(إزاي إبراهيم عيسي مايروحش بنفسه للبرادعي ويبعت شباب صغيرين كده؟) سألتني صديقة هذا السؤال عبر مكالمة تليفونية غير متوقعة. قبل أن أفتح عيناي صباح يوم نشر حديث البرادعي في «الدستور». قلت لأنهي المكالمة وأستكمل النوم (آه طبعاً عندك حق) قالت (إيه يعني ده ألاطه ولا خوف؟) قلت( فعلا غريب إبراهيم عيسي.. غريب) المهم استمرت صديقتي في الهجوم، وتمسكت أنا بالتهرب لكن المكالمة لم تنته إلا عندما وعدتها بأن أسال إبراهيم عن السبب. لم أفصح لها عن رأيي الحقيقي وهو فخري الشديد بأن الشباب هم من أجروا أول حوار صحفي مع الدكتور محمد البرادعي في الصحافة المصرية، وعن إعجابي بشكل الحوار وعناوينه وصياغته وأسئلته، لسببين أولهما أنني كنت أطمع في استكمال النوم كما قلت لكم من قبل، وثانيهما وهو الأهم أنني دربت نفسي منذ فترة طويلة علي ألا أدخل في مناقشات حادة بالنيابة عن مجموعة من أصدقائي،.وعلي رأس هذه المجموعة إبراهيم عيسي. ليست نذالة مني ولكن تقدم في السن صحبه نضج عقلي وضعف صحي وعصبي. هرب النوم.. وبقي لي الحقد علي من كانت السبب في هروبه أتذكرها كلما تلقيت مكالمة أوقابلت أحداً يبدي إعجابه بالحوار السبق.. عندما عرفت قصة الحوار التي حكاها عمرو ونادية في برنامج مانشيت، اختفي الحقد واتصلت بصديقتي لتسمع بنفسها، هي أيضا انقلبت تساؤلاتها المتشككة، إلي إعجاب بل تعاطف جعلتها تتصل بي وتقول( لازم ياخدوا مكافأة كبيرة). والحكاية إن نادية الدكروري وعمرو بدر وطارق الجباس المصور كانوا في مهمة صحفية المستهدف منها تغطية وصول البرادعي ومحاولة إجراء حوار معه. استقبلوه في المطار مع الآلاف من الشباب، وبالطبع لم يتمكنوا من لقائه، فانطلقوا بسيارتهم خلف سيارته حتي وصل إلي بيته في أول طريق مصر إسكندرية. وهم وراءه. منعوا من دخول البيت فأرسلوا إليه رسالة مع الحارس، وعاد الحارس ليقول لهم إنه نام ولن يستقبل أحداً الليلة، فقرروا المبيت أمام الفيللا بتشجيع من خالد السرجاني رئيسهم المباشر وإبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي، قضت نادية ليلتها داخل السيارة، وقضي السائق وعمرو وطارق الليل علي الرصيف. عقدوا صداقة مع الحارس وأكلوا معه وشربوا الشاي، والتقط لهم طارق الصور التذكارية، حتي كانت التاسعة صباحاً وبدأ الصحفيون من الجرائد المنافسة في الوصول إلي المكان، أرسلوا رسالة جديدة، ودعاهم الدكتور البرادعي للدخول واستقبلهم مرحباً ومتأثراً بشدة عندما عرف أنهم منتظرون منذ الليلة السابقة. د. البرادعي يعرف نادية جيداً لأنها المسئولة عن متابعة أخباره في «الدستور» منذ اليوم الأول لطرح اسمه كمرشح للرئاسة لكنه رآها لأول مرة عندما أجرت معه الحوار.