رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن في عطلة الصاغة الأسبوعية الأحد 17 أغسطس 2025    منافسة بنكية ساخنة على رسوم تقسيط المشتريات تزامنًا مع فصل الصيف    إعلام فلسطيني: 7 شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال المستشفى المعمداني في مدينة غزة    عمرو الحديدي: مكي قدم مباراة كبيرة أمام الزمالك وناصر ماهر لا يصلح لمركز الجناح    مصرع شخصين وإصابة ثالث في انقلاب دراجة نارية بأسوان    اليوم.. تشييع جثمان مدير التصوير تيمور تيمور من مسجد المشير طنطاوي    خالد سليم يعانق وجدان الجمهور بصوته في الأمسية الثانية من فعاليات الدورة 33 لمهرجان القلعة (صور)    وكيل صحة سوهاج يحيل طبيبا وممرضا بمستشفى طما المركزى للتحقيق    "لسه بيتعرف".. أيمن يونس يعلق على أداء يانيك فيريرا في مباارة الزمالك والمقاولون    ملف يلا كورة.. تعثر الزمالك.. قرار فيفا ضد الأهلي.. وإصابة بن رمضان    سلة - باترك جاردنر – سعداء بما حققه منتخب مصر حتى الآن.. ويجب أن نركز في ربع النهائي    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    «بأمان».. مبادرات وطنية لتوعية الأهالي بمخاطر استخدام الأطفال للإنترنت    "أكسيوس": الصين ذُكرت في قمة ألاسكا كأحد الضامنين المحتملين لأمن أوكرانيا    للمطالبة بإنهاء حرب غزة، إضراب عشرات الشركات والجامعات في إسرائيل عن العمل اليوم    عمرو محمود ياسين يكشف تفاصيل رحيل تيمور تيمور: «الأب الذي ضحى بحياته من أجل ابنه»    مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يفتح باب التقديم للورش الفنية في دورته ال32    إزالة تعديات على الشوارع بالخارجة.. والتنفيذ على نفقة المخالف| صور    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    انخفاض الكندوز 26 جنيهًا، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    نشرة التوك شو| لجان حصر وحدات الإيجار القديم تبدأ عملها.. واستراتيجية جديدة للحد من المخالفات المرورية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الأحد 17 أغسطس 2025    تعرف على مكان دفن مدير التصوير الراحل تيمور تيمور    يسرا تنعى تيمور تيمور بكلمات مؤثرة: "مش قادرة أوصف وجعي"    رئيس الأوبرا: واجهنا انتقادات لتقليص أيام مهرجان القلعة.. مش بأيدينا وسامحونا عن أي تقصير    ننشر معاينة حريق مخزن بولاق أبو العلا بعد سيطرة رجال الحماية المدنية    أول تعليق من فيريرا بعد تعادل الزمالك والمقاولون العرب    أسباب وطرق علاج الصداع الناتج عن الفك    «صحة مطروح» مستشفيات المحافظة قدمت 43191 خدمة طبية وأجرت 199 عملية جراحية خلال أسبوع    الزمالك راحة من مران الأحد.. ويبدأ الاستعداد لمودرن الإثنين    أول يوم «ملاحق الثانوية»: تداول امتحانات «العربي» و«الدين» على «جروبات الغش الإلكتروني»    في أقل من شهر.. الداخلية تضبط قضايا غسل أموال ب385 مليون جنيه من المخدرات والسلاح والتيك توك    توقعات الأبراج حظك اليوم الأحد 17 أغسطس 2025.. مفاجآت الحب والمال والعمل لكل برج    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    شهداء ومصابون في غارة للاحتلال وسط قطاع غزة    أبرز تصريحات الرئيس السيسي حول الأداء المالي والاقتصادي لعام 2024/2025    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    الأردن يدين بشدة اعتداءات الاحتلال على المسيحيين في القدس    تصاعد الغضب في إسرائيل.. مظاهرات وإضراب عام للمطالبة بإنهاء الحرب    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    مسؤول مخابرات إسرائيلى: قتل 50 ألف فلسطينى كان ضروريًا لردع الأجيال القادمة    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر فلكيًا للموظفين والبنوك (تفاصيل)    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد 17 أغسطس 2025 فى مصر    iPhone 17 Pro Max قد يحصل على ترقية غير مسبوقة للكاميرا    بريطانيا تحاكم عشرات الأشخاص لدعمهم حركة «فلسطين أكشن»    حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    الإصلاح والنهضة يواصل تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب عبر استمارة إلكترونية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوارة نجم تكتب: شهادات جديدة تكمل مشهد العباسية
نشر في الدستور الأصلي يوم 12 - 05 - 2012

أعلم أن الشهادات عن أحداث العباسية موجودة بالفيديوهات لكن كثيرين من قراء الصحف ليس لهم نشاط على الإنترنت.. لذا قررت أن أطارد المواطنين بها.. أمال حتنكد لوحدى؟

غاضبٌ سيادة اللواء عادل المرسى من تهكم الشعب المصرى، ويهددنا بالحبس بتهمة النكتة المرة التى نغالب بها أوجاعنا ونشيّع بها شهداءنا، ونرسلها عبر القضبان إلى أسرانا لترتسم ابتسامة باكية على وجوههم، ونلقيها على مُصابينا لنخدر بها أجسادهم المشتعلة بالألم.

قالت الطبيبة آية كمال إن ما يحدث هو تغيير للعقيدة القتالية للجيش المصرى، فبدلا من تثبيت عقيدة حماية الوطن، أصبح المدنى المصرى عدوا للجيش، ويبدو أن المجلس العسكرى لم يكتفِ بتغيير العقيدة القتالية للجيش المصرى، فأضحى يغير العقيدة الثقافية للشعب المصرى ويحرّم علينا السخرية التى نولد بها مزروعة فى حامضنا النووى منذ آلاف السنين. إلا بمناسبة التهكم... هل شاهد أحدكم صور تفقُّد المشير لجرحى القوات المسلحة؟ هل لاحظ أحد غيرى أن من بين جرحى القوات المسلحة رجالا ملتحين؟ هل هناك مجال لاستنتاج آخر سوى أن هؤلاء هم عناصر الجيش التى حملت السلاح على الأهالى؟ الجميع يعلم أن إطلاق اللحية ممنوع بالقوات المسلحة... اللهم إلا إذا كان بهدف تأدية مهمة عسكرية محددة! طب بتصوروهم؟ هههههههه يا دين النبى! ما شافوهمش وهم بيربوا دقنهم شافوهم وهم بيتصوروا مع المشير. ششششتتتتت امنعوا الضحك. التهكم ممنوع والزعل مرفوع والقضاء العسكرى سوف يأخذ مجراه ضد 80 مليون متهكم. لو أن الجيش المصرى اعتبر قتله لبنى جلدته واعتقال ذويه وهتك أعراض نسائه نصرا يستحق الرقص على دماء إخوته فى الوطن، فها أنا أقدم نصرا جديدا للقوات المسلحة بإعلانى أننى فقدت القدرة على التهكم والسخرية، لم تعُد بى طاقة للضحك، غزا الجيش المصرى مقاومتى المصرية بالنكتة والابتسامة وتمكن من إصابتى بالنكد المطلق، فإن كان جيش مصر العظيم يشعر بالزهو لهذا الإنجاز، فليرقص مرة أخرى على دموعنا.

حين استمعت إلى شهادة عبد الرحمن عز، تذكرت على الفور قصيدة الشاعر أمل دنقل «البكاء بين يدَى زرقاء اليمامة»، فتحت موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، ففوجئت بأحد النشطاء يكتب بالتحديد الأبيات التى تذكرتها.

أعلم أن الشهادات موجودة بفيديوهات مصورة على الشبكة العنكبوتية، وأعلم أن كثيرين من قراء الصحف ليس لهم نشاط كبير على الإنترنت، لذلك فقد قررت أن أطارد المواطنين، أينما حلوا أو ذهبوا بهذه الشهادات... أمال حاتنكّد لوحدى؟

أصل أنا كنت باحب الجيش زمان.. حكيت لكم أنا الحكاية دى قبل كده.. صح؟ كتير.. معلش اسمعونى تانى.. اسمعونى وقولوا للمجلس العسكرى نوارة بتقول لك: كنت باخْلِص لك فى حبى بكل قلبى.. وانت بتخون الوداد من كل قلبك.. بِعت ودى.. بِعت حبى.. بعت قلبى.. ليه؟ بعتنى وفاكرنى ليه أستنى قربك ليه؟

ها؟ أستنى قربك ليه؟ ماسك عليَّا ذلة؟

اقرأ شهادة عبد الرحمن عز، سأنقلها كما هى، إلا بعض الجمل التى كان يكررها فى الفيديو عدة مرات، وأنا أتفهم تماما التفسير النفسى لعملية تكرار الجمل والروايات التى قام بها عبد الرحمن.. هو ببساطة غير مصدق لما حدث، ويكرر الرواية ليتأكد أن ما رآه حدث فعلا:

«يوم 4/5/2012 هو يوم مش حيتنسى من تاريخ الثورة المصرية، اليوم اللى قام فيه طنطاوى عن طريق رجالته والشبيحة بتاعته بمجزرة لشباب من الشعب المصرى كل همه وكل قضيته وكل ذنبه إنه شباب بيحب بلده وشباب خرج يقول كلمة حق فى وجه سلطان جائر، وربنا شرفنى إن أنا كنت من ضمن الشباب ده، موجودين فى اعتصام سلمى فى الشارع المؤدى لوزارة الدفاع وكل كاميرات العالم نقلت اللى حصل اللى هو اعتداء من قبل قوات مدججة بالسلاح على شباب عزل لا يحملون إلا سلاح إيمانهم بقضيتهم وعايزين دولة فيها عدل، زى ما خرجنا نقول عيش حرية عدالة اجتماعية، وللأسف على مدار سنة ونص كل شهر بيقتل فيه ناس، اللى حصل يوم 4/5 ما هو إلا استكمال لمسلسل إجهاض الثورة المصرية، أو استكمال لمسلسل الطرف التالت، وهو مافيش إلا طرفين، طرف الثورة وطرف النظام السابق اللى منه المجلس العسكرى، الناس كانت واقفة فى اعتصام سلمى عند الحاجز اللى أقامته قوات المجلس العسكرى، وفجأة لقينا تراشق بالحجارة من هنا ومن هناك، عشان واحد كان واقف عند الحاجز، وهو واقف على الناحية التانية وسجد راح أكتر من أربعين خمسين ظابط جم عليه، طبعا ضرب وحشى غير عادى وخدوه، مما أثار طبعا الناس كلها اللى موجودة، وبدأ الضرب من هنا ومن هنا بالطوب.

العميد ممدوح أبو الخير، ده مساعد حمدى بدين اللى هو قائد الشرطة العسكرية، وعضو المجلس العسكرى، هددنى كده بالحرف الواحد وقال لى: أنا حاخد حقى منك مَلَكِى. فتَخيَّل لما مساعد قائد الشرطة العسكرية يقول كده لشاب.. شاب خارج يهتف ويقول يسقط حكم العسكر.. بيقول عايزين حرية.. تَخيَّل لما دى لغة الحوار ما بينى وبين واحد المفروض يحمينى بيهددنى عيانا بيانا قدام عينيا! ده ممكن يعمل إيه من ورايا؟

(تكرار من عبد الرحمن لكل الرواية السابقة بصياغات جمل مختلفة اختلافات طفيفة)...

استمر الضرب حوالى ساعة لحد ما عربية المطافى بتاعة الجيش كانت بتضرب على الناس مية فى مشهد يعيد للأذهان زى ما شفنا فى يوم 28 يناير، بعدها بدأ الضرب بقنابل، دى قنابل كانت أول مرة أشوفها، قنابل حارقة، يوم ما كان الواحد بيستنشقها أو بتيجى على جلد الواحد كانت بتصيب الواحد بألم غير عادى يعنى، واختناقات كتيرة طبعا ناس قعدت تقع ويغمى عليها، فضل يضرب كتير كده لحد ما ناس كتير قوى انفضّت من عند السلك الشائك لحد أول النفق، فكانت المسافة دى كلها فاضية، فالوضع خلاص بقى الناس بعدت ما بينا وما بين الجيش ممكن تتخيل ميتين تلتميت متر، لكن للأسف لقينا تقدم من قوات الجيش، بدؤوا يخشوا من مستشفى عين شمس التخصصى فى مشهد غريب من نوعه، أنا باعتبرها جريمة، يخش من جوه المستشفى ويضرب من جوه المستشفى ويخلى الناس ترد عليه وهو جوه المستشفى!

طبعا دى كانت جريمة، بعد كده بقى يضرب من جوه الجامعة، والناس لما ترد عليه وهو جوه المستشفى والجامعة يتقال المعتصمين هم اللى بيضربوا، ده استفزاز للناس، فضل يتقدم بعد كده ويضرب بالقنابل المسيلة ويضرب بالطوب، وبدأ الدخول على المستشفيات الميدانية الموجودة فى الشارع ويضربوا الناس جوه المستشفى وياخدوا مصابين وجرحى وأطباء، طب ليه؟ ناس قاعدة بتداوى مصابين.. إنت مالك بيهم؟

فضل الموضوع كده لحد ما خرجوا الناس بعد كوبرى المشاة وبعد كده بعد الكوبرى اللى هو بتاع السكة الحديد، والآلاف بقى خلاص بقوا واقفين فى محيط ميدان العباسية، طب خلاص ارجع بقى على الوزارة اللى أنت بتقول إنك بتحميها، ليه تتقدم على الناس؟ بدأت بقى المدرعات تيجى من وراهم وبدأنا نسمع صوت إطلاق النار الحى، الناس اتفرقت بقى، اللى جريوا ناحية مسجد النور بطريقة اللى رايح وطريقة اللى جاى، ناس بدأت تجرى ناحية صلاح سالم، ناس بدأت تجرى على الشوارع الجانبية، طبعا أنا جريت، أنا كنت من الناس اللى جريت ناحية مسجد النور، فجأة لقيت مدرعة ورايا وصوت النار الحى، أنا مش مصدق! أنا مصدوم مش مصدق إن قوات الجيش ممكن تضرب نار حى عند مسجد النور! طب ليه؟! ما بين مسجد النور وما بين وزارة الدفاع أكتر من اتنين كيلو، فين الوزارة اللى بتحميها؟

وفوجئت لقيت إزاز المحلات اللى جنبى بتاعة الأدوات الطبية عشان جنب كلية الطب، الإزاز وقع، وواحد واقف جنبى أصيب بطلقة فى رقبته هنا (يشير إلى يسار الحنجرة)، كان جنبى أنا بالظبط، طلقة فى رقبته، وراح واقع فى ساعتها لدرجة إن الناس قامت شايلاه، وأنا ماعرفتش أشيل ما بين الجيش بيضرب ورانا والناس بتجرى قدامنا. الناس شايلاه شيلة غلط طبعا مش شيلة لواحد مصاب، الناس شايلاه من إيديه وراسه لتحت وعمال يخر دم من رقبته، فى مشهد أعاد للأذهان المدبحة اللى حصلت، بس كانت على إيد قوات بلطجية مش لابسين جيش، فجريت، طبعا الرصاص ورايا عايز أحتمى بأى حاجة، دخلت ناحية بنك مصر عند البنزينة، دخلت فى الشوارع الجانبية، بنزينة التعاون اللى هى قبل بنك مصر بعد مسجد النور بشوية، هنا بقى كانت مذبحة، مذبحة بمعنى مذبحة، كان فيه آلاف بيجروا، كل واحد عايز ينجَى بحياته، من رصاص وراه، وفوجئنا بناس من قدامنا موجودين، اللى مطلع سنجة واللى مطلع مطوة واللى مطلع أسلحة نارية خرطوش أو اللى بيقولوا عليها فرد أو آلى، وأى حد بيعدى بيحصدوه.

أنا ماعرفش مين أهالى العباسية، بس هم بيقولوا إنهم من أهالى المكان، من الناس اللى ضربونا قبل كده، مش عايز أقول أسامى لأن الناس عارفينهم هناك، طبعا فى الجو ده انت مش حتحدد مين، ناس واقفة بتضرب وخلاص أى حد يخش جوه، وأنا داخل لقيت واحد رافع لى سنجة: ولا ولا، إوعى تعدى من هنا.. ولسه حيغز، رحت زقّيته وجارى، بعدها بشوية أبص ألاقى اللى بيتمسك بيتدبح، أقسم بالله أنا شفت مناظر خلتنى اليوم كله مش عارف أنطق، اللى بيتمسك يا إما بيتغز يا إما بيتدبح يا إما بيتعمل عليه حفلة بحيث ما بيقومش حى، لازم يقوم ميت، يا إما يقوم خلاص متعجّز، أنا ماشفتش بنات بعينيا، بس شفت شباب، هم كانوا بيمسكوا واحد من الاتنين، يا إما واحد شكله نضيف يبان عليه إنه من المعتصمين، يا إما يمسكوا واحد ملتحى، الملتحى على طول كان بيتدبح، أى واحد ملتحى كان بيتدبح، شفت بعينيا، أنا مثلا واقف على راس الشارع، باجرى، ألاقى ناس جاية أخش يمين، كده لحد ما مسكنى تلاتة، وتعالى احنا حنعمل عليك حفلة، وفتشنى وخد منى الموبايلين وبيقول لى: إنت ماسك موبايلين ليه؟ مش فاهم يعنى فيها إيه لما أمسك موبايلين؟ إنت مالك؟ ولسه واحد حينزل على دماغى بسنجة، فَضْل ربنا واحد شدنى وقال له: لا لا سيبه ده احنا حنكتّفه ده ونعمل عليه حفلة، لسه حيكتّفنى، وحطونى جنب عربية راكنة، واحد جه قال له: يا عم سيبه يا تخلّص عليه يا تسلّمه للجيش، مش عايزين احنا نقعّد حد معانا، راح شاددنى ومدينى بالشلوت وقال يلاّ مشّيه.

بقيت أجرى فى الشوارع الجانبية، طبعا أنا إصابة إيديا دى ساعة ما كان حينزل عليا بالسكينة، فعملت بإيديا كده، وكل اللى نازل عليهم. موّتوا مننا أربعة ده انتو حتموتوا يا ولاد كذا، ده انتو حيجرا لكم... كده، ونازلين على الناس كده (صور بالفيديو لإصابات عدة فى جسد عبد الرحمن، فى اليد اليمنى والظهر والصدر والذراع اليسرى، والركبة اليسرى)، وباشوف بعينيا وأنا ماشى ناس بتتدبح، وناس كانت من المتظاهرين والمعتصمين أنا عارفهم، واقفين معاهم وعاملين نفسهم منهم عشان لو اتعرفوا حيتدبحوا، غير كده أى حد شكله نضيف أو ملتحى بيتدبح، فبدأت أجرى فى الشوارع الجانبية، كل شوية ناس تمسكنى: إنت منين؟ أقولهم أنا كنت معدى أنا أصلا من الضاهر هنا وماليش فى حاجة، وناس منكم خدوا الموبايلات وعوّرونى. ناس تبدأ تتعاطف شوية، وناس عايزة تضرب شوية، من هنا لهنا يسيبونى.

الحاجات دى مسميينها كماين، عديت من أربع خمس كماين، كله جرى، أنا عايز استخبى فى شارع، عايز استخبى فى محل، كل الناس فى العباسية كل العمارات مقفلين الأبواب، وتسمع صويت يا إما تسمع ناس فى العماير: يالا يا ولاد كذا من هنا ده انتو حتموتوا، نفس الكلام، كان فيه واحدة ست الله يبارك لها قالت لى تعالى يا ابنى حاطلعك، ولسه حتبعت ابنها يفتح العمارة لقيت لك واحد ساكن فوقيها قعد ينادى ويقول: فيه واد أهو فيه واد أهو... لقيت لك ناس جارية عليا رحت جارى، قبلها كنت باستخبى تحت عربية، بس لقيتهم بيبصوا تحت العربيات وبيجيبوا الناس، كان فيه ناس بتستخبى تحت عربيات وناس بتستخبى تحت تروسيكلات وكانوا بيتجابوا، ماسابوش حد مستخبى تحت عربية إلا اما جابوه، ماسابوش حد داخل عمارة إلا اما جابوه، هم شكلهم حتى حافظين بعض وعارفين بعض، لما يشوفوا غريب وسطيهم يبقى على طول ده من الثوار يروحوا جايبينه قاتلينه مخلصين عليه، كانت مجزرة، الجيش من ورانا والناس البلطجية دول من قدامنا، كمّاشة.

المهم، رحت جارى لما الراجل شاور لهم عليا، رحت جارى يادوبك أنا خرجت من الحارة كده يمين كان فيه محل على الناصية، ربنا يبارك له أنا عمرى ما حانساه فى حياتى، ده ربنا بعتهولى عشان ينقذنى، أنا كنت فى اللحظة دى شفت الموت بعينيا بعديها حسيت إنى اتولدت من جديد، قال لى فى إيه يا ابنى، قلت له ناس بتجرى ورايا عايزة تموتنى، راح واخدنى خبانى عنده فى المحل وقال لى خش جوه مالكش دعوة، عنده حمام قال لى خش اتشطّف كده وروق نفسك عشان انت شكلك متغرق دم وكده، فلو شافوك كده حيعرفوك. كنت لابس تى شيرت عليه 25 يناير، فبقى أى حد يشوف التى شيرت يقول لك آه ده من الثورة، تعالى. غسلت وشى واتوضيت ورحت مصلى العصر. شوية ولقيتهم مدخلين بنتين، الراجل أنقذ البنتين دول، كانوا جايين برضه بيجروا راح مدخلهم، شوية وست كبيرة برضه راح مدخلها.

فضلنا فى الوضع ده بتاع ساعة إلا ربع، بقيت أخرج برة المحل شوية، الراجل ادّانى شبشب، قال يعنى أنا من المنطقة، أحط إيديا فى جيوبى كده وبابص على اللى بيحصل، والله العظيم شفت مجازر، وواقف كده مش عارف أعمل حاجة، بس واقف كده كأن أنا منهم، تلاقى واحد بيجرى وبيجرى وراه بتاع عشرين واحد، اللى بيديله بسيف واللى بيديله بعصايا واللى بيديله بحديدة لحد ما يسلّموه للجيش والجيش ياخده يكمّل عليه، واقفين كده على نواصى الشوارع، ومدرعات دخلت فى حوارى وفى شوارع جانبية.. المدرعات.. اللى هى كانت سايبانا كام يوم بنتدبح وبنتضرب بآلى وبرصاص ولا بتعمل أى حاجة وعارفين الأسامى والصور اتنشرت على النت، فى الوقت دوت المدرعات دخلت الشوارع الجانبية عشان تجرى ورا الثوار، فدخلت لحد جوه، اللى كان بيتاخد كان بيسلموه للجيش يروح مكمل عليه جوه، يدوبك ساعة، ساعة إلا ربع، راح جايب لنا عربية الله يبارك له، وراح مركبنا فيها وطلعتنا ناحية صلاح سالم.

انتهت شهادة عبد الرحمن عز

تعقيب من نوارة

أيتها العرافة المقدَّسةْ..

جئتُ إليك.. مُثخَنا بالطعنات والدماءْ

أزحف فى معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسةْ

منكسِرَ السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ

أسأل يا زرقاءْ..

عن فمكِ الياقوتِ.. عن نبوءة العذراء

عن ساعدى المقطوع.. وهو ما يزال ممسكا بالراية المنكَّسةْ

عن صور الأطفال فى الخوذات.. ملقاة على الصحْراءْ

عن جارىَ الذى يَهُمُّ بارتشاف الماء..

فيثقب الرصاصُ رأسَه.. فى لحظة الملامسة!

عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماءْ!

أسأل يا زرقاء..

عن وقفتى العزلاء بين السيف.. والجدارْ!

عن صرخة المرأة بين السَّبى والفرارْ؟

كيف حملتُ العار..

ثم مشيتُ؟ دون أن أقتل نفسى؟! دون أن أنهار؟!

ودون أن يسقط لحمى.. من غبار التربة المدنسة؟!

تَكلَّمى أيتها النبية المقدَّسةْ

تكلمى.. باللهِ.. باللعنةِ.. بالشيطانْ

لا تُغمِضى عينيكِ.. فالجرذانْ..

تلعق من دمى حساءَها.. ولا أردُّها!

تكلمى... لشدَّ ما أنا مُهانْ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.