"لا للتمديد .... لا للتوريث... حكمك باطل" كانت هذه هى الشعارات الأولي التي رفعتها الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية في أول مظاهرة لها في مثل هذا اليوم من عام 2004، لم يكن أحد يصدق في هذا الوقت أن الداعين إلى هذه المظاهرة سوف يصلون إلى مبني دار القضاء العالي للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية، ناهيك عن الاستمرار في تأسيس الحركة واعتبار كفاية صرخة الضمير الأولى في وجه مبارك شخصيا ونقل المعركة بشكل مباشر في مواجهة التمديد لمبارك والتوريث لنجله جمال. في مثل هذا اليوم منذ سبعة أعوام كان الهتاف الرئيسي الذي أطلقه أكثر من 200 شخص من القوي السياسية المجتمعة تحت لواء كفاية هو "يسقط يسقط حسني مبارك" والذي أصبح فيما بعد دليلا علي كسر الشعب المصري حاجز الخوف وبداية مرحلة جديدة من النضال في وجه سلطة غاشمة قتلت الحلم والأمل لدي شعب بالكامل. لم يكن غريبا أن يختار أعضاء الحركة المناضل جورج إسحاق منسقا عاما للحركة والكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل أول من قال أن "مظاهرة ال100 ألف كفيلة بإسقاط النظام" متحدثا رسميا للحركة ليؤكدوا أن الشعب المصري بمسلميه ومسيحيه قد توحدوا من أجل إسقاط الديكتاتور والنهوض بمصر إلى المستوى الذي يليق بها. ظل قيادات حركة كفاية يؤكدون على عدة معاني أبرزها أن الحركة هى صرخة ضمير من الشعب المصري وتوجهاتها هي توجهات الشعب عموما من رفض القهر والاستبداد والهيمنة الصهيونية على القرار المصري وأنها إطار جامع مانع لكل القوي الوطنية الرافضة للتعامل مع مصر العظيمة بمنطق العزبة التي يتم توريثها من مبارك إلى إبنه وكذلك التأكيد على نقل المعارضة من مقرات الأحزاب إلى الشوارع المصرية. كفاية أكدت على مفهوم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ولهذا فقد تعاقب علي قيادتها مجموعة من عقول مصر وقاماتها الفكرية والصحفية حيث كان ثاني منسقيها عقب جورج إسحاق المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري ثم الدكتور عبد الجليل مصطفي والدكتور عبد الحليم قنديل ومجدي حسين و محمد الأشقر. نجحت كفاية أن تنقل المعركة إلى الشوارع بكل شجاعة وجسارة ونجح أعضائها أن يكسروا حاجز الخوف عند الشعب المصري عبر الإصرار على مواجهة العصا الأمنية والاعتقالات بكل بسالة وشجاعة، وأثبتت للشعب المصري أن التغيير ممكننا لتنتصر حركة كفاية علي النظام الفاسد لتعلن للشعب المصري في ذكراها السابعة وبعد أقل من عام على قيام الثورة المجيدة أن شعاراتها مازالت كما هى ضد التمديد للحكم العسكري وضد التوريث بالمؤسسة من جنرال إلى جنرال.