من المتوقع أن ينتقل أوستن باور، العميل السري الذي لا يخطأ، ورجل الألغاز العالمي، في وقتٍ لاحق، الى مسرح برودواي. وعلى وجه التحديد، عندما يصل مايك مايرز في مفاوضاته التي بلغت مراحلها الأخيرة، خلال هذه الأيام، بغية تحويل شخصيته السينمائية الأكثر شهرة الى عملٍ موسيقي. لكن، هل تبدو فكرة مشاهدة العميل السري وهو يغني، وقد أحاطت به مجموعة من الفتيات الرشيقات مستساغة؟ وهل سيشترك كل من بيرت باجاراج وإلفيس كوستيلو في المشروع مثلما تم التخطيط له؟ إذا أردنا تقييم النتائج من خلال أشرطة فيلمية سابقة مثل سبايدرمان لجولي تيمور وفرقة يو تو، سوف نخرج بنتائج غير مرضية، لأن نقل شخصية ناجحة الى برودواي تبدو أكثر تعقيداً من نقل عمل موسيقي الى الشاشة السينمائية. وحتى الأسماء اللامعة لم تستطع إنقاذ الفشل الذريع الذي واجه فيلم "الملك الأسد"، عندما تم تقديمه مسرحياً، رغم أن جولي تيمور هي التي إتخذت على عاتقها تحويل الفيلم الى عمل موسيقي. غير أن ميزة العميل السري البريطاني، والتي تسجل لصالحه، هي أن القصة، في الأصل، ذات بناء موسيقي عال. وكان للأشرطة السينمائية الموسيقية التي أنجزت في الستينات دورها الواضح في دغدغة مشاعر العديد من المغنين للمساهمة في بث نتاجاتهم الغنائية عبرالأفلام، إبتداءاً من مادونا، وإنتهاءاً بالمطربة المعروفة بيونسيه، ومروراً بموضوعات موسيقية وغنائية شارك أصحابها في أشرطة فيلمية، كما هو شأن إدوين كولينز. وتلقي مجلة "هوليوود ريبورتر" كل الثقل على كاهل الموسيقي بيرت باجاراج من أجل السير قدماً نحو تحقيق أفضل النتائج، فيما لو إنتقلت شخصية أوستن باورز الى برودواي، وهو ذات المؤلف الذي وضع موسيقى جميع الأجزاء الفلمية لأعمال مايرز، مثل "ريندروبس كيب فولنغ أون ماي هيد"، و"آي ساي آ لتل بريير"، و"وات ذا وورلد نيدز ناو إز لوف"، و"ذا لوك أوف لوف". وربما سوف يشاركه المسؤولية هذه إلفيس كوستيلو أيضاً. وهذا التعاون الثنائي الذي سبق أن أعطى نتائج عظيمة، حتى في أفلام الجاسوسية. في أوستن باورز: ذا سباي هو شيغت مي (1999)، يلجأ الثنائي باجاراج وكوستيلو الى إعادة تقديم أغنية الفيلم الأمريكي "آيل نيفر فول إن لوف آغين" لإعانة باورز على كسب ود هيثر غراهام. وتنطلق فكرة نقل أوستن باورز الى برودواي من قيام مايك مايرز بالمساهمة في مجال الكتابة فقط، وليس التمثيل كما هو متوقع، الأمر الذي يدعو الى التساؤل عن مدى إستعداد غيره من الممثلين لتجسيد هذه الشخصية على المسرح. وأن نجوم الكوميديا الأمريكيين، الأكثر شهرة في مجال المسرح، وأيضاً في السينما والتلفزيون، هما نيل باتريك، أو مايكل سي. اول، وفكرة الإستعانة بهما قد تكون مستبعدة، بالنسبة لعشاق أوستن باورز، مما يمنح الأفضلية للإستعانة بنجوم أقل شهرة في مجال الأدوار الكوميدية.