عمرو أنور الصفوة وقعر المصفة ..... اكثر ابداعات ثورة يناير تألقاً هى الكلام .. الكل يتكلم عن الحرية والممارسة الديمقراطية والشفافية والعدالة .. خاصة بعد هوجة الاحزاب التى انطلقت بعد الثورة .. فوجدنا احزاب باسماء جميلة تحمل معانى رومانسية تفيض بالبشر والفضيلة.. ومادام اختيار الاسماء بدون حساب فليختار اى حزب ما شاء من اسماء ..فوجدنا الاخوان المسلمون يتعاملون معنا على اساس اننا سذج بلهاء ويدعون لحزب مُختلف عن الجماعة وله رئيس ليس مرشد الجماعة ..والاجمل ما اختاروه للحزب من اسم الحرية والعدالة حقا ما اروع الحرية حين تحميها وتحفظها وتُقومها عدالة ومع ممارسات الاخوان خلال ما يزيد عن عام ما وجدناهم مع الحرية ولا توجد بينهم اى اتصال مع العدالة .. والسلفيين الذين انشئوا حزب النور ثم وجدناهم فى البرلمان كمن لم يرى عمره نور لم نجد منهم غير تفاهات ونواب سذج ..والجماعة الاسلامية تحدثنا عن التنمية وهى التى احترف قادتها التخريب. لكن لا بأس فالاسماء كما اتفقنا توزع مجاناً.. الملفت ان كل هولاء الذين يدعون الورع والفضيلة ما شاهدنا منهم غير تغرير بالبسطاء والسذج والمُتاجرة بالدين لتحقيق مكاسب فى السياسة وعندما وصلوا جمعيا الى البرلمان ما وجدنا بينهم وبين اعضاء الحزب الوطنى المنحل اى اختلاف نفس السطحية فى المناقشة ونفس النفاق لاهل السلطة ونفس الشخصيات المغرضة التى تشعر وانت تشاهدها انك فى عرض لمسرح العرائس .. وان كان اللاعب الاساسى بكل هولاء لا يريد ظهورا صريحاً له ..ويبدو ان المُحرك السياسى يريد توصيل رسالة موجزة للجميع يدور مضمونها ان الثورة التى حدثت على حكم ولى النعم مبارك لم تنجح ولن تنجح فى تغيير الا الوجوه والاسماء وتبقى المحظورات كما هى وقواعد اللعبة والممارسة بلا تغيير ..ولاستكمال ديكور المسلسل الهزلى الذى نحياه لابئس من بعض التفريج عن النفس يقوم به اهل الاعلام بمختلف صوره الذين يحدثوننا عن حد الاجور الاعلى والادنى بينما هم يتقاضون مئات الالاف ..ويخطبون فينا عن حزنهم و تألمهم لحال البسطاء وهم اخر من يدرون شيئا عن البسطاء وحياتهم ..ولكن جميعهم يتاجر ليزيد من رصيده فى البنكوك فقط تختلف وسائل المتاجرة وادبياتها وسبل الربح منها ..مَن مِن كل هولاء عانى مثل اسرة بلا دخل او جرب ان يمرض احد اولاده ولا يجد ثمن علاجه ..مَن مِن هولاء عانى القهر و الحاجة وقسوة الفقر .. ان كل هولاء يغررون بنا يتاجروا بالالامنا ومعاناتنا ليربحوا ويشتهروا ويغتنوا .. كلهم كاذبون يريدوننا بينهم فقط لنخدمهم ولاننا الجسر الذهبى لارتفاع مدخراتهم .. كلهم كاذبون من يستخدون الدين لكسب التأيد حتى ما ان وصلوا لما يريدون تحولوا الى استبداديين ديكتاتوريين اكثر مما كان النظام السابق مُستبداً ديكتاتورياً ..ومن يستخدمون الاقلام والكميرات يتعاملون معنا كمادة عرض ولاجئين من دولة فقيرة لا بأس من تناول أخبارهم وعرض معاناتهم مادام ذلك سيحافظ على مسافة الابتعاد بيننا وبينهم . مخطئ من يعتقد ان مصر بلد واحده ..فمفرادات تقسيم مصر تنص على ان مصر بلد غنية لها شعبها الذى له عمله وسكنه واماكن علاجه ورفاهيته ولاولاد هذا الشعب مدارسهم واحلامهم ..ومصر الفقيرة البائسة والتى كُتب على شعبها ان يخدم فقط شعب مصر الغنية ثم يسكن فى الجحور والقبور ويعمل بالسخرة ويعامل كالعبيد ويعالج بكرامة اقل مما تعالج بها حيوانات شعب مصر الغنية المُؤلم والغريب والمُبكى واحياناً المُضحك ان كلا الشعبين يتحدثان نفس اللغة ويتقاسما نفس الارض ونفس الملامح وكلاهما مُجبر على الانتساب لوطن واحد ..لكن شعب مصر الغنية ينسب للصفوة ويبقى لشعب مصر المكسورة قعر المصفة .. وربنا يستر و لا يأخذ الجشع احد صفوة مصر الغنية ويفكر فى فرض ضرائب اقامة جديده على سكان قعر المصفة.