الكاتب و المفكر الكبير د. علاء الاسواني كتب مقالة في غاية الاهمية بعنوان كيف تقضى على الثورة فى ست خطوات...؟! بتاريخ 2 اغسطس من هذا العام. من يعيد قراءة المقال الآن و نحن في اوائل شهر ديسمبر اي بعد اربعة اشهر من نشرها واستعراض الاحداث بدقة و بموضوعية بدءا من 11 فبراير الى الآن خاصة بعد احداث ماسبيرو ثم المرحلة الثانية من الثورة قي تاريخ 19 نوفمبر لن يجد ادنى صعوبة في مطابقة واقع الاحداث مع ما ذهب اليه الاسواني في مقالته وذلك بالرغم ان الكاتب اختتم المقال انه فكرة راودته عند قراءة تاريخ الثورات في جزر القمر ولاعلاقة لمقاله بما يحدث الآن في مصر بتاتا. فليسمح لى المفكر الكبير باعادة سرد الخطوات الستة : أولا: احتفل بالثورة والعن الديكتاتور المخلوع ثانيا: احتفظ بالنظام القديم كاملا ثالثا: اترك أحوال البلد تتدهور حتى تصل إلى الحضيض.. رابعا: اضرب وحدة الثوريين وفرق بينهم خامسا: حاصر الثوريين وشوِّه سمعتهم.. سادسا: وجه ضربتك القاضية بعد قراءة المقال في تاريخ 2 اغسطس تساءلت في هذا التاريخ : نحن في اي مرحلة؟ وتيقنت اننا بين الخطوة الرابعة و الخامسة. حيث كان البيان التاريخي للقوات المسلحة بتخوين حركة 6 ابريل واتهامهم صراحة بالوقيعة بين الجيش والشعب في تاريخ 23 يوليو في ضربة قوية لاحد اهم ماكينات الحركة الثورية في 25 يناير . لم يكن تصريحا او تعليقا و لكنه كان بيان من القوات المسلحة بتاريخ 23 يوليو وهل ادري كان اختيار اليوم مقصودا لتذكيرنا ان شرعية يوليو هى الحاكمة و ليست شرعية ثورة 25 يناير وكم كنت متوجسا ان يصحب هذا البيان اعلان "عسكري" وليس "دستوري" هذه المرة ان كل من فجروا ثورة 25 يناير هم عملاء لامريكا و ايران وحزب الله وقاموا بخداع باقي المواطنين الشرفاء الذين ساندوهم بالملايين . لكن ربنا سلم !! ثم توالت الاحداث وكنت مترقبا للخطوة الخامسة والسادسة. فكانت احداث ماسبيرو والتى راح ضحيتها فوق العشرين قتيل نصفهم دهسا تحت مدراعات الجيش بسبب حالة الفزع التي انتابت سائقي المدرعات حسب ما ورد في المؤتمر الصحفي. وسألت نفسي هل حادث ماسبيرو يمثل الخطوة السادسة؟ لم اجد اجابة مقنعة حيث اختلطت الروايات ثم ان الحادث كان له بعد طائفي اكثر منه ضربة قاضية للثورة. فقلت ان هذا الحادث يمثل المرحلة بين الخطوة الخامسة والسادسة وتم اعتقال الناشط السياسي المعروف علاء عبد الفتاح و احد اسود الثورة من قبل و من بعد 25 يناير في تطابق واضح مع الخطوة الخامسة. ثم ظللت مترقبا للخطوة السادسة حيث ان الخمس خطوات السابقة لم تخيب. ثم كانت احداث 19 نوفمبر حيث شاهدنا اسلوبا قمعيا ووحشيا لقمع عدد قليل من اهالي الشهداء و مصابي الثورة باسلوب غيرر مبرر وغير مفهوم ثم احتلال الميدان و سحب القوات مرة أخرى لاجتذاب المزيد من الثوار و القضاء عليهم وتم استخدام هذه المرة قنابل غاز مختلفة عن التي تم استخدامها في بداية الثورة. ايقنت وقتها ان جميع ملابسات احداث 19 نوفمبر والايام التالية تتطابق مع الخطوة السادسة و هي الضربة القاضية حيث كان المخطط هو كسر شوكة الثورة والثوار بحيث لا تقوم لها قائمة مرة أخرى . الذي حدث كان مخالف للتوقعات حيث ثار الثوار الاصليين ونزلوا بمئات الآلاف في مختلف ميادين مصر للدفاع عن عرضهم و عرض الثورة التي تتعرض للاغتصاب. اختلافي مع الكاتب الكبير على ان النهاية ليست القضاء على الثورة فقط كنهاية للمخطط و لكنها خطوة هامة في مشوار اهم و هو اعادة احياء واستنساخ مبارك جديد بشكل جديد و اسم جديد. مازالت هناك اربعة خطوات تالية لاستكمال المخطط للوصول الى النهاية السعيدة: سابعا : اجراء الانتخابات في موعدها مع خطة تأمين عالية المستوى عكس ما يظن البعض وغلق كل منابع البلطجية الهائمين في شوارع مصر بلا رابط منذ بداية الثورة واعطاء اوامر صارمة برجوع البلطجية الى جحورهم وقت الانتخابات لحين انتظار أوامر اخرى. ثامنا : تدشين حملة اعلامية مركزة لتجميل صورة المجلس العسكري داخليا و خارجيا والاحتفال باول انتخابات نزيهة في تاريخ مصر منذ الفراعنة (وقد قالها رئيس اللجنة العليا للانتخابات) . واذابة مصطلح المجلس العسكري داخل القوات المسلحة و الجيش بحيث يصبح انتقاد سياسيات المجلس العسكري تطاول على المؤسسة العسكرية. تاسعا : تشجيع ضمنى لمظاهرات داعمة للمجلس العسكري بحيث يتم تحويل الثورة الى "وجهة نظر" (صاحب هذا المصطلح هو د.الاسواني) وتصبح مظاهرات العباسية "وجهة نظر " اخرى ايضا!. مع تشكيل مجلس استشاري يمثل "القوى السياسية" من بعض مرشحي الرئاسة و رؤساء الاحزاب و بعض الرموز السياسية المؤيدة لبقاء المجلس مع كامل احترامنا لهم و افتراض حسن النوايا، بحيث يصبح السؤال : "من هؤلاء المعتصمين والمتظاهرين في ميدان التحرير و من يمثلوا"؟ ومحاولة تثبيت وترسيخ مفهوم ان هؤلاء لايمثلوا الشعب و لايمثلوا القوى السياسية! فمن هم اذن؟ وبتم تصفيتهم وحصارهم معنويا و اذا لزم الامر تهديد بقايا الناشطين وخطفهم ثم رميهم في الصحراء عاشرا : و هى الخطوة الاهم و الاخطر : تجهيز العريس او الوريث الجديد و هو رئيس جديد له مواصفات خاصة ومحددة بدقة ويكون نسخة منقحة من مبارك يحافظ على النظام كاملا قدر المستطاع مع بعض عمليات التجميل الشكلي ويحظي بقبول من القوى الفاعلة في البرلمان والاهم يضمن للمؤسسة العسكرية الرجوع الى ثكناتها بنفس وضع ما قبل 25 يناير بكل الصلاحيات و الامتيازات و النفوذ . وبهذا تنتهي الثورة تماما ويتم عودة نظام مبارك كاملا بنيولوك و يتم تسليم مفتاح صنوق مصر الاسود الي مبارك الجديد ليحافظ على الصندوق كما هو . اما قصة نزلاء طرة فسرها سيظل داخل الصندوق الاسود فربما تكون له خطة اخرى سنعرفها لاحقا . يبدو اننا ما زلنا نعيش في جزر القمر