برلمان جوبا يدعو السكان للدفاع عن أنفسهم منذ انفصال جنوب السودان عن شماله العام الماضي وكل الأحداث تقود لشبح الحرب، في ظل عدد من الأزمات التي تضرب تلك المنطقة، وعلى رأسها التنازع على النفط والاشتباكات التي تحدث بين كل فترة وأخرى بين الخرطوموجوبا، الفترة الحالية ربما تشهد نزع فتيل القنبلة، التي ستفجر الأوضاع بين الشمال والجنوب وتشعل الحرب.
فبالأمس دعت حكومة السودان الأممالمتحدة للتدخل من أجل حل الأزمة الناشبة مع الجنوب بعد هجوم قوات جوبا على ولاية جنوب كردفان، وسيطرتها على منطقة هجليج النفطية، التي توفر نصف إنتاج السودان من النفط الخام البالغ 115 ألف برميل يوميا، وقد حصل السودان عليه بموجب حكم لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي عام 2009، غير أن أجزاء من المنطقة الحدودية لا تزال محل نزاع.
وكان "جيمس قلواك" - قائد الجيش الشعبي الجنوبي - قد أعلن أن قواته دخلت منطقة "هجليج" وتقدمت حوالى 30 كيلو مترا شمال المنطقة.
الخطوة الجنوبية استفزت الخرطوم التي رأت فيها نذيرا بالحرب، دفع "الله الحاج"- سفيرالسودان بالمنظمة الدوية - دعا المجتمع الدولي للتحرك"إذا أراد تجنب الحرب" مضيفا : "لقد تقدمنا بشكوى لمجلس الأمن مطالبين بإرسال رسالة قوية لحكومة الجنوب لسحب قواتها فورا وبدون شروط" مضيفا : "نحمل جوبا مسؤولية أية خسائر تحدث في أوساط المدنيين العزل الذين تمت مهاجمتهم".
" بلادنا باتت في حالة حرب مع الجنوب ولن نتفاوض معها مستقبلا"، هكذا صرح أمس الحاج "آدم يوسف" - نائب الرئيس السوداني - مشيرا إلى أن سيطرة جوبا على المنطقة النفطية بجنوب كردفان يعد تطورا خطيرا في الأمر" ووصل الأمر إلى حد اتهام "سلفاكير "رئيس جنوب السودان بالمسئولية عن الأمر حيث صرح العقيد الصوارمى خالد سعد- الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية - أن الهجوم على هجليج اعتداء ويتماشى مع مواقف رئيس جوبا العدوانية الراغبة في إطالة أمد الحرب مع السودان.
وتيرة الأحداث زادت خطورة بالأمس بعد إعلان برلمان الخرطوم التعبئة العامة في البلاد، وتجميد المفاوضات مع دولة الجنوب حول أزمة النفط ونقاط التوتر الحدودية التي تستضيفها أديس أبابا؛ علاوة على سحب الوفد المفاوض فورا.
وفي المقابل أكد رئيس برلمان جنوب السودان جيمس واني ايقا، أن على شعب جوبا الاستعداد من أجل الدفاع عن نفسه إذا ما سعى السودان : "فعلا إلى الحرب"، داعيا النواب لتعبئة السكان.