رئيس حكومة تل أبيب الأسبق : باراك قام بتضليلي وإعطائي معلومات خاطئة حول خسائر الجيش الإسرائيلي إيهود أولمرت اعترف إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بفشل الحرب التي شنتها حكومته على قطاع غزة في يناير الماضي وراح ضحيتها الآلاف من الفلسطينيين ما بين قتيل وجريح فيما يعرف بعملية "الرصاص المصهور" مؤكدا أن هدف الحرب الرئيسي وهو إسقاط حكومة حماس لم يتم . وجاء اعتراف أولمرت في كتاب قام بتأليف ويصدر قريبا يستعرض فيه روايته حول الحرب وفترة توليه رئاسة الحكومة خلالها كاشفا عما أسماه بعض الأسرار عن الرصاص المسهور ، ويخلص فيه إلى أن الحرب لم تحقق هدفها الرئيسي بإسقاط حكومة حماس متهما وزير دفاع إيهود باراك ويتهم وزير الأمن بتضليله والتسبب في نتائج العملية .
ويؤكد رئيس الحكومة السابق من خلال كتابه أن الهدف الرئيسي من الحرب كان إسقاط حكومة حماس وهو ما لم يتم ، مؤكدا أن تعرض لعملية " تضليله في المعلومات" من قبل باراك حول عدد الخسائر المتوقع أن يتكبدها الجيش الإسرائيلي في حال استمرار الحرب، ودخول الجيش إلى قلب مدينة غزة، أو السيطرة على محور فيلادلفي الحدودي بين القطاع ومصر. وأشارأولمرت إلى قيامه هو ووزير دفاعه بوضع جدول زمني للحرب كان يتضمن تحقيق هدفها وهو إسقاط حماس في وقت قصير ومن خلال سقوط اقل عدد من الضحايا المدنيين ، لكنه اكتشف وهو في مسرح العمليات ما أسماه "التلاعب بالمعلومات" قائلا : قررت الاستمرار بالحرب بعد وصول المعلومات التي تلاعبوا بها حيث رأيت أن عدد الضحايا ما زال صغيرا وأن فترة الحرب قصيرة فقررت إكمال الحرب حتى إسقاط حماس والإفراج عن الجندي الأسير لديها جلعاد شاليط .
وأضاف : كنا مصممين على انتهاز هذه الفرصة التي لن تتكرر أبدا وإسقاط حركة حماس نهائيا والى الأبد، ولكن مع استمرار الحرب لأيام طويلة قررت إيقافها والتراجع رغم عدم تحقيق هذا الهدف موضحا أن خلافًا حادا نشب بينه وبين باراك ورئيس الأركان جابي اشكنازي حول إيقاف الحرب وحول التلاعب في المعطيات التي كانت تصل إلى مكتب رئيس الوزراء. من جانبها قالت يديعوت أحرونوت أن أولمرت قرر إنهاء الحرب بعد سقوط عدد كبير من المدنيين على الرغم من معارضة باراك وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية وقتها نظرا لأن الجيش لم يعد متلهفا للحرب وخوفًا من التحقيق معه ، لافتة إلى أن رئيس الحكومة السابق كان يخشى تشكيل لجنة تحقيق أخرى على غرار لجنة "فينوجراد" التي شكلت مع انتهاء الحرب على لبنان عام 2006 وأن يتم التحقيق معه مرة أخرى ولذلك قرر إنهاء الحرب رغم عدم تحقيق أهدافه المرجوة منها.