روسيا و التى منيت بفضيحة قاسية عقب دعمها للطغاة العرب فى مواجهة الثورات العربية فى دعم السحق معنويا و دعم الطغاة بالعتاد و السلاح و المرتزقة ! و آخرها بتبرير الذبح و الإغتصاب الذى يمارسة نظام بشار الاسد ضد المدنين العزل. روسيا لم تتوقف عن المماطلة فى صالح الطغاة و ضد الشعوب. مرة باستخدام الفيتو و مرات بمعارضة و نقض الاتفاقات الدولية التى قد يتحرك العالم اخيرا ليحاول سنها ضد الطغاة القتلة.
روسيا اصبحت ورقة محروقة فى الدولة العربية ، فالكل يعلم أن روسيا دعمت حسنى مبارك ، القذافى ، على عبد الله صالح ، و الآن تدعم بشار الأسد .
روسيا أصبحت منبوذة كإسم و لفظ فى المجتمعات العربية ،فلم يعد لها مجال أن تصدر المفاهيم كالصداقة أو النماذج كالشيوعية أو حتى العلم .لم يعد لها إلا أن تصدر السلاح الذى يقتل اطفالنا و يبقر بطون نسائنا ، و آخرا المرتزقة الذين يشاركون الطغاة فى القتل و الذبح .
روسيا تحتاج إلى تكنيك آخر و إستراتيجيا جديدة ، لإختراق الساحات العربية ، فبدأت بسياسة الانفتاح على الشعوب العربية التى تحررت أو شبه تحررت من الطغاة ، سياسة إنفتاح غريب تناقض بالكامل ما تروجه عن هذه الشعوب فى إعلامها المريض " بإن الثورات العربية مؤامرة أمريكية".
هذا الانفتاح بدأ بإستغلال بعض مسلمى روسيا و الذين يتولون مناصب قيادية فى الحكومة الروسية بإسم مسلمى روسيا كموظفين فى الدولة الروسية . فى ترويج بعض المفاهيم بأن مسلمى روسيا يعيشون بحرية و يمارسون شعائرهم ، و تبرير كل ما يحدث لمسلمى روسيا من قتل و سجن و إنتهاك بأنه شأن داخلى إن لم يستطيع هؤلاء الموظفون تغطيته و تعميته إخفاؤه .
مرجح القول ان الحكومة الروسية ، تخاف من ثورات داخلية ضد الفساد و الاختلاس و السرقات التى تعم أرجاء روسيا بحزب بوتين الحاكم و فى نفس ذات الوقت تخشى من ثورة مسلمى روسيا فى الدول التى لازالت تحت الاحتلال الروسى على عملاء روسيا من رؤساء و برلمانات مزيفة متخذين الثورات العربية نموذجا .
الحكومة الروسية ايضا لا تريد و لن ترضى ان يعرف الطرفان الحقيقة ، من بخارج روسيا " يجب ان تصلهم الحقيقة مشوهه مختله " و من بداخل روسيا " يجب أن تصلهم الحقيقة مشوهة مختلة ايضا " ، و هذا أساس التحكم و السيطرة التى تتبعها الحكومة الروسية للسيطرة على غضب الشعب و عدم نشر انباء الفساد قدر نشرها انباءا كاذبه مموهه .
الحكومة الروسية بمأمن عن العالم الخارجى بسبب إنعزال اللغة و التى تحد نقل و إنتقال الحقائق من و إلى روسيا فتعتمد على مرشحات من موظفيها الفسدة الخلص لفلترة و ترشيح و تشوية الاعلام الداخل و الخارج لها .
روسيا لسنوات تمكنت من توظيف العديد من مسلمى روسيا كموظفيين حكوميين يعملون لصالحها و يتبعون سياساتها و يسيرون مصالحها , لاقناع الكثير من القيادات الدينية فى العالم الاسلامى لا العربى فقط بإصدار فتاوى تتكفل لهم بإسباغ الصبغة الدينية على حربها ضد الدول الاسلامية فى الاتحاد السوفيتى سابقا و التى لم يسمحوا لها بالانفصال إلا بالحديد و النار .
هؤلاء الموظفون الحكوميون بعد أن اثبتوا قدراتهم الفذه فى خداع الداخل العربى و الاسلامى عموما بتشويه ما يحدث بالداخل الروسى , وجهتهم روسيا مرة أخرى فى محاولة للتقارب فى العالم العربى و الاسلامى خصوصا بعد أن تدمرت سمعتهم و تلوثت بدماء الشهداء و أنات الضحايا الذين قهرهم الطغاة الذين ساندتهم روسيا حتى النهاية .
المشروع الروسى الجديد تسربت أبعاده عندما بدأت بتوجيه موظفيها من المسلمين الروس إلى بعض الدول العربية لتسويقه بدءا بالدول التى خاضت غمار الثورات و أزاحت حلفاء روسيا الخلص من الطغاة , فأبت روسيا إلا أن تستثمر فيها مرة أخرى .
هذا المشروع يهدف إلى زيادة الانفتاح مره أخرى بين الدول العربية و الإسلامية و سد الثغرات و إصلاح الكوارث النفسية التى دمرها دعم الحكومة الروسية للطغاة إعلاميا و معنويا و ماديا و بالعتاد للقتلة فساد الانطباع بأن الحكومة الروسية لا تبغ و لن تبغ خيرا للعرب و المسلمين . إستغلال بعض الواجهات المسلمة من الموظفيين العاملين تحت لواء الحكومة الروسية لإضفاء صفة تقاربية على الحدث .
تحاول الحكومة الروسية إستئناس المسلمين من رعاياها ،عن طريق بعض عملائها المسلمين من موظفيها الحكوميين ، كما تحاول أيضا فى نفس ذات الوقت إستئناس مسلمى العالم خصوصا بعد ان فاحت سمعتها فى العالم الاسلامى بالوحشية و العنف و هى تقمع الحركات الانفصالية التى يقوم بها المسلمين فى الدول التى كانت جزءا من الاتحاد السوفيتى سابقا فى حين انفصلت الكثير من الدول الغير إسلامية بسهولة و حيادية بدون أى مشاكل تذكر .
الحكومة الروسية تقوم بتمويل عشرات القنوات ووسائل الاعلام " الإسلامية " فى روسيا و الدول " الإسلامية " و ذات الأغلبية المسلمة التابعة لها , و تروج للتشيع بالتعاون مع إيران و " التصوف " فى نفس ذات الوقت كما تروج لبعض المذاهب السلفية التى بدأت فى السعودية مثل " الجامية " و " المدخلية " التى تعتبر الحكومة الروسية و بوتين أولى أمر ، رغبة منها و سعيا فى قتل مفهوم الانفصال و الحرية و الاستقلال عند المسلمين الروس , و حرصا منها على إزالة الصبغة الدينية فى قمعها لأى حركة إنفصالية يقوم بها المسلمون هناك .
هذه الاستراتيجية تمت بنجاح فى الكثير من الدول العربية و الإسلامية , ولكن فى روسيا حرصت روسيا على شحنها " هذه التيارات و الاتجاهات الاسلامية " ضد بعضها مع تشجيع ربطها بالمصادر و لا غيض من إرسال بعض موظفيها الحكوميين إلى الدول العربية لتسجيل لقاء فيديو مع بعض الشيوخ ثم ترجمته إلى الروسية و نشره فى هذه القنوات .
توظيف الموظفين الحكوميين من المسلمين الروس , ليس غريبا على روسيا ، فقد فعلت قبلا و إغتالت العشرات من المسلمين الانفصاليين على أيدى عملاء مخترقين ، كما وظفت أيضا بعض الطلبة المسلمين أثناء دراستهم فى الكليات الاسلامية فى الدول العربية و الإسلامية للإبلاغ عن زملائهم من المسلمين الروس فى هذه الدولة كما حدث فعلا فى الازهر بمصر منذ سنوات .لتسبغ عليهم المناصب الحكومية إثر عودتهم إلى روسيا .
قريبا قد نرى وزراءا مسلمين تابعين للحكومة الروسية كموظفين و سفراء فى الدول العربية يستهدفون " التقريب " الذى تريدة الحكومة الروسية من الدول العربية و الاسلامية . و ربما نرى جامعة إسلامية تتبع الحكومة الروسية عما قريب ، ربما بأيدى بعض موظفى أو منتدبى أو رجال أعمال مسلمي هذه الحكومة .
و لكن الثورة السورية لم تنته بعد ، و لازالت الحكومة الروسية تعلن دعمها لنظام الأسد بكل وقاحة و شراسة ،فهل سينسى العرب هذا ؟؟ كما بدأوا ينسوا دعم الحكومة الروسية لنظام القذافى حتى النهاية ؟؟؟؟