«يوم دستور أسود». وصف يليق بما حدث، أمس، في الجلسة المشتركة الثالثة، والأخيرة، لمجلسي الشعب والشورى، التى عقدت أمس، في مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، لاختيار (100) عضو في الجمعية التأسيسية التى ستعد الدستور الجديد للبلاد. عدد من النواب الليبراليين والمستقلين انسحبوا من عملية التصويت، بينما رفض آخرون، وطرحوا حلولا لم يؤخذ بها، لكن الفوضى العارمة، والارتباك الشديد، حالا دون مناقشة أى اقتراح آخر، بخلاف ما توافق عليه نواب حزبي الحرية والعدالة الإخواني والنور السلفي، الذين وُزعت عليهم «ورقة دوارة» مكتوب فيها (100) اسم، تم اختيارهم مسبقا من الجانبين، وهم غالبا الذين سيعلن فوزهم بعضوية اللجنة مع نهاية الفرز. قال باسم كامل، النائب عن الحزب المصري الديمقراطى: إن الأحزاب الأربعة التى انسحبت من الجلسة المشتركة هى أحزاب: المصريين الأحرار، والثورة مستمرة، والمصري الديمقراطى الاجتماعي، والتجمع.. وأذاعوا بيانا مشتركا يعلنون فيه سبب انسحابهم، ويؤكدون خلاله أن تشكيل لجنة إعداد الدستور لا يعبر عن أطياف الشعب جميعها، ويسيطر عليه حزبا الحرية والعدالة والنور بشكل غير توافقي، وينتهجان طريق المغالبة، بدعوى أن هذه هى الديمقراطية.. مؤكدا أن الديمقراطية ليست صناديق، وأن الدستور يجب أن يأتى بالتوافق لا بالأغلبية. وأضاف كامل في تصريحات ل«الدستور الأصلي»: جلسة اختيار تشكيل الجمعية تمثيلية، حيث تم توزيع أوراق تضم أسماء 3 آلاف مرشح، ويطالبوننا باختيار مئة من بينهم، وفي الوقت نفسه يوزع حزب الحرية والعدالة ورقة أخرى تحتوى على مئة عضو، الذين يرغب في تمثيلهم في اللجنة، وبذلك يضمن أن تتفق الأغلبية على هذه الأسماء.. قائلا: «بيمثلوا علينا ويضيعوا وقتنا»، لذا قررت الأحزاب الأربعة الانسحاب. الاجتماع الذى بدأ فى الثانية عشرة من ظهر أمس، متأخرا نحو الساعة عن موعده، سادته الفوضى بسبب الخلافات على آليات اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية، خصوصا مع انسحاب عدد من الشخصيات والأحزاب والهيئات، الواردة أسماؤهم في الكشف الذى وزع على النواب، من جانبها هاجمت جماعة «الإخوان المسلمين»، فى بيان لها، أمس، ما سمته الحملة العلمانية واليسارية على قرار تشكيل الجمعية التأسيسية، موضحة أن الهجوم حمل دعاوي غير صحيحة تنم عن «جهل فاضح بالدستور والقانون واللغة العربية وقواعد التقاضى»، و«محاولة للتدليس على العامة بأن هذا القرار غير دستورى». النائب عماد جاد، وصف ما حدث بأنه «مهزلة يجب التوقف عندها، ولا نشارك فيها»، كما أعلن طارق سباق، عن حزب الوفد، الانسحاب من المشاركة فى عملية التصويت، وقال ل«الدستور الأصلي» إن ما حدث «تمثيلية من الإخوان والسلفيين، للسيطرة على الدستور». من ناحية أخرى نظم العشرات من شباب الثورة عدة مسيرات، تجمعت أمام قاعة المؤتمرات بمدينة نصر، منددة بخطف البرلمان ل«تأسيسية الدستور»، وردد المشاركون هتافات «ديكتاتور ديكتاتور.. الكتاتني هو سرور»، و«مهما يلف ومهما يدور.. مش هيطبخ الدستور»، و«يا أهالينا ضموا علينا.. الدستور ليكو ولينا مش لأغلبية تحط علينا»، و«ضحكوا علينا بالاستفتاء.. شغل جمال وأخوه علاء» و«يسقط يسقط حكم المرشد».