محمد نور الدين ليس عيباً أو غريباً أن تكن للثورة أخطاء بل أحياناً يكن الخطأ مفيداً وتكمن الفائدة فى قدرتنا على التعلم من أخطائنا وإذا نظرنا وأمعنا النظر فيما حدث منذ قيام الثورة وحتى الان لوجدنا أربعة أخطاء رئيسية هى السبب فيما آلت إليه أحوال البلاد... تلك الأخطاء هى . الأول: عندما ترك ثوار مصر الشرفاء ميدان التحرير بعد أن تم خلع مبارك ظناً منهم أن بخلعه قد تحققت أهداف الثورة فما كان يجب أن يترك الثوار الميدان إلا بعد أن تتحقق كل أهداف الثورة وهى عمل دستور وطنى حر يوافق كل القوى والتيارات ويعبر بحق عن آمال وطموحات الشعب، القضاء تماماً على فلول النظام والتى مازالت تنتشر فى أركان الدولة وتنخر كالسوس فى أعمدتها، تشكيل مجلس رئاسى يدير شئون البلاد يتم إختياره بإرادة الشعب، تشكيل حكومة إنقاذ وطنى لا ينتمى أى فرد منها إلى النظام السابق... لكن هذا لم يحدث فما حدث هو أن ترك المتظاهرين الميدان فوصل حالنا إلى ما نحن فيه الآن. الثانى: حينما صدق الشعب الشعارات الدينية الرنانة فهرع من فوره لإنتخاب برلماناً ظن أنه سيعبر عنه ويحقق آماله وإنه سيصبح لسان حاله فإذا بالشعب يجده برلماناً لا يمت للثورة بأى صلة ولم يحقق أياً من آمالها فهو لم يقتص لحقوق الشهداء حتى الآن ولم يستطيع أن يحرك ساكناً أمام المادة 28 الخاصة بقرارات اللجنة العليا للإنتخابات والتى لا يوجد مثيل لها فى العالم بأسره هذا البرلمان نفسه هو الذى طالب رئيسه برفع حظر السفرعن أمين عام مجلس ما بعد الثورة والذى كان الذراع اليمنى لفتحى سرور، وها هو يطلق أعجب وأغرب تصريح يمكن أن تسمعه من رئيس برلمان جاء بإرادة الشعب ثار على رئيسه ونظامه حينما قال أنه يرفض محاكمة مبارك ورموزه سياسياً. الثالث: وهو مشابه للخطأ الثانى وإن كان لم يتحقق وقوعه حتى الآن إلا أننا فى سبيلنا للوقوع فيه وهو الإعتقاد بأن الرئيس القادم سيحقق تلك المطالب وإن كان هذا هو التصور الطبيعى والمنطقى لكنه سيصبح تصوراً طبيعياً ومنطقياً بالفعل حينما تلغى المادة 28 حتى لا يفرض علينا رئيساً لا نستطيع الطعن على نتيجة إنتخابه إذا تأكد لنا حدوث أى تجاوز فى تلك الإنتخابات. الرابع: وهو أكثر الأخطاء خطورة على الثورة إنها حالة اليأس والإحباط التى يعيش فيها المواطن المصرى الذى إنقلب على الثورة وبات يلعنها إعتقاداً منه أنها السبب فى تردى الأوضاع الأمنية والإقتصادية والثورة بريئة من ذلك(فالثورة لم تحَكم حتى تُحاكم) ولابد أن نعى تلك الحقيقة جيداً فهل سنتدارك ذلك الخطأ لنصحح مسار الثورة كى تحقق أهدافها؟
(يخطئ من يظن أن الثورة فى الميدان فقط) الثورة مستمرة