يشهد بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب في القاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية، الساعة الخامسة مساء يوم غد الموافق 10 ديسمبر، انطلاق احتفالية خاصة لإحياء ذكرى الأديب العالمي نجيب محفوظ، والتي تنظمها مكتبة الإسكندرية تحت عنوان "إعادة اكتشاف نجيب محفوظ"، بمناسبة مرور مائة عام على مولده، وذلك في الفترة من 10 إلى 31 ديسمبر، وبرعاية إعلامية من مجلة العربي وجريدة أخبار الأدب. يفتتح الاحتفالية الدكتور شاكر عبد الحميد؛ وزير الثقافة، والدكتور عماد أبوغازي؛ وزير الثقافة السابق، والدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية. وقال الدكتور خالد عزب إن الاحتفالية تتضمن معرضًا لصور نجيب محفوظ تمثل مراحل حياته المختلفة، والأفيشات الأصلية للأفلام التي كتب نجيب محفوظ السيناريو لها. وأوضح عزب أن الاحتفالية ستشهد عرض أهم أفلام نجيب محفوظ التي تعتبر علامة في السينما المصرية، بالإضافة إلى عقد ندوات عقب كل فيلم مع نقاد في السينما، مشيرًا إلى أن الاحتفالية ستتضمن معرض لمؤلفات نجيب محفوظ وللكتب التي صدرت عنه وعن رواياته. وأضاف أنه سيتم تقديم برنامج ثقافي متنوع من خلال الاحتفالية، يضم ندوات تتناول نجيب محفوظ من عدة أوجه، وسيرته ورحلته مع الأدب، من خلال شهادات الأدباء والنقاد والمبدعين من معاصري الأديب الراحل ومحبيه، وأيضًا ممن كتبوا عنه وعن رواياته. ويضم برنامج اللقاءات الثقافية مشاركة للدكتور هيثم الحاج بعنوان "قراءات شبابية لأدب نجيب محفوظ"، يوم الخميس الموافق 22 ديسمبر، كما يقدم الأديب محمد جبريل لقاء بعنوان "نجيب محفوظ: صداقة جيلين"، يوم الجمعة الموافق 23 ديسمبر، ويدير اللقاء وائل وجدي. وتشهد الاحتفالية لقاء مع الدكتور صلاح فضل يوم الأحد الموافق 25 ديسمبر حول كتابات نجيب محفوظ، كما يتحدث الأديب يوسف القعيد يوم الأربعاء الموافق 28 ديسمبر عن نجيب محفوظ في المسرح والإذاعة. وتضم الاحتفالية لقاء مع أحمد ابو زيد وفيفيان محمود يوم السبت الموافق 17 ديسمبر بعنوان "ملامح السرد السينمائي"، ويدير اللقاء الأديب منير عتيبه. ويتحدث ابراهيم فرغلي يوم الأحد الموافق 18 ديسمبر في لقاء بعنوان "أبناء الجبلاوي"، ويديره رفيق الدياسطي، كما يناقش شعبان يوسف يوم الثلاثاء الموافق 20 ديسمبر "أولاد حارتنا والنقاد"، ويدير الندوة هشام اصلان. وتشهد الاحتفالية يوم الجمعة الموافق 16 ديسمبر إطلاق كتاب "ببلوجرافيا نجيب محفوظ" لشوقى بدر يوسف، والذي يصدر عن المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية. وينظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية في هذا الإطار لقاء مع الأديب جمال الغيطاني خلال النصف الثانى من شهر ديسمبر، ولقاء آخر مع الأديبين سعيد سالم ومحمد الجمال حول ذكرياتهم مع نجيب محفوظ وليالى سان ستفانو. وتقيم المكتبة على هامش الاحتفالية معرض مواز للدكتور نجيب محفوظ؛ رائد علم أمراض النساء والولادة في مصر والذي سمي الأديب الكبير نجيب محفوظ على اسمه. ويعد الدكتور نجيب محفوظ طبيب مصري وعالم عصامي؛ علَّم نفسه داخل وطنه ونال شهرة عظيمة بالداخل والخارج، وبرع في علوم الطب فكان من كبار الأطباء المصريين عبر التاريخ. ترك محفوظ تراثًا علميًا رفيعًا أهم ما يميزه أنه باللغة العربية، إيمانًا منه بضرورة تيسير العلوم الطبية الحديثة لأبناء وطنه. ويستعرض معرض الدكتور نجيب محفوظ مراحل حياته، حيث وُلِد محفوظ في 5 يناير 1882، في مدينة المنصورة، وكان الابن الثامن للأسرة. والتحق الدكتور نجيب باشا محفوظ بمدرسة الطب في عام 1898، وتخرَّج فيها في يونية 1902، وكان ترتيبه الأول على الدفعة. ويوضح المعرض أهم إنجازات الدكتور نجيب محفوظ، حيث استطاع أن يقنع المجتمع المصري المتدين بضرورة تَقَبُّل أن يكون للمرأة دور في النظام الطبي، وذلك من خلال أن يقتصر التمريض عليها، كما عمل على تثقيف الدايات والمولدات والقابلات. وكان الدكتور محفوظ من أبرز داعمي وزارة الشئون الاجتماعية، في نشاطها حول تنظيم الأسرة ومكافحة الإجهاض، وكان يؤيد تنظيم الأسرة؛ بحيث لا تزيد عن ثلاثة أو أربعة أفراد. وامتلك الدكتور محفوظ قدرة هائلة على التعبير والكتابة، ووضع كتابه "تاريخ التعليم الطبي في مصر" بتشجيع من الملك فؤاد، وقد أَرَّخَ في هذا الكتاب لتاريخ الطب في مصر منذ عهد الفراعنة حتى عصره. وتولى الدكتور نجيب محفوظ العديد من المناصب؛ منها: عضو المجلس الأعلى لجمعية الهلال الأحمر، وعضو مجلس إدارة جمعية رعاية الأطفال المصرية، وعضو مجلس إدارة مستشفي شبرا، والوكيل الأول للجمعية الطبية المصرية، والرئيس الدائم للجمعية المصرية للولادة وأمراض النساء، وعضو مجلس إدارة تاريخ العلوم وشعبة تاريخ الطب. وكان الدكتور محفوظ من أبرز مؤسسي مستشفى الولادة في شبرا، وعمل به ثلاثين عاما متصلة، كما كان الدكتور محفوظ من أكبر المساهمين في إنشاء المستشفى القبطي عام 1926 مع كلٍّ من إبراهيم فهمي المنياوي باشا وإسكندر فهمي جرجاوي من خلال الجمعية الخيرية القبطية التي كان يرأسها آنذاك جرجس باشا أنطون. ويبين المعرض أيضًا الجوائز التي حصل عليها الدكتور نجيب محفوظ؛ ومنها: نيشان النيل عام 1919، ورتبة البكوية من الدرجة الثانية ولقب صاحب العزة عام 1925، ودرجة الماجستير الفخرية في الجراحة من جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا) عام 1930، ودبلوم عضوية الملكية للأطباء بلندن للأطباء الباطنيين عام 1932، وزمالة الكلية الملكية البريطانية للولادة وأمراض النساء سنة 1934، ورتبة الباشوية عام 1937، والزمالة الفخرية لكلية الجراحين الملكية بإنجلترا. حصل محفوظ أيضًا على الزمالة الفخرية للجمعية الملكية الطبية (Hon) F.R.S.M. عام 1947؛ وهي أرفع درجات الطب البريطانية، وزمالة أكاديمية الطب بنيويورك في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وجائزة الجمعية المصرية لتاريخ العلوم عام 1948، وجائزة فاروق الأول (جائزة الدولة حاليًا) عام 1951، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم في عام 1959، كما منح اسمه قلادة الجمهورية من الرئيس السادات عام 1979. وفي عام 1950 تألفت لجنة برئاسة الدكتور إبراهيم شوقي باشا لتخصيص جائزة باسم الدكتور محفوظ؛ لتشجيع البحوث في علوم أمراض النساء والولادة، وتُمنَح لمن يقدم أحسن بحث نُشِر أو أُعِدَّ للنشر خلال السنتين السابقتين على التاريخ المحدد لمنح الجائزة، وقد استطاعت اللجنة جمع ألفين جنيه للجائزة، اكتتب الدكتور محفوظ هو وأسرته ألفًا منها.