«مصر ليست وطنا نعيش فيه، إنما وطن يعيش فينا». هذه الكلمات صك لصاحبها البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لكن الدكتور سعد العشماوي، نقيب أطباء القاهرة، استعارها منه، أول من أمس، فى كلمته الافتتاحية فى حفل عيد الميلاد المجيد، الذى نظمته نقابة الأطباء بالقاهرة، بحضور الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة، بينما غاب الدكتور خيرى عبد الدائم، نقيب الأطباء. العشماوى قال إن عيد الميلاد هذا العام له طعم جديد، لأنه أول عيد بعد ثورة 25 يناير وأول عيد مجيد يحتفل به ميدان التحرير، مضيفا أن «الأقباط فى قلب كل مسلم حقيقى، حيث إن الله أوصانا بهم خيرا». من جانبه قال الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة «إن السيد المسيح ذُكر فى القرآن 27 مرة، وكرم الله السيدة مريم فى قوله تعالى (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين)»، مشيرا إلى أن مصر أرض قيم قبل أن تكون بلد أديان، موضحا أن الدين الإسلامى هو الدين الوحيد الذى حفظ حقوق النصارى وغير المسلمين، «لا إكراه فى الدين، ولكم دينكم ولى دين» مشيدا -بسنتى- بوثيقة الأزهر التى حافظت على حقوق غير المسلمين وأكدت حرية العقيدة. منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، دعت إلى تذكر الشهداء وتكريمهم فى كل وقت، «لولا ما ضحوا به ما كنا عشنا مساحة الحرية ومساحة الإخاء والمحبة التى نعيشها اليوم»، لافتة إلى مظاهر الإخاء بين المصريين فى ميدان التحرير، والمستشفى الميدانى فى كنيسة الدوبارة، «رأيت المسيحى يساعد أخيه المسلم ليتوضأ، ويشجعه على الصلاة داخل الكنيسة بدلا من الذهاب إلى مسجد عمر مكرم الذى يحيط به الخطر».