رغم الاخطاءالجسيمة الى ارتكبتها القيادات العليا لجماعة الاخوان المسلمين.. بدءا من عدم مساندة الثوار فى انتفاضاتهم التى سبقت او وقعت اثناء الانتخابات البرلمانية الاخيرة ومرورا بتشكيل الجمعية التاسيسية لصياغة الدستور وانتهاءا بالدفع بمرشح رئاسى خلافا لما تعهدت به( فضلا عن تحمل الجانب الاكبر من المسئولية عن المادة 28 فى الاعلان الدستورى المتعلقة بمنح الحصانة القضائية للجنة العليا لانتخابات الرئاسة على سبيل المثال لاالحصر).. رغم كل ماسبق واياكانت المبررات غير المقنعة من جانب الجماعة.. لكننى ايضا اشعربالاسى العميق من بعض الليبرااليين.. وكمثال فقط لذلك..تابعت مؤخرا برنامج او" ندوة" "التويتر" على "قناة الجزيرة مباشر مصر".. والمثيرللاسف .. ان هدف الندوة.. كان تنقية الاجواء الملبدة بالانقسامات الحادة الخطيرة..توحيدا للصفوف وانقاذا للثورة وانتشال سفينتها التىى تصارع الغرق بكل من فيها وعلى متنها(اسلاميون اوليبرالىون).. وانتهت الندوة وشعرت خلالها وبعدها ان ركاب او طاقم السفينة.. لايدركون فقط انهم فى طريقهم جميعا وجماعة الى قاع المحيط .. بل الاكثر كارثية انهم لايزالون مصرين على خوض حرب ضروس( كل فريق ضد الاخر).. دون ادنى مبالاة بالهلاك الذى يحاصرهم جميعا ومن كل صوب وحدب.. افزعنى الخطاب العدائى الاقصائى.. خاصة من جانب المعارضين لتيار الاسلام السياسى المشاركين فى الندوة.. اعرف ان اخطاء الاخوان تحديدا جسيمة كما اكدت.. لكن الخالق سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا وهو القائل"قل ياعبادى الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفورالرحيم" سورة الزمر(آية 53). كان الخطاب خلال الندوة عدائيا ورافضا لاى محاولة او مبادرة لجمع الشمل.. حتى لو كان ذلك من قبيل الضرورات التى تبيح المحظورات وبشكل عارض مؤقت .. ولانقاذ حلم امة واجيال بأكملها..انتظره شهداؤها وامواتها قبل الاحياء عشرات السنين.. لم اصدق ماسمعته واعتقدت ان "طحن السنين" اصاب السمع بعطب او خلل .. ياسادة كيف نسمح لانفسنا والحسابات الشخصية ونطلق لهم العنان لاقتيادنا وقيادتنا والهيمنة الكاملة على قرارتنا وافعالنا واقوالنا؟..كيف نستسلم لذلك ونرفع الرايات البيضاء.. حتى لو كان هذا يعنى الانتحار الوطنى الجماعى عمدا وهدم "الثورة" فوق رؤوس الجميع؟ .. هل هذا منطقى او عقلانى؟.. خاصة ان اصواتا معتدلة داخل الجماعة( د. محمد البلتاجى والمرشد الاسبق محمد حبيب وآخرون ولو بصفتهم الشخصية).. اعترفوا بالاخطاء التى وقعت فيها الجماعة.. واعترف د. البلتاجى فى لقاء مع المذيعة المتمكنة منى سليمان بقناة الجزيرة مباشر مصر.. بأن شباب الثورة كانوا على حق فى انتفاضاتهم فى محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرهما.. كما ان الجماعة نفسها قررت عدم الطعن فى الحكم المتعلق بلجنة صياغة الدستور.. ورغم ان كل ماسبق ليس الا بوادر فقط ..ويجب ان تتبعه قرارات اخرى حاسمة لازالة آثار اخطائها .. وفى مقدمتها التداعيات السلبية على صورة الجماعة نفسها امام الرأى العام.. ومن اهم هذه القرارات.. سحب مرشح الجماعة من انتخابات الرئاسة والاعتذار عما اتخذته قيادات الجماعة من قرارات خاطئة سابقة.. فالاعتذار هو قمة الشجاعة والثقة بالنفس ومن شيم الكبار وليس العكس.. "الثورة" على رؤوس الجميع؟ .. ثم ااين الجهاد الاكبر؟( جهاد النفس وكبح جماحها)!؟.
من جهة اخرى ..لابد هدنة فورية لوقف اطلاق كل اجندات التخوين والاقصاء والاستعداء .. وان كنت وكثيرون نشك وبقوة .. انه لاعلاقة للثوار وداعميهم الحقيقيين مطلقا بهذا القصف المتبادل المدمر المتواصل ليل نهار .. بمعنى ان هناك بعض المتنكرين فى ثياب الثوار او المؤيدين للثورة( وللاسف.. منهم المدسوسون او المندسون على ائتلافات وكافة التيارات السياسية الاخرى).. وويشمل هذا الذراع "القدير" (للتضليل واثارة الفتن").. زمرة المرابطين وقاطنى كل الاستديوهات والصفحات (عناصر المليشيات الاعلامية و"الفيس بوكية والتويترية".. تلك التابعة لاعداء الثورة واصحاب المصالح والمصير المشترك المرتبط بالنظام المخلوع .. بمن فى ذلك كتائب "الهتيفة" و"مندوبو او وكلاء" التعبير عن نبض الشارع "الصناعى او المزروع ".. والمقصود هنا.. المتحدثون المنتقون على "الفرازة "على اساس انهم يمثلون فئات المجتمع).. كل هؤلاء هم الذين يسخنون الاجواء الى درجة الغليان بخطابهم الاقصائى الاستعدائى الرافض لقبول هذا التيار اوذاك من الاساس.. وليس فقط لبدء صفحة جديدة بين الاسلاميين والليبراليين..لتحقيق المصالحة الوطنية المصرية( بعد ان كنا نتوسط وندعو الى المصالحة الفلسطينية والعراقية واللبنانية .. المهم اننا اصبحنا جميعا فى الهم والتشرذم سواء).. المهم ان هدف او اهداف "تلغيم الاجواء" ليست بخافية على احد .. خاصة ان الطرف الخفى لم يعد خفيا اوخافيا على احد ..تماما مثل نكتة المطار السرى "جدا".. لدرجة ان الكمسارية او المحصلين جعلوه محطة "معلومة "للقاصى والدانى".. حيث اعتادوا ان ينادوا باعلى اصواتهم ذهابا وايابا طوال اليوم.. لتنبيه الركاب بالاستعداد للنزول فى محطة المطار" السرى"! او على غرار المهمة "السرية" للقرموطى "التى اعلن عنها "قرمط" (الفنان احمد آدم) لامة لااله الا الله قاطبة!.. وهو يستحلف كل من يحدثه الايكشف لاى مخلوق عن مهمته السرية " القومية المصيرية"!