أكد عمرو موسي- الأمين العام لجامعة الدول العربية - أن الحياة السياسية في مصر تمر بمرحلة مهمة والجميع يتحدث عن مستقبلها، قائلاً: «مصر ليست البلد الممل الذي يعيش فيه الناس دون طرح أسئلة، فنحن نحتاج إلي مصر مختلفة، وقلقون علي مستقبلها، وإذا لم نقلق فنحن نرتكب خطأ في حق هويتنا». واقترح موسي- خلال الندوة التي ألقاها في الجامعة الأمريكية أمس الأول في إحياء ذكري الدبلوماسية المصرية نادية يونس التي لقيت مصرعها أثناء تأدية عملها كرئيسة لبعثة الأممالمتحدة في العراق- أن تقوم الأممالمتحدة بالإسهام في إنشاء أنظمة ديمقراطية ووضع الدفاع عن الديمقراطية والحكم الرشيد وأهداف التنمية في الألفية الثالثة علي جدول أعمالها. وحول الصراع العربي الإسرائيلي، قال أمين عام جامعة الدول العربية«إن الصراع العربي الإسرائيلي لا يزال السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، وأنا أعترف كدبلوماسي وكأمين عام لجامعة الدول العربية بأننا أخفقنا في إدارة هذه الأزمة حتي أصبحت مزمنة»، وأضاف «لقد جربنا كل المناهج والإجراءات مرة تلو الأخري، إلا أن نقص الوساطة الفعالة وتهميش دور الأممالمتحدة والحصانة التي تمنح لجهة واحدة هي إسرائيل سوف تعمل علي استمرار الاخفاق وإشاعة الفوضي واستمرار الأزمة». وفي رده علي سؤال حول رأيه في بناء الجدار الفولاذي، قال: علي الرغم من ضرورة مساعدة الأسر الفلسطينية الفقيرة علي العيش فإن من حق مصر بناء هذا الجدار، وإن كنا ندعوا إلي أن يعيش الفلسطينيون بصورة عادلة في ظل الحصار. وحول الملف النووي الإيراني، أوضح عمرو موسي أنه لا يؤيد وجود برنامج نووي لأنه يمثل خطراً علي المنطقة، ولكنه لفت كذلك إلي ضرورة مناقشة البرنامج النووي الإسرائيلي فهو موجود وأكثر خطورة، ودعا إلي تعبئة الرأي العام ضده وإلي منطقة خالية من الأسلحة النووية بصرف النظر عن طبيعة الدولة التي تملكها. وأشار موسي إلي ضرورة التحدث إلي الإيرانيين والتفاوض معهم لحل الخلافات لأنهم ليسوا أعداء، إنما هم جيران، وأن أي مواجهة أخري يمكن أن تؤدي بالشرق الأوسط للانحدار في الفترة القادمة. وأوضح موسي، في رده علي سؤال حول توصيفه ومنظوره للدول العربية في طريقها إلي الحكم الرشيد، أن كل الدول العربية تتحرك ولكن الأمر يتوقف علي مدي الجدية والسرعة، داعيا إلي ضرورة التحرك بشكل أسرع نحو الديمقراطية وسيادة القانون والحكم الرشيد. وفي رده علي سؤال حول رأيه في الاستقبال الحافل الذي قوبل به الدكتور محمد البرادعي - المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية- قال إن الاستقبال يدل علي حدوث حالة حراك وتفاعل داخل المجتمع المصري، وإن كان البرادعي لم يعبر صراحة عن نيته في الترشح للرئاسة. وفي رده علي سؤال حول نيته الترشح للرئاسة رفض موسي التعليق قائلاً: لننحي هذا السؤال جانباً مؤكداً أن الجميع يهدف إلي التغيير.