«عالم المندل» عنوان الرواية الجديدة للروائي والمترجم الشاب أحمد عبد اللطيف، والمحرر بجريدة أخبار الأدب، التي تستعد دار العين للنشر والتوزيع، بإشراف الدكتور فاطمة البودي، مديرة الدار، لإصدار الطبعة الأولى من الرواية خلال الأيام القليلة القادمة. في روايته الثانية «عالم المندل»، يقف أحمد عبد اللطيف على حافة عوالم متشابكة، ما بين الفانتازيا والواقعية والحلم، مشيداً عالماً خاصاً ممتلئاً بأشخاص وخيالات وأشباح وأصوات وهمهمات، وتخيّل حكايات وأحداث وبناء تصورات وتفسيرات، كأنه "عالم المندل". تبدو الرواية في مجملها مثل لعبة سردية، تدور في 25 ساعة، وتبدأ قبل زفاف بطلتها بليلة واحدة، فتستعيد بذلك حياتها كاملة، وتتخذ، لأول مرة في حياتها، قراراً تثور به على موروثاتها الاجتماعية. أثناء ذلك، تطرح الرواية أسئلة عميقة حول المرأة، الجمال، الوجود، الأماكن، وترصد البعد النفسي للبطلة، مستندة إلى الموروث الذي تتجادل معه، وتهدمه. غير أن السؤال الأكثر أهمية الذي تطرحه الرواية، والذي يعتبر فكرة العمل التي تلتف حولها الأفكار الأخرى: ماذا لو تغير ما يميز النساء وأصبحن بما يميز الرجال؟! هنا، وبهذه الفكرة الغريبة والجريئة، يختزل المؤلف التراث الجمعي النسائي في بطلته، من خلال حبكة روائية مضفرة من قصص وحكايات أنثوية تطعم العمل وتثريه، طارحاً أسئلة دون تقديم إجابات معدة سلفاً، في إطار سردي سريع الإيقاع، ولغة ناعمة ومتمردة في آن واحد. "عالم المندل" رواية تؤكد على الإطار الأدبي للمؤلف، والذي بدأه برواية "صانع المفاتيح" كما تؤكد على التيار الفانتازي الذي ينطلق منه، ليجعل من الفانتازيا أكذوبة قابلة للتصديق، بل ومنطقة أكثر قرباً لمشاهدة العالم. أحمد عبد اللطيف صحفي وروائي ومترجم شاب، صدرت له رواية واحدة هي «صانع المفاتيح» الصادرة عن دار العين 2010، كما ترجم عدداً كبيراً من روائع أدب أمريكا اللاتينية والأدب المكتوب بالإسبانية، واهتم بصفة خاصة بنقل عدد كبير من أعمال الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو، من أشهرها (الذكريات الصغيرة)، (البصيرة)، (ثورة الأرض)، و(مسيرة الفيل)، بالإضافة إلى ترجمته أعمالا أخرى لكبار الكتاب من إسبانيا وأمريكا اللاتينية، وصدر له مؤخرا «ما جئت لإلقاء خطبة»، وهو الكتاب الذي يضم كل الخطب التي ألقاها ماركيز طوال حياته.