"الثورة لم ولن تنتهي وبالحوار ورفض الوصاية سنكمل مشوار الثورة" هذا ما رآه الكاتب والشاعر "فاروق جويدة" في حوار مفتوح مع طلاب جامعة القاهرة اليوم على هامش احتفالات الجامعة بعيد العلم، حيث قال : "أن الأزمة التي تحياها مصر حاليا هي نتيجة لتراكم أخطاء وفساد النظام السابق"، مؤكدا على أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة تكمن في الترفع والحوار ورفض وصاية أي شخص علينا قائلا : "هؤلاء الذين فشلوا في التغير لا يمكن لهم أن يكونوا أوصياء على أي تغيير"، لافتا إلى أنه بالوعي سنستطيع إبعاد الأجيال التي ما زالت تراهن على أشباح الماضي ومواجهة الأيادي الخفية التي تعبث بمصر سواء كانوا من طرة أو من غيرها. قال "جويدة" أن حرق المجمع العلمي هو درس يجب أ نتعلم منه الحفاظ على تراثنا متهما النظام السابق بأنه هو من وراء إحراق المجمع وليس البلطجية الذين قاموا بإشعال النار عندما أهمل المتاحف والأماكن التراثية وتخاذل عن حمايتها ولو حتى بتركيب أجهزة أنذار للحريق قائلا : "هما مكنوش فاضيين لتراث كانوا مشغولين بالاحتفالات والسرقة وتزوير الانتخابات". ورفض "جويدة" ما تقوم به قوات الجيش والشرطة العسكرية حاليا أمام مجلس الوزراء وشارع القصر العيني، لافتا إلى أنه ليس من مهام الجيش أن يفض المظاهرات أو يحاصر الاعتصامات مشيرا إلى أنه يشفق على المجلس العسكري لأنه ليس له خبرة بالتعامل مع المدنيين خاصة وأن العبئ الثقيل والفساد الذي تركه النظام السابقلا يستطيع تحملة أحد قائلا : "الجيش مش شغلته يفض المظاهرات ولا يحاصر المعتصمين ولا أنه يسيب البلطجية يضربوهم من فوق المباني"، موضحا أن مسئولية الجيش هي حماية الوطن وترابة وليس استخدام القوة والعنف ضد المواطنين رافضا أي تجاوز ضد شباب الثورة والمعتصمين واستخدام القوة والعنف ضدهم. "التيار الإسلامي سيكون في مأزق حقيقي، ومصر لن تكون ليبرالية أو أسلامية أو علمانية مصر ستظل هي مصر" هذا ما أشار إليه "جويدة"، موضحا أن التقدم الذي حصدة التيار الإسلامي في الانتخابات لم يكن بالتزوير بقدر ما كان من فشل الأخرين مشبها أياه بالأعور الذي وجد نفسه وسط مجموعة من العميان فكان لابد له من الفوز عليهم، لافتا إلى أن التيار الإسلامي سيواجه أزمة حقيقية لو لم يستطع أن يحقق مطالب المصريين ويعيد لمصر مجدها مضيفا، أنه سيخسر كثيرا لو حاول إقصاء التيارات الأخرى ونسخ مصر بصيغة محددة لأن مصر كانت وستظل هي مصر التي تحتضن كل الأجناس والعقائد والأطياف ولن تكون إسلامية أو ليبرالية أو علمانية فقط".
وطالب الشاعر الكبير بضرورة عودة العمل السياسي إلى الجامعة والخلاف والحوار بين الأساتذة والطلاب لكي تتفتح العقول الشابة التي لا يوجد أكثر وطنية ولا حرصا على مصر وعلى مستقبلها منها قائلا : "هذا الوطن لابد أن يعود إليكم وأن تصنعوه بأنفسكم لأنكم أصحابه الحقيقييين" ، مؤكدا على أن الإصلاح يبدأ بإصلاح التعليم والثقافة داعيا الشباب إلى ضرورة العودة إلى التراث العريق مع الحرص على المستقبل وأن يكون ذلك من خلال ثوابتا الواعية المتفتحة وليس من خلال التشدد ونبذ الأخرين و "الخزعبلات" التي تحاصرنا حاليا، لافتا إلى أن هذه الخزعبلات" كشوائب النهر ستأخذ وقتها وتمر، محملا الشباب مسئولية أكمال مشوار الثورة بالعقل وكشف مصادر القوة في المجتمع وعدم السماح لأي تيار أي كان مسيحي أو إسلامي أو علماني محاولة التأثيبر عليهم مطالبا أياهم بأن يكونوا أنفسهم، كما ناشدهم بضرورة رفض أي شخص يحاول تضليلهم وإقناعهم أن ثورتهم كانت مجرد زوبعة في فنجان أو "هوجة والسلام" وعليهم عدم الالتفات له وإكمال الثورة المجيدة. ورأي "جويدة" أن الأزمة التي تحياها مصر حاليا ليست أزمة اقتصادية أو سياسية أو سلوكية ولكنها أزمة العقل المصري والفهم الخاطئ بأن الإنسان ودوره يمكن شرائهم بلأموال، منددا بما فعله النظام السابق من اختصار الثقافة في الحفلات والصور في الصحف والتناسي بأنها هي التي تشكل وجدان وروح أي شعب.