قال جوناثان تايلور، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية، (البوكر في نسختيها البريطانية والعربية)، إن المكانة الكبيرة لمصر في الثقافة العربية والأدب العربي، إضافة إلى اللحظة التاريخية المهمة التي تمر بها، هي السبب الرئيسي لاختيار القاهرة لتكون المكان الذي تعلن منه القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر 2012. وأضاف، أنه ومجلس الأمناء، يشعرون بالسعادة والفخر للنجاح الكبير الذي حققته الجائزة منذ إطلاقها قبل خمس سنوات، وبالتطور الذي تشهده في كل دورة عن السابقة لها، وأكد على أهمية الدور الذي لعبته الجائزة ليس فقط في مجال دعم كتابة الرواية العربية فقط، بل ودعم نشاط ترجمتها أيضا إلى اللغات الأخرى. بينما قال خالد حروبي، عضو مجلس أمناء الجائزة، إن مجلس الأمناء كان حريصا على سرية أعضاء اللجنة وضمان حرية العمل لها بعيدا عن أجواء الشد والجذب ومحاولات التأثير والضغط عليها في صالح هذا الاتجاه أو ذاك، عن طريق المحادثات التليفونية أو غيرها، مؤكدا أن اللجنة بذلت جهدا جبارا في قراءة وفحص ما يزيد على 100 رواية من مختلف الدول العربية، لتختار من بينها 13 رواية وصلت للقائمة الطويلة التي تم الإعلان عنها في نوفمبر من العام الماضي، ليتم الإعلان يوم الأربعاء 11 يناير في القاهرة عن القائمة القصيرة للبوكر العربية 2012. وأوضح حروبي أن هذا الإعلان كان مقررا له الانعقاد قبل شهر تقريبا، لكن تعاقب وتداعيات الأحداث السياسية بمصر، حالت دون ذلك في موعده. وكان هناك خياران إما تغيير المكان وعدم تأجيل الموعد وإما إرجاء الموعد مع عدم تغيير المكان، وجاء قرار مجلس الأمناء بالإجماع على إرجاء الموعد مع عدم تغيير المكان، في القاهرة بمصر، تقديرا لها ولمكانتها باعتبارها أحد المراكز الثقافية الكبرى، إن لم تكن المركز الثقافي الأهم، في العالم العربي. جاء ذلك في اللقاء النقاشي المفتوح، الذي عقد بقصر الأمير طاز الأثري، مساء أمس الأربعاء، وضم أعضاء لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر 2012، بعدد من الكتاب والناشرين والنقاد والإعلاميين، للرد على أسئلتهم واستفساراتهم حول عمل اللجنة هذا العام، ومعاييرها العامة للقراءة وفحص الروايات المقدمة، وعن اختياراتها للقائمة القصيرة. افتتح اللقاء وقدم له منسقة الجائزة فلور مونتيرو، بكلمة باللغة العربية، رحبت فيها بالحضور وقدمت لرئيس مجلس أمناء الجائزة، جوناثان تايلور، الذي قام بإلقاء كلمته، وأعقبه إدارة خالد حروبي، عضو مجلس أمناء الجائزة، الذي قدم بدوره أعضاء لجنة التحكيم ورحب بهم وبالحضور. كان في مقدمة الحضور، الفائزان في القائمة القصيرة، الدكتور عز الدين شكري فشير عن روايته «عناق عند جسر بروكلين»، الصادرة عن دار العين للنشر، والكاتب والروائي ناصر عراق عن روايته «العاطل»، الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية. والناشرة المصرية الدكتورة فاطمة البودي، مديرة وصاحبة دار العين للنشر، وأحمد محمد رشاد، نائب مدير الدار المصرية اللبنانية، وكرم يوسف مديرة «الكتب خان»، وعدد من الصحفيين والإعلاميين. وكانت اللجنة التي تتشكل من الناقد السوري جورج طرابيشي، رئيسا، وعضوية كل من الدكتورة المصرية هدى الصدة، أستاذ الأدب الإنجليزي بالقاهرة، والدكتورة والقاصة القطرية هدى النعيمي، والصحفية والناقدة اللبنانية مودي بيطار، والمستعرب والمترجم الإسباني جونزالو فرناندز، قد أعلنت صباح أمس الأربعاء عن الروايات الست التي فازت بالقائمة القصيرة للبوكر العربية 2012، وهي: «عناق عند جسر بروكلين» للروائي المصري عز الدين شكري فشير، عن دار العين للنشر، و«العاطل» للكاتب المصري ناصر عراق، عن الدار المصرية اللبنانية، و«شريد المنازل» للبناني جبور الدويهي، عن دار النهار، و«دروز بلجراد» للبناني ربيع جابر، عن المركز الثقافي العربي، ورواية «نساء البساتين» للروائي التونسي الحبيب السالمي، عن دار الآداب (بيروت)، و«دمية النار» للجزائري بشير مفتي، عن منشورات الاختلاف. نفي خالد حروب عضو مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) أن تكون لدي الجائزة سياسة أو رؤية محددة، وقال إن هذه ليست تهمة فنحن لا نشجع اتجاها أو تيارا معينا، وما تهدف إليه الجائزة هو تشجيع الرواية العربية بكل أشكالها كتابة ونشراً وترجمة، خاصة وأن مجال الرواية العربية يحتاج للكثير من الدعم. وتحدث رئيس اللجنة الناقد والمفكر السوري الكبير جورج طرابيشي عن تجربة قراءة أكثر من 100 رواية للانتقاء والاختيار من بينها، قائلا إنها مهمة ليست مستحيلة ولكنها أيضا ليست سهلة، موضحا التباينات والتفاوتات الفنية في النتاج الروائي المقدم، ومن حيث نقاط القوة ونقاط الضعف، إلا أن الأمر في النهاية كان يخضع لمعايير الجودة والقدرة على طرح رؤى وتجارب متنوعة في الموضوعات والأساليب واللغة.. إلخ بما يجعل الرواية عملا روائيا حقيقيا متماسكا. وأضاف طرابيشي أنه لا توجد معايير للحكم علي الأعمال الأدبية ولكن حساسية المحكم الذاتية تجاه الجمال، وأضاف أننا جميعنا نقاد بمعني أننا جميعنا نستطيع التعرف علي الجمال من زوايا مختلفة، ولكن تترافق مع هذه الذائقة الذاتية خبرات نراكمها عبر الزمن تضفي علي معاييرنا بعض الموضوعية، ولكن المعيار المطلق الذي اعتمدته اللجنة هو أن تكون الرواية رواية. وطرح كل عضو في اللجنة رؤيته لطريقة وسير العمل أثناء القراءة، والتوقف عند بعض الأفكار والطروحات المهمة في الروايات كلها، سواء ما وصل منها إلى القائمة الطويلة أو القصيرة، أو التي لم تصل لأي منهما.