«أجنحة الدقائق الخمس» عنوان المجموعة القصصية الجديدة، للقاصة والباحثة التونسية ابتسام خليل، الصادرة حديثا عن دار «وليدوف» بتونس، وقدم لها الناقد التونسي منصف الوهايبي. تقدم الكاتبة تجربتها القصصية الأولى التي ضمت القصص التي كتبتها جميعا ودفعت بها للنشر قبل أيام معدودات من اندلاع ثورة الياسمين التونسية، الشرارة الأولى لربيع الثورات العربية، وقبل شهر وعدة أيام من الثورة المصرية الكبرى في 25 يناير 2011م، وهي كتابة مختلفة وتطمح للاختلاف. في تقديمه للمجموعة الجديدة، يقول منصف الوهايبي، إن هذه القصص القصيرة، باكورة إنتاج ابتسام خليل، ومنذ النص الأول، «تخوم»، نحن إزاء لغة لها طعم ولون ورائحة، وهي التي يجري فيها "ماء اللغة" في صور سردية، حتى وهي تأخذ بإخبار غير مألوف في سرد الوقائع. ويضيف الوهايبي أن صورا سردية محكومة بتباعد منطقي ينهض له أكثر من سند من الحكاية التي تحكيها، ذلك أن المؤلفة، وهو مما يحمد لها، تدرك لمعرفتها بلطائف العربية، كيف تتلافى أدب "الكيتش" الذي ينسخ الواقع عالما استعاريا، كما هو الشأن في نماذج غير قليلة من الأدب العربي الحديث، شعرا وسردا، الذي ينضوي إلى "الكيتش"، ويكتبه كل من هب ودب من العرب، وحتى من لم يهب ولم يدب!! تدخل الكاتبة قصصها بما يقع في وعيها وإدراكها من حالات شخصية القصصية أو من أشيائها التي كانت عالقة بها أو تلك التي تحتفظ بها وهي تقشر وقائع المعيش وأحداثه، فإذا الكاتبة تأخذ أغلفتها لتعيد تركيبها في «الوسيط».. من بين القصص في المجموعة قصة بعنوان «صمت وصرف وذهب» ربطت فيها الكاتبة إلى حد كبير بين أجواء الاختناق والاستبداد والغضب والصراع في كل من تونس ومصر. ابتسام خليل، كاتبة وناقدة تونسية، خريجة دار المعلّمين العليا بسوسة، حاصلة على ماجستير في اللّغة والآداب العربيّة، شاركت في العديد من الفعاليات الثقافية والنقدية، وهي عضو في الملتقى العربي (محمد البشروش للقصة والدراسات النقدية)، تنشر نصوصها التي تراوح بين الشعر والقصة والمسرح في الصحف والمجلات الأدبيّة المختصّة. يصدر لها قريبا «الينبوع والعنفوان: قراءات نقديّة في السّرد التّونسيّ»، و«رقص مع ذئب النّقوش» (ديوان شعر).