق الأوسط» كما أسماها دونالد ريجان. وهي خراج في جسد المنطقة لا تداويه كل المضادات الحيوية. جميع ديكتاتوريات المنطقة القابعة علي صدورنا، زرعت، ودعمت، ورضعت الدعم الأمريكي، حفاظا علي وجود إسرائيل. وإسرائيل قنبلة جرثومية ألقتها أوروبا علينا لتتخلص من مشكلة «اليهودي الغاضب» الذي عاني الاضطهاد في أوروبا، وبعد أن لوثتهم بعنصريتها مسحت وجوهنا بهم. سنحيا متخلفين، ما حيت إسرائيل، إذ إن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تسمح بتقدم أي دولة من الدول المحيطة بالكيان الصهيوني. (ييجي واحد يقول لي: عايزة تتقدمي حد حاشك؟ نعم: الهيمنة الأمريكية المتمثلة في: احتكار المعلومات، واتفاقيات السلام، وديكتاتوريات المنطقة، والتهديدات بالحرب وزعزعة الاستقرار والحصار والحرمان من الميراث. ولكم في إيران عبرة). كيف يسير نظامنا المصري علي خطة فشل وإفشال باهرة النجاح وهو نظام لا اخترناه ولا بايعناه نجح إزاي؟ سبحان الله... بالمعونة الأمريكية. إسرائيل نهمة للسرقة، لا تجد شيئا متحركا ولا ساكنا إلا ووضعت يدها عليه، حتي الطعمية والكشري، حتي الكوفية الفلسطينية التي زعمت أنها يهودية، ولم يبق إلا المساجد لتسطو عليها (وربما اكتشفنا أن اللغة العربية والإسلام تعود أصولهما لليهودية). كما تزعم إسرائيل أنها أجرت تحاليل الحامض النووي للفلاحين الفلسطينيين واتضح أنهم يهود. كويس، طب بتطردوهم ليه؟ خلاص، عرفناها إسرائيل. الآن: هل هناك نية لدي دول المنطقة للتخلص من إسرائيل؟ ليس لأن فلسطين - غالية لا سمح الله-، ولكن لأن إسرائيل منذ أن بلانا الله بها والمصائب تهطل سيولا فوق رؤوسنا. واضح أن الأنظمة العربية مستأنسة بإسرائيل، بيخافوا من الضلمة وإسرائيل كلوب حياتهم. بدليل أنهم يبذلون الغالي والنفيس (أو كما يقول أبو الغيط: الغالي والرخيص) من أجل الإبقاء علي إسرائيل. وأنا بصراحة زهقت منهم ومن إسرائيل ومن الصارخين. لم يبق إلا أن أراهن علي غباء إسرائيل، التي تسطو علي كل ما يمت للعرب بصلة، وسيذهب كل ما أنفقته، لاختلاق هوية وهمية، أدراج الرياح وستدفن وسط سرقاتها، وربما تحققت نبوءة أستاذة الجغرافيا التي زعمت أن إسرائيل دولة عربية. وليس مستبعدا أن نجد نتنياهو يصلي في مسجد الحسين بدعوي أنه يهودي. مدد.