مدير الوكالة يمتلك ميزة التحرك بحرية والتواصل مع الناس لأن النظام لن يقترب من شخص يمتلك هذا الصيت الدولي مثقفو مصر مع البرادعى بمنزله رغم أن الدكتور محمد أبوالغار واحد من كبار أساتذة الطب المشهود لهم بالكفاءة في مصر فإنه يعد أيضاً الأب الروحي لحركات النضال الجامعية ومنها حركة «9 مارس» التي تضم مجموعة من أهم أساتذة وعلماء مصر. أبوالغار كان واحداً من الذين حضروا لقاء البرادعي لذلك كان لنا معه هذا الحوار: سألناه كيف تري اللقاء الذي جمعكم بالبرادعي؟ - أجاب: رغم طول زمن اللقاء فإنه يبقي لقاء تعارف تحيط به نيات حسنة تسعي لتغيير حقيقي، وحماس استمده ممثلو القوي السياسية من اسم وتاريخ الدكتور البرادعي. ما انطباعك عن شخص البرادعي بعد انتهاء اللقاء؟ - خرجت من اللقاء بيقين تام بأن البرادعي شخص جاد جداً ووطني بنفس الدرجة، ولديه شجاعة تمكنه من دخول معركة تحد حقيقية لوضع مصر علي الطريق الديمقراطي ولديه القدرة علي فهم أبعاد مشكلات مصر بدليل نجاحه في تلخيص رأيه بكلام متزن ومعقول فيما لا يزيد علي 10 دقائق بطريقة توضح فهمه واستيعابه لأبعاد القضايا المصرية. وبدا خوف البرادعي الواضح خلال اللقاء من الانضمام لأي تيار سياسي قد يقلل من قيمته فضلاً عن خوفه من حدوث انقسامات حادة بين القوي السياسية التي تعهدت بالوقوف خلفه في معركة التغيير. ويوضح ذلك أيضاً أن البرادعي لم يقبل رئاسة الجمعية الوطنية للتغيير التي أسسها المشاركون في اللقاء إلا بعد إلحاح الحضور.. وقبلها علي مضض شديد. كثيراً ما شاهدنا ممثلي القوي السياسية يجتمعون حول هدف واحد ولكنهم يفشلون عادة في تحقيقه.. ما الذي يضمن لجمعية البرادعي تحقيق وحدة وطنية لم تتحقق من قبل؟ - لا يوجد ضمان حقيقي لاستمرار تحالف القوي والتفافها حول البرادعي.. لكن هناك عاملين قد يساعدانه علي تحقيق نجاحات حقيقية أولهما: وجود عدد ضخم من الشباب في الجمعية بعد الحفاوة التي شاهدتها من الشباب تجاه البرادعي في المطار.. ودعوة البرادعي بعد ذلك الشباب للقاء منفرد كل ذلك قد يجعل الشباب الذين سيشعرون بأن لهم دوراً مهماً في تشكيل وجدان ومستقبل المجتمع المصري يقومون بدفع الكبار للتحرك. العامل الثاني: البرادعي شخص له اسم وتاريخ ومركز عالمي ودولي وصحيفة حياة لا تشوبها شائبة باختصار شخصية وطنية من عائلة وطنية عريقة كل هذا يمثل قوة دفع جبارة للمجموعة الملتفة حوله.. لكن هذا لا يعني أن الجبهة التي تكونت في لقاء الأمس لن ينسحب منها أحد وستظل متوحدة خلفه.. من الممكن جداً أن تتخلي بعض القوي السياسية عن تأييد البرادعي. ما التيارات السياسية أو الحركات التي تتوقع تخليها عن البرادعي؟ - معظم التيارات السياسية كانت ممثلة في اللقاء عدا «الوفد» و«التجمع»، صحيح أن الدكتور مصطفي الطويل- عضو «الوفد»- العتيد وأبوالعز الحريري- قيادي «التجمع»- حضرا اللقاء لكني أشك في أن يكونا ممثلين لحزبيهما في اللقاء لكن في المجمل أري أن أي قوي سياسية في مصر ترفض التواصل مع البرادعي أو تقوم بالهجوم عليه والتقليل من شأنه ستكون هي الخاسرة في النهاية وخسارتها ستكون مضاعفة، حيث ستخسر علي المستويين الشعبي والسياسي. وماذا عن جماعة الإخوان؟ - كان هناك ممثلان للإخوان في اللقاء هما: الكتاتني وعبدالقدوس وكل ما قاله الكتاتني في اللقاء كلام إيجابي.. وتعليقاته كانت تدعو لتوحيد القوي السياسية.. لكن موقف الإخوان كجماعة في علم الغيب.. غير أنني أؤكد أنه سينسحب عليهم ما قد يلحق بالقوي السياسية الأخري إذا تخلوا عن البرادعي والتفتوا لمصالحهم الخاصة. ما طبيعة الجمعية الوطنية للتغيير.. هل هي جماعة تؤسس لوضع دستور جديد للبلاد أم أنها جماعة تسعي للنزول إلي الشارع؟ - هي جمعية شعبية تحاول أن تجمع حولها جماهير وقاعدة شعبية تكون قادرة علي تغيير الدستور وجعل مصر بلداً ديمقراطياً. وأنا أري أن البرادعي يمتلك ميزة تمكنه من الحصول علي جميع حقوقه كمواطن لأن الدولة لن تستطيع انتزاعها من رجل له سمعة عالمية لذلك فمن السهل عليه أن يتحرك بحرية كبيرة لتوصيل أفكاره للقاعدة الشعبية علي عكس باقي المعارضين الذين قد يتعرضون لمضايقات لمجرد مشاركتهم في لقاء أو حديث. هل البرادعي هو المرشح الأمثل لخوض انتخابات الرئاسة القادمة؟ - طبعاً.. طبعاً.. طبعاً. ما مبرراتك؟ - أين هي الشخصية المصرية التي لديها بُعد إنساني وبُعد سياسي.. وتمتلك القدرة والتأثير الذي أحدثه البرادعي خلال الأيام القليلة الماضية.. الدليل علي ذلك أنه بمجرد قراءة البرادعي ورقة واحدة علي الصحفيين في فيينا عبر فيها عن عدم رضائه عما يحدث في مصر.. «الدنيا انقلبت وما قعدتش لغاية النهاردة» وعندما أطل عبر شاشة «دريم» حقق البرنامج أكبر نسبة مشاهدة في تاريخ التليفزيون.. باختصار البرادعي راجل شاطر بيعرف إزاي يتكلم بهدوء وبشكل يجذب الناس للاستماع إليه. هل البرادعي يدرك ما تتحدث عنه؟ - أنا علي يقين تام من إدراك البرادعي أمراض وعيوب التيارات السياسية بدليل خوفه من رئاسة الجمعية وعدم انضمامه لأي حزب سياسي لذلك فإنني أري أن أفضل طريقة لنجاحه أن يحارب في معركة التغيير باسمه وتاريخه والاعتماد علي قوة الشباب الكاسحة لأن الجماعات السياسية موقفها ضعيف ولها مصالح شخصية.