منذ بزوغ نجمها في بداية الثمانينيات وشهرتها كمطربة يصاحبها الجدل حول الصورة المختلفة التي تظهر بها في أغانيها واستعراضاتها التي كانت تظهر فيها بملابس مثيرة وتؤدي فيها رقصات أكثر إثارة، تقول ما تفكر فيه بلا حسابات وتتصرف كما يعن لها فجأة، كان هذا سبباً في فترات زواجها القصيرة ومشاكلها العائلية الكثيرة، نجحت في أن تنضم لقائمة النجمات اللائي لا تقل شهرة حياتهن الشخصية عن شهرة أعمالهن الفنية، صورها وأخبارها ومشاكلها مع أزواجها واعتناقها مذهب «القابالاه» اليهودي وانتقاد الفاتيكان لها واتهامها بالترويج للفن الفاحش الشهواني، كانت من الشهرة بحيث غطت علي الجانب اللطيف الآخر من شخصيتها سواء كمؤلفة قصص للأطفال أو اهتمامها بتبني طفل فقير من «مالاوي» التي ساهمت في بعض المشروعات الخيرية فيها، من بينها إنشاء ملجأ للأيتام، وحتي بإضافاتها الفنية إلي فن الغناء المعاصر. شهدت طفولتها صدمة وفاة أمها عن عمر 30 عاماً بعد إصابتها بالسرطان، وكان عمر «مادونا» وقتها خمس سنوات فقط، وقد تزوج والدها من مدبرة المنزل، وقد أطلقت لاحقاً اسم «لوردس» علي ابنتها تكريماً لذكري أمها التي ماتت قبل أن تحقق حلم حياتها بزيارة مدينة «لوردس» الفرنسية التي قيل إن العذراء ظهرت فيها عام 1858، وقد درست «مادونا» الباليه منذ طفولتها وانتقلت لاحقاً إلي نيويورك للدراسة الجامعية، وقد ذهبت للمدينة ومعها 35 دولارًا فقط وكانت المرة الأولي في حياتها التي تركب فيها طائرة أو تستقل «تاكسي»، وعملت في عدد من الأعمال المتواضعة وهجرت دراستها الجامعية بعد فترة وواصلت دراسة الرقص لتعيش حياة مضطربة مع بداية شهرتها التي شهدت أيضاً عديد من العلاقات العاطفية غير المستقرة. في الغناء حققت «مادونا» نجاحاً كبيراً كمطربة بوب ومؤلفة أغان وصاحبة إضافة كبيرة في مجال الغناء وهو نجاح جعلها من أكثر المطربات ثراءً ونجاحاً في القرن العشرين، ولكنها لم تقدم أعمالاً ذات قيمة فنية كبيرة إلا مع نهاية التسعينيات حينما أصدرت ألبومها «شعاع من نور» «Ray of Light» الذي حظي بإعجاب الجمهور والنقاد. رحلتها كممثلة سينمائية لم تكن مميزة بقدر رحلتها كمطربة، مثلت مادونا في حوالي 22 فيلماً لم يحظ أغلبها بنجاح جماهيري أو نقدي باستثناء فيلمها «ايفيتا» «Evita» الذي حصلت عن دورها فيه علي جائزة الجولدن جلوب كأفضل ممثلة عن تجسيدها شخصية «إيفا بيرون» زوجة الرئيس الأرجنتيني السابق، والفيلم اقتباس لمسرحية موسيقية كتبها «تيم رايس» ولحنها «أندرو لويد ويبر»، وكان يفترض أن تقوم ببطولة الفيلم المطربة «باربارا سترايسند» في دور «إيفا بيرون» أمام «باري جيب» مطرب فريق البي جيز في دور «شي» قبل أن يذهب المشروع إلي المخرج «ألان باركر» ويرشح «مادونا» و«أنطونيو بانديراس» للبطولة، وقد فازت إحدي أغنيات الفيلم بالأوسكار عام 1996، وبالإضافة إلي محاولاتها في التمثيل قامت «مادونا» منذ عامين بكتابة وإخراج فيلم كوميدي وموسيقي بعنوان «القذارة والحكمة» «Filth and Wisdom» الذي انضم إلي قائمة محاولاتها الدرامية غير الناجحة.