وزير الري يلتقي نظيره البحرينى لمناقشة تعزيز التعاون في مجال الموارد المائية    ارتفاع الذهب مع تراجع الدولار قبيل اجتماع الفيدرالي الأمريكي    16 سبتمبر 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    غرفة التطوير العقاري: عدد المطورين ارتفع من 75 مطورًا إلى 15 ألفا في 10 سنوات    رئيس هيئة الرعاية الصحية يشارك في أولى ورشات العمل مع اتحاد شركات التأمين المصرية    جيش الاحتلال الإسرائيلي يلقي منشورات على مدينة غزة تطالب السكان بالإخلاء فورا    خبراء أردنيون: قمة الدوحة جسدت موقفا عربيا موحدا تجاه ما يسمى مشروع "إسرائيل الكبرى"    ارتفاع عدد ضحايا التجويع في قطاع غزة إلى 428 حالة وفاة    ترامب يعلن مقتل 3 أشخاص باستهداف سفينة مخدرات من فنزويلا    ضبط 4 سيدات لقيامهن بممارسة الأعمال المنافية للآداب بمقابل مالي بالإسكندرية    ضبط 110.6 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    فحص طبي يحدد موقف زيزو من مباراة الأهلي وسيراميكا    بث مباشر.. رئيس الوزراء يشهد احتفال تدشين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران    أبو بكر الديب يكتب: مصر وروسيا.. شراكة تتجاوز التوقعات    مصرع مسن صدمته سيارة ملاكي بأكتوبر    صيف قطاع المسرح يختتم فعالياته بالاحتفال باليوم المصري للموسيقى    مهرجان الإسكندرية المسرحي يكرّم عصام السيد ومحسن منصور وعددًا من المبدعين    وزير الصحة يبحث مع شركة أليكسيون التعاون في مجال الأمراض النادرة والوراثية    دراسة: الأرق المزمن يعجل بشيخوخة المخ    اليوم.. انتهاء العمل بمكتب تنسيق القبول بجامعة الأزهر وغلق تسجيل الرغبات    وزير خارجية أمريكا: الحرب في غزة طالت وعلى حماس إطلاق سراح الأسرى أحياء وأمواتا فورا    نقل الأسرى فوق الأرض.. ترامب يتحدث من جديد عن قطر ويحذر حماس "فيديو"    21 موقعًا لحطام السفن الغارقة بالبحر الأحمر تجذب آلاف السائحين هواة الغوص سنويًا وتبحث عن الحماية والتوثيق    بريطانيا تؤكد إرسال مقاتلات حربية إلى بولندا    إنقاذ حياة طفل مصاب بنزيف في المخ وكسر بالجمجة بمستشفى إيتاي البارود    رئيس لجنة مكافحة كورونا: هناك انتشار للفيروسات النفسية لكنها لا تمثل خطورة    عشية بحث سعر الفائدة، تعيين مستشار لترامب عضوا بالاحتياطي الفيدرالي وبقاء ليزا كوك في منصبها    بعد فشل النحاس في لملمة الجراح، قناة الأهلي تفجر مفاجأة حول المدرب الجديد (فيديو)    بعد 4 أشهر من حكم محكمة النقض، تحرك جديد من دفاع "حبيبة الشماع" ضد "أوبر" العالمية    قلبك يدفع الثمن، تحذير خطير من النوم 6 ساعات فقط كل ليلة    وزير العمل يُصدر قرارًا لتحديد ضوابط وآليات اعتماد «الاستقالات العمالية»    قرارات التعليم بشأن الكتب المدرسية 2025.. تسليم دون ربط بالمصروفات (تفاصيل)    قبل أيام من بدء العام الدراسي.. تفاصيل قرارات وزارة التعليم (نظام الإعدادية الجديد وموقف التربية الدينية)    خالد جلال وكشف حساب    هند صبري عن والدتها الراحلة: علاقتنا كانت استثنائية ومبحبش أعيط قدام بناتي    رسمياً موعد صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025 للمعلمين.. هل يتم الصرف قبل بدء الدراسة؟ (تفاصيل)    إبراهيم صلاح: فيريرا كسب ثقة جماهير الزمالك بعد التوقف    مسلسلات المتحدة تتصدر نتائج تقييم موسم 2025 باستفتاء نقابة المهن السينمائية.. تصدر "لام شمسية" و"أولاد الشمس" و"قهوة المحطة" و"قلبى ومفتاحه" و"ظلم المصطبة".. كريم الشناوى أفضل مخرج وسعدى جوهر أفضل شركة إنتاج    عاجل القناة 12: إجلاء 320 ألفًا من سكان غزة يفتح الطريق أمام بدء العملية البرية    أول رد رسمي من بيراميدز على مفاوضات الأهلي مع ماييلي    ليت الزمان يعود يومًا.. النجوم يعودون للطفولة والشباب ب الذكاء الاصطناعي    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الكلب طاهر.. وغسل الإناء الذي ولغ فيه أمر تعبدي    تحية العلم يوميًا وصيانة شاملة.. تعليمات جديدة لضبط مدارس الجيزة    فيديو أهداف مباراة إسبانيول و مايوركا في الدوري الإسباني الممتاز ( فيديو)    صور.. حفلة تخريج دفعة بكالوريوس 2025 الدراسات العليا تجارة القاهرة بالشيخ زايد    لقاء تاريخي في البيت الأبيض يجمع البطريرك برثلماوس بالرئيس الأمريكي ترامب    بسبب المال.. أنهى حياة زوجته في العبور وهرب    الشيبي: نريد دخول التاريخ.. وهدفنا مواجهة باريس سان جيرمان في نهائي الإنتركونتيننتال    نجم بيراميدز يكشف: تعرضت لحملة ممنهجة في الزمالك    فائدة 27% للسنة الأولى.. أعلى عائد تراكمي على شهادات الادخار في البنوك اليوم (احسب هتكسب كام؟)    مهرجان الجونة السينمائي يكشف اليوم تفاصيل دورته الثامنة في مؤتمر صحفي    الوقت ليس مناسب للتنازلات.. حظ برج الدلو اليوم 16 سبتمبر    سيطرة مصرية في ختام دور ال16 ببطولة مصر المفتوحة للإسكواش    تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد تُناشد: «حافظوا على سلامتكم»    شيخ الأزهر: مستعدون للتعاون في إعداد برامج إعلامية لربط النشء والشباب بكتاب الله تعالى    أستاذ بالأزهر يحذر من ارتكاب الحرام بحجة توفير المال للأهل والأولاد    ما حكم أخذ قرض لتجهيز ابنتي للزواج؟.. أمين الفتوى يوضح رأي الشرع    كيفية قضاء الصلوات الفائتة وهل تجزئ عنها النوافل.. 6 أحكام مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مليونية 12 أغسطس..الليبراليون للصوفية :إحنا المخ و انتوا العضلات
نشر في الفجر يوم 10 - 08 - 2011

"لا يفل الحديد إلا الحديد" .. هذه القاعدة الطبيعة يبدو أن القوي والتيارات الليبرالية التي استشعرت ضعف نفوذها في الشارع في مليونية 29 يوليه الماضي ، سعت للاستفادة منها في مليونية 12 أغسطس التي تم تأجيلها .. حيث سعت هذه القوي لأن تفل "الحديد السلفي" أو الاسلامي - إذا جاز التعبير - ب "الحديد الصوفي" وأن تشتري "كبيرا" تواجه به "الكبير" الذي فوجئت به يكتسح الميدان في مليونية الارادة الشعبية ، مستفيدة من العداء التاريخي بين السلفيين والصوفيين دون إدراك لعواقب هذه الفتنة !

.
ولهذا لم يكن مستغربا أن تصف الجماعة الإسلامية على لسان عاصم عبد الماجد، المتحدث باسمها، مظاهرات 12 أغسطس بأنها «جمعة توم وجيرى» في تشبيه طريف للصراع بين الصوفية والتيارات السلفية علي انه لعبة القط والفأر ، وأن يعتبر هذه الخطة الجديد لليبراليين بالاستعانة بالصوفية بمثابة الانتحار الثالث للليبراليين !.
كما لم يكن مستغربا أن يجري تأجيل هذه المليونية الي 19 غسطس المقبل أو إلغاءها في نهاية المطاف ليس فقط بسبب الخلافات التي ظهرت بين الداعين لها - خصوصا داخل البيت الصوفي – ولا بسبب التخوف من أن تكون مليونية ضعيفة لا يحضرها سوي بضع مئات ، ولا المخاوف من أن يرفض الجيش فتح الميدان لها .. ولكن لسبب أخر مستقبلي يتعلق بالمخاوف من أضرار هذه المليونية وزرعها المزيد من الفتن ...
فتن بين التيارات الصوفية وبعضها البعض .. وفتن بين الصوفية والسلفية .. وفتن بين التيارات الليبرالية والعلمانية التي دعت لهذه المليونية وفقا لهذا الفهم وبين من يرفضها من نفس التيارات .. والاخر فتن الصدام بين هذه التيارات ومنها الصوفية مع الجيش الذي أصبح يمنع التظاهر في ميدان التحرير مع الشرطة ويحاصره خصوصا بعد تأكيد عصام شعبان، عضو الهيئة العليا للحزب الشيوعى، أن الثوار لا يحتاجون إلى قانون للاعتصام فى التحرير ، وربما لهذا بدأ الداعون لها يطلقون عليها اسم (في حب مصر) ويشددون علي أنها مجرد افطار جماعي وانهم لن يعتصموا في الميدان .
ولأن الحكومة والعديد من التيارات والائتلافات الثورية والأحزاب تدرك هذا الهدف ، فقد سعي بعضها لرفض المشاركة في هذه المليونية منذ بداية الاعلان عنها أو إجهاضها أو كشف أهدافها ، أو التحذير من مخاطر هذا التجييش لتيارات سياسية ضد تيارات سياسية أخري بما يضر الثورة نفسها ويزيد الفتنة بين رموزها .
بل وسعت أطراف صوفية من تيار الاصلاح ومن التيار الصوفي الأصيل لرفض هذه المليونية وتنتقد تسيسس الصوفية لصالح معركة لن تضر سوي الثورة بين الجماعات الصوفية والسلفيين وبين فرق مختلفة من المصريين هي قررت بعض الطرق الصوفية تنظيم مليونية يوم الجمعة المقبل بميدان التحرير بهدف "إرساء دعائم الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، والتصدي للفكر السلفي والانتشار الإخوانى الواسع داخل المجتمع المصري، والتأكيد على مدنية الدولة المصرية".
بل لقد أدي الإعلان عن المليونية الصوفية – اليبرالية في ميدان التحرير إلى نشوب خلاف حاد بين القوي السياسية انتهي بتأجيلها ، وأعلنت اللجنة المنظمة لجمعة "في حب مصر المدنية" تأجيل تنظيم المليونية، من الجمعة 12 أغسطس إلى الجمعة التي تليها التي توافق 19 أغسطس الجاري "لاستكمال الترتيبات" ، في حين أن الحقيقة هي أنه تم التأجيل لأسباب تتعلق بخلافات حولها ولأسباب أخري تتعلق بانتظار بيان وعدهم به الدكتور عضام شرف يؤكد علي مدنية الدولة والقواعد الحاكمة للدستور المقبل !.
ففي الوقت الذي أعلن عدد من القوي السياسية مشاركته، جاء الرفض من تكتلات سياسية أخري ، وعللت القوي الرافضة للمشاركة بأنه لا تجب المشاركة في الحرب المشتعلة بين الجماعات الدينية، لأن السماح لأي قوى بحشد أتباعها لن يؤدي لبناء مصر التي قامت من أجلها الثورة، ويجب علي العقلاء من الطرفين السعي إلى بناء الدولة ولا يجب استعراض القوة في جمع الحشود، لأن هذه التصرفات تشكل خطراً علي وحدة الشعب المصري خصوصا أنها تستدعي الخلافات الفقهية والفكرية بين الصوفية والسلفية وتحول الثورة لمعارك دينية بخلاف الهدف الحقيقي منها وهو تحرير ارادة كل المصريين وعدم إقصاء اي تيار أو جماعة أو حتي تيار صوفي .
تعميق خلافات الطرق الصوفية
فهذه المليونية تأتي بدعم وتأييد من القوى الليبرالية بهدف محدد من هذا الحشد هو "تشكيل تكتلات سياسية استعدادا للانتخابات المقبلة"، ولتأكيد مدنية الدولة، والمطالبة بالمواد فوق الدستورية .. بصرف النظر عما اطلق عليها من أسماء توافقية مثل (في حب مصر) .. كما أن مشاركة بعض الحركات القبطية أو السياسية بجانب الجماعة الصوفية وائتلافات ثورية معارضة للمجلس العسكري لن يغير من الهدف المعلن للمليونية .
والمشكل أن هذه المليونية – برغم تأجيلها للأسبوع المقبل - بدأت تثير خلافات داخل الصف الصوفي نفسه ، فقد أعلن ثمانية من مشايخ الطرق الصوفية المشاركة في تشكيل هذه اللجنة التنسيقية للإعداد للمليونية الصوفية في حب مصر" ، ورد عليهم المجلس الأعلى للطرق الصوفية برفضه الدعوات التى أطلقت من جانب بعض مشايخ الطرق الصوفية - بالتعاون مع بعض التيارات الليبرالية – لهذه المليونية بمشاركة القوى الليبرالية واليسارية وأقباط ، بل وهدد بعقاب هذه الطرق الصوفية التي ستشارك .
ثم أخذ الخلاف أخذ أبعادا أكبر من المليونية بتفجير الخلافات القديمة بين التيار الاصلاحي داخل الطرق الصوفية وشيخ الصوفية الحالي الذي عينه النظام السابق حتي قيل – علي لسان عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية الشيخ محمود أبو الفيض - أن "الليبراليين والعلمانيين يستخدمون الصوفية بمنطق العقل والعضلات "!.
ولذلك أشار البيان الذي أصدره المجلس الأعلي للطرق الصوفية لأن تيارات ليبرالية قد دعت لهذه المليونية تحت أسم "في حب مصر" ، في محاولة للاستعانة بالطرق الصوفية للوقوف في وجه العدو التقليدي لها والذي هيمن علي مليونية 29 يوليه الاخيرة ما اثار قلق التيارات العلمانية والليبرالية .
وأضاف المجلس الصوفي فى بيانه، أن جموع الطرق الصوفية وعددها 76 طريقة صوفية ترفض هذه المليونية المزعومة اللهم إلا عدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة من طرق صوفية معلومة ( 8 مجموعات أعلنت مشاركتها) ولا يتصور أبدًا أن تفرض قلة قليلة رأيها أو تصورها أو أغراضها على الكثرة الساحقة من الطرق الصوفية .
وكان موقف المجلس الصوفى الأعلى هنا واعيا ومدركا للقضية الأكبر وهي استقرار مصر ولم ينزلق لخلافات جانبية مع التيارات السلفية سعت بعض القوي الليبرالية لاستغلالها ، فحذر من إثارة الفتن التى تضر بكيان الوطن وتضرب وحدة الصف الوطنى وذلك لمصلحة قوى خارجية معلومة وأهاب المجلس الصوفى الأعلى بكل أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين بالتكاتف وعدم الفرقة وعدم إثارة خلافات واهية تضر بمصالح الأمة وأنه لا وجود لصدام أو خلافات بين الصوفية وغيرهم من المسلمين وغير المسلمين.
بل وقرر المجلس اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد كل شيخ طريقة صوفية أو أى من أبناء ومريدى الطرق الصوفية أو وكلاء المشيخة العامة للطرق الصوفية يخرج في هذه المليونية وعن الإجماع الصوفى بالدعوة أو المشاركة فى مظاهرة أو مليونية مزعومة لم يصدر بها قرار من المجلس ، معتبرا أن ذلك خروجًا على الشرعيه والقانون .
حفظ ماء الوجه
ولهذا قررت القوي القليلة الداعية لهذه المليونية أن تؤجلها ربما كخطوة سابقة علي الغاءها تماما ، وتشبثت بوعود أعلنها الدكتور عصام شرف خلال لقاؤه مع ممثلين لهذه القوي ، بشأن اعلان بيان يؤكد مدنية الدولة – برغم أن الازهر والمجلس العسكري أكدا هذا سابقا – وكذا يؤكد علي فكرة المبادئ الحاكمة للدستور .
وجاء هذا الموقف كحل وسط بعدما سبق أن طالبت هذه القوي بسلسلة مطالب مثل : إعادة هيكلة جهاز الشرطة، ووضع خطة عاجلة لمواجهة الانفلات الأمنى، واستقلال القضاء والنيابات والإعلام والأزهر وتطهير المؤسسات الحكومية وإقرار الحد الأدنى للأجور، ووقف المحاكمات العسكرية، ومنع رموز الحزب الوطنى المنحل من العمل السياسى لدورة كاملة.
المشكلة ستظل بالتالي تراوح مكانها وستظل هذه القوي التي تخشي قوة ونفوذ التيار الاسلامي واكتساحه الانتخابات البرلمانية المقبلة ، تعرقل الانتخابات التي تخشي خسارتها وتسعي لفرض حزمة قواعد دستورية حاكمة بهدف لجم الاسلاميين ومنعهم من إقامة دولة اسلامية بالمفهوم الديني ..
في حين أن الحل للمشكلة سهل وبسيط ويتلخص في عدم الاحتكام للمليونيات وغلق الشوارع والطرق وتعطيل الحياة وإنما بالاحتكام لصناديق الانتخابات سواء كان الفائز فيها الاسلاميون أم الليبراليون أم غيرهم ، لأن أضرار اللعب علي وتر الخلافات الدينية وغيرها يضر ثورة 25 يناير بدرجة خطيرة ويشغل ابناء الثورة عن القضايا المصيرية المتعلقة ببناء دولة الثورة بقضايا هامشية تتعلق بمصالح قوي سياسية بعينها لا مصالح الشعب ككل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.