أكد الداعية السلفي الدكتور حازم شومان، أن الإعلام يقف وراء "الحملة الشعواء" على التيار السلفي فى هذه المرحلة الفاصلة، التي سيتم خلالها تشكيل الأمة المصرية لعشرات السنوات القادمة، داعيا التيار الإسلامي في مصر بكافة اتجاهاته إلى الالتفات لهذا الأمر وأن يفهمه جيدا. واعتبر في ندوة عقدت أمس بكلية التجارة جامعة بني سويف، بحضور الآلاف من الطلاب وعدد من الأساتذة وشباب التيارات الإسلامية المختلفة ببني سويف، أن ما يجري حاليا هو محاولة لإقصاء التيار الإسلامي عن الساحة وإقحامه فى خلافات مرة مع الأقباط، وأخرى فيما بينهم، معتبرا أن هذا الأمر مخطط له من قبل العلمانيين والليبراليين الذي يريدون فصل الدين عن الدولة كما يدعون. واتهم هؤلاء بأنهم يستخدمون الآن كل أسلحتهم لإقصاء كل ما هو إسلامي من طريقهم، "حتى يقوموا بتشكيل برلمان علماني ليبرالي يفصلنا تماما عن دنيننا وشرعنا، ومن ثم وضع دستور على هذا النمط ربما يحذفون منه حتى المادة الثانية"، في إشارة إلى المادة الدستورية التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع في مصر. ورأى شومان أن ما وصلت إليه مصر هو نتاج حكم غير إسلامي على مدار عقود طويلة، وتابع قائلا: منذ أكثر من مائتي سنة جربنا كل الأنظمة الوضعية من شيوعية واشتراكية، كما جملوها لنا إلى علمانية إلى رأس مالية، وهذه هي النتائج التي وصلنا إليها من انهيار فى كل شيء اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفي النهاية وضعت من حكموا بها سنين في سجن طرة وربما تعلقهم على أحبال المشانق". وطالب الشباب بالعودة إلى دينهم وشرعهم وعدم الإصغاء إلى ما يبثه الإعلام من "خزعبلات صنعها تجار الفتنة وألصقوها زورا فى السلفيين والإسلاميين"، متسائلا: لماذا لا يعترفون أن وراء أحداث إمبابة فلول النظام السابق وضباط أمن الدولة الذين لا يألون جهدا فى تدبير أي مصيبة تولع فيها البلد؟. وقال شومان في معرض دفاعه عن السلفيين، إن "من ولع كنيسة إمبابة هم بلطجية النظام السابق وكانوا على 9 درجات بخارية وليس السلفيين، لأن من يدعو الناس لينقذهم من النار لا يمكن أن يحرقهم هو بالنار، حتى ولو كان على غير دين الإسلام فحقه علينا الدعوة وليس الحرق". وناشد كافة التيارات والمؤسسات والقوى السياسية الحفاظ على هذا البلد منارة للأمة العربية والإسلامية، مشيرا إلى مقولة ان بن خلدون "من لم ير القاهرة لم ير عز الإسلام"، متسائلا: فكيف نحرقها ولماذا نشوه هذا الشباب الذي فجر ثورة لم نستشعرها نحن الآن، لكن ستتحدث عنها الأجيال القادمة طويلا. وقال إن هذا الشباب هو الذي قال عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقب الثورة "أتمنى الآن أن يكون الشباب فى أمريكا مثل الشباب فى مصر"، مؤكدا ضرورة الحفاظ على الثورة ومكتسباتها والتزام الشباب وتطهير الإعلام من اللغط وأساليب التحريض فى بعض قنواته الرسمية.