انفض "مولد" الانتخابات.. وربح الرابحون وخسر الخاسرون وخرج البعض بلا حمص ..او "يامولاى كما خلقتنى ..لامقعد او حتى حصيرة".. مايعنينا الان وهنا.. هوالفارق الشاسع بين "ديموقراطية الاغلبية" او "الاغلبية الديموقراطية" من جهة.. وبين "ديكتاتورية الاغلبية" او"الاغلبية الديكتاتورية" التى تستغل الحق او الديموقراطية فى "باطل" وخدمة ماهو باطل..فالخلافات والاختلافات..هى سمة فطر عليها البشر.. وبحكم العلاقة بين الجزء (الفرد) والكل (المجتمعات).. انتقلت هذه السمة الفطرية بالتبعية الى الامم والشعوب.. وهنا تتمثل اهمية الاحتكام الى آراء الاغلبية كآلية ( لم يتم للاسف اختراع وسيلة غيرها حتى الان).. لحسم القضايا الخلافية الشائكة من اجل تسيير امور البلاد والعباد ...لكن دون ان يؤدى ذلك اويعنى اى تهميش او انتهاك..لحقوق المواطنة والحريات والهوية والسمات الاساسية لاى اقلية اواقليات ..وايا كان حجم هذه الاقليات السياسية والدينية .. هناك فرق كبير بين هذه "الاغلبية الديموقراطية" كوسيلة اوالية حسم بين خيارات واختيارات متعددة.. رؤى مختلفة واجتهادات متنوعة.. وهو ما يهدف ويستهدف فى نهاية المطاف وآخره تجسيد وبلورة رؤى وخيارات اغلبية الشعوب .. فيما يتعلق بتحقيق الخير والافضل لها.. ولحماية مصالحها وثرواتها وحقوقها ( الشعوب ككل.. اغلبية واقلية على قدم المساواة وبدون اى تفرقة).. اما"ديكتاتورية الاغلبية" او "الاغلبية الديكتاتورية".. فهى تستخدم الية "الاغلبية".. كسلاح لاقصاء او تهميش الاقلية او الاقليات والسطو على كل اوبعض الحقوق والحريات الاساسية التى تكفلها وتحميها الديموقراطية للجميع (الاقليات قبل الاغلبية). فى السياق السابق .. يتردد الان وعلى مسامعنا وبشدة لحن "نشاز".. مفاده.. ان شرعية الانتخابات الاخيرة.. انهت الشرعية الثورية او شرعية التحرير التى اطاحت برؤؤس النظام السابق.. ونسى من يعزفون هذا " النشاز الناسف".. المثير للمزيد من الفتن والاحتقان داخل الشارع السياسى المحتقن اصلا "وحتى الثمالة" .. تناسى اعضاء "اوركسترالشر والوقيعة" ان الانتخابات الاخيرة ولدت من بين احشاء الشرعية الثورية واهدافها الرئيسية ال الثلاثة ( عدل ومساواة- ديمقراطية وحريات- وعدالة اجتماعية).. وبالتالى ومن الناحية الواقعية الفعلية.. لاتعارض او تصادم ( ولا يجب مطلقا ان يكون هناك اى تعارض من جانب جميع الاطراف) بين شرعية البرلمان القادم والشرعية الثورية واهدافها وتوابعها الاجرائية.. وماسبق ليس من قبيل "السفسطة والتنظير" الجدلى العقيم.. ولكنه واقع.. وبالتالى فان المصلحة العليا "البراجماتية" العملية لمصر الثورة.. تفرض على جميع احزاب ونواب البرلمان المنتخب.. التوافق مع شباب الثورة والثوار من كافة التيارات(فى اطار القواسم المشتركة وتنحية اى قضايا خلافية معرقلة لهذا التوافق الحتمى الملح.. على الاقل حتى اشعار اخر).. لابد من توافق وطنى شامل على اساس شرعية واحدة موحدة لاثان لها( على الاقل فى هذه المرحلة)..وهى السعى معا لتحقيق اهداف الثورة.. ووقفا لقاعدة (لا ولن ولايجب ان يكون هناك غالب اومنتصر)..سوى المصالح العليا لغالبية ابناء مصر بكافة طوائفهم واطيافهم... وهنا يعتبراعلان الحريات الصادر عن الازهر الشريف ووثيقته السابقة فى هذا الصدد..النموذج المثالى المرضى لكل الاطراف.. كأساس لصياغة الدستور الجديد. وهنا لابد لكافة التيارات الدينية والسياسية ان تكبح جماح القلة المتطرفة بين صفوفها ومن داخلها.. لابديل للجميع غيرالانتصارللوسطية والاعتدال وحلول الوسط التصالحية التوافقية.. لابد ان يتنازل وينزل الجميع من حيث هم.. لكى يلتقوا معا فى منتصف الطريق..وللعلم لن يعلواى شخص او تيار ويرتفع( والعكس هوالصحيح) ..الامن ينحنى ليرتفع ويرفع فوق ظهره ولايرتفع فوقه وغيره.. سوى المصالح العليا لمصر حاضنة الجميع وسكنهم ووطنهم عبرالقرون..وفى هذا السياق .. المتشددون والمتطرفون واصحاب المصالح "مدمنى وعشاق وخفافيش" عصور الظلام الدامس باعتباره "ستر وغطاء" على النهب والسلب والفساد والافساد.. كل النماذج السابقة يمتنعون.. ومن الافضل لهم ان يبتعدوا بل ويختفوا تماما بعيدا عن الانظار وكل الانظار..فلا مكان لهم .. فى وجود اعلان الحريات ومن قبله وثيقة الازهرالشريف.. حيث تحظى المبادرتان بقبول عام من كل التيارات الدينية والسياسية الوطنية المصرية الخالصة "منزوعة" الاجندات الداخلية والخارجية.. اللهم الااذا اقتناء وتبنى واعلاء الاجندة المصرية ماركة "صالح والمصالح العليا لمصر فقط لاغير" تصنف على انها "خيانة عظمى" للنظام المخلوع"..او عدوان صارخ على معسكر آسفين ياريس الحريصين على رد الجميل.. ولا اعرف اى جميل يقصدون او يتحدثون.. اللهم الا اذا كانوا يتحدثون عن فتوحات وانتصارات "تظبيط المزاجات والغارات والغزوات الغرامية الحمراء" المدعومة بالاقراص الزرقاء.. "لزوم" اجتياح القواعد الشقراء او "حسب" الاوردر و "طلبات " باشوات ليالى الانس المتينة فى شرم والسخنة ومارينا"!.