تتنوع طقوس الفنانين في قضاء أجازة عيد الأضحى ما بين الانشغال بتقديم ومتابعة أعمال فنية لهم , أو الابتعاد عن ضعوط العمل والاستمتاع بعطلة عائلية خاصة, وسط الأهل والأقارب. ويحمل العيد ذكريات بصور مختلفة الفنانين, منها فرحة الطفولة فى الاحتفال بالعيد و ذبح وتوزيع الأضاحى فى جو من التواصل الأسرى والدفء العائلى الذي يفتقده الفنانون بسبب انشغالهم طوال العام بأعمالهم الفنية. الفنان الكبير عادل إمام أكد أنه يستعد لقضاء أجازة العيد مع أسرته في منزله خاصة بعد ابتعاده عنهم لفترة طويلة قاربت 40 يوما قضاها في لبنان لتصوير المشاهد المتبقية له من مسلسل " فرقة ناجي عطا الله ". وقال إمام إن العيد في مصر له طعم خاص ومختلف عن اي بلد في العالم لأن به جو من الألفة والمحبة لا توجد في أي مكان أخر. أما راندا البحيري فقالت إنها تعتبر العيد بمثابة أجازة لها من العرض المسرحي " في ايه يا مصر " الذي تلعب بطولته , وقالت أنها تعرضت لإرهاق شديد في الفترة الأخيرة لتواصل تقديم المسرحية فترة طويلة وقالت أنها ستقضي العيد مع والدتها وأبنها ياسين. أما الفنان أشرف عبد الباقي قال إنه يحرص علي تأدية صلاة العيد ثم يقوم بالذبح بعدها , وأكمل أنه يفكر جديا في السفر إلى العين السخنة لقضاء فترة العيد هناك مع زوجته وأولاده في جو من الهدوء وبعيدا عن أي شئ فني. من جانبه يحرص المطرب محمد منير دائما على السفر إلي بلده أسوان فهي عادة لا يغيرها ابدا كل عام , لأنه يحب أن يتواجد كل عيد وسط أسرته واخواته وأبناء اخواته لأن يشعر معهم بجو من الألفة والمحبة ويحب دئما أن يقضي العيد في اسوان لما لها من جو يختلف عن أي مكان أخر. أما الفنان محمود الجندى فقال إنه يحرص على ذبح الأضحية وقضاء الساعات الأولى من العيد مع أبنائه , غير أنه سيتوجه خلال هذا العيد إلى محافظة كفر الشيخ ومدينة المحلة للمشاركة مع الفنان محمد نجم في تقديم عرض مسرحي هناك. فى حين تتوجه الفنانة اللبنانية مادلين طبر إلى بيروت خلال عيد الأضحى لزيارة أقاربها وأصدقائها, بينما لفتت الفنانة ريم البارودى, إلى أنها ستستقبل, خلال الأجازة, بعض أصدقائها اللبنانين لتقضى العيد معهم فى مصر دون أن تحدد وجهتها. ويؤكد الفنان القدير عبد العزيز مخيون حرصه على قضاء العيد كل عام في مسقط رأسه بعزبة مخيون قرية أبو حمص بمحافظة البحيرة وسط الأهل والأقارب, كما يحرص على نحر أضحية العيد بنفسه وتعليم هذا لأولاده. وقال مخيون " علمني والدي أن أذبح الأضحية بنفسي, والآن ومع تقدم السن اكتفي بعملية النحر الأولى وأترك للجزار باقي مهام الذبح من سلخ وتقطيع, وأنا أعلم هذا لأولادي. وتعجب مخيون من إهمال الأباء تعليم أبنائهم هذه القيمة , وكذلك ما يسمعه عن نفور البعض وأولادهم من المشاركة في عملية الذبح بتبريرات غير منطقية , وقال "هذه عبادة وشىء نتقرب به لله , أما التأفف من مشهد الذبح والدم وعدم مشاركة الأطفال في توزيع اللحوم على الأهل والفقراء كما كنا نفعل فهو أمر دخيل على مجتمعنا وسببه الثقافة التي تنشرها المدارس الأجنبية في مصر ". وأعرب مخيون عن رفضه محاولات بعض المرشحين للانتخابات البرلمانية المرتقبة استغلال مناسبة العيد في الدعاية لأنفسهم عبر ذبح الأضاحي وإقامة مهرجان دعائي عليها, وقال " هذا نفاق ظاهر وإهانة للناس , لكن الشعب أذكى منهم جميعا , وسيعطي صوته لم يستحق وليس لهؤلاء المنافقين ". أما السيناريست تامر حبيب فإنه يتنتظر عيد الأضحي كل عام لأخذ أجازة طويلة من العمل والالتقاء بعائلته التي يمنعه إنشغاله بالعمل عن زيارتهم أغلب فترات السنة. ويتبع تامر حبيب كما يقول طقوسا خاصة فيما يتعلق بذبح الأضحية إذ أنه يفضل أن يكون هذا الأمر في ثاني أيام العيد وليس في اليوم الأول كما يفعل الجميع. وأوضح انه يتفرغ في اليوم الأول للصلاة وزيارة الأهل والأصدقاء وعدم إضاعته في عملية الذبح التي تسغرق اليوم تقريبا بسبب انشغال الجزارين بذبح الأضحيات. ونفى حبيب أن يكون من محبي أكل اللحوم الدسمة والوجبات الثقيلة في العيد , وقال " الناس تعتقد خطأ ربما بسبب مظهري أنني أكول ولا أترك في العيد أي نوع من اللحوم , والحقيقة أني وبشكل عام مقل في أكل اللحوم حتى لا يزيد وزني أكثر ". وأعرب حبيب عن أمله أن تؤدي أجواء القلق التي يشعر بها المصريون بعد الثورة , إلى عودة التضامن بين الناس والسؤال عن الأهل والأصدقاء وإنهاء الخصومات , وتذكر صلة الرحم , وقال " الناس نسيت ثقافة العيد من زمان , وأتمنى إن يعيد العيد الي المواطنين جو الود والحب بعضهم البعض ". وتوقع السينارست تامر حبيب أن تتحول صلاة العيد وشوادر الذبح هذ العام إلى ساحة للدعاية الانتخابية لمرشحي انتخابات مجلس الشعب, وقال " رغم آملي أن تختفي مسألة استغلال دور العبادة والمواسم الدينية للدعاية الانتخابية , لكني متيقن أن المرشحين لن يتركوا هذه الفرصة وسنرى ربما أكبر عملية للدعاية الانتخابية من الجميع وليس من مرشحي التيار الإسلامي وحدهم". بدورها قالت الفنانة علا غانم انها ستتوجه الى مدينة شرم الشيخ فى عيد الاضحى المبارك مؤكده انها تعشق السفر فى الاعياد لكونها تشعر بجو من البهجة والاختلاف عن الايام العادية. وأكدت علا حرصها منذ سنوات على السفر فى الأعياد إلى المدن الهادئة بعيدا عن الزحام, مشيرة إلى أنها قررت السفر إلى شرم الشيخ هذا العام وقضاء العيد هناك مع أسرتها مضيفة أنها تشعر بفرحة شديدة لقدوم عيد الأضحى المبارك وهو نفس الشعور الذى كان يلازمها عندما كانت طفلة. من جانبه , أكد الفنان طلعت زكريا أنه سيقضى أجازة العيد فى منزله , ووسط أسرته وأصدقائه وأنه فى السنوات الماضية كان دائما يشارك فى عروض مسرحية فى الأعياد مما كان يحرمه من زيارة أقاربه وأصدقائه ولكن هذا العام اختلف الوضع وأصبح هناك فرصة لالتقاط الأنفاس والشعور بالعيد الذى سيكون مختلف. وقال طلعت زكريا إن العيد فرصة كبيرة للتصالح مع النفس كذلك فرصة للتواصل مع الناس خاصة بعد الاحداث التى اعقبت ثورة 25 يناير وادت الى وجود خلافات شديدة بين شرائح المجتمع المصرى لذا سيكون عيد الأضحى فرصة للتصالح ونبذ الخلافات. أما الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد, فقال إنه يقضى العيد فى منزله ويعكف على مشاهدة التلفزيون الذى يتميز بمذاق خاص وجاذبية فى العيد. ولفت حامد إلى أن الشعب المصرى يشعر بسعادة بالغة لقدوم العيد وظهور إيجابيات عديدة , متنمنيا أن تستمر طوال العام مثل التسامح والعطف ومساعدة الفقراء. وفي السياق ذاته , قالت الفنانة نشوى مصطفى إنها تحتفل بعيد الأضحى مع أقاربها فى حى شبرا, حيث أصدقاء الدراسة والطفولة, مضيفة أنها تشعر بالسعادة بين أهالى شبرا , حيث يحتفل الأقباط مع المسلمين بالعيد , فى مشهد يعبر عن الشعب المصرى. وأشارت إلى أنها تشارك أقاربها فى إعداد الفتة باللحم الضأن, حيث يجتمع كافة أفراد عائلتها فى منزل الأسرة بحى شبرا. أما الفنان سمير غانم فيمثل عيد الأضحى له أهمية كبيرة لأنه يرجعه دائما إلى ذكريات قديمة عزيزة عليه لاتزال عالقة بذهنه وفكره رغم مرور العديد من السنوات ورغم اختلاف الأيام والزمن ومن هذه الذكريات " الأضحية " والفرحة التى تغمرهم وهم يحيطون بالخروف ويداعبونه قبل أن يأتي الجزار الذى يقوم بمهمته فى ذبحه ويلتفون حوله لرؤية مايفعله.ويقضى هذا العيد فى منزله وسط أسرته الصغيرة والتى تتكون من إبنتيه دنيا وإيمى وزوجته الفنانة دلال عبد العزيز. الفنان أحمد عيد له طقوس خاصة جدا في العيد حيث يحرص على قضاء العيد في قريته المنزلة التي تقع في محافظة الدقهلية. ويقول أحمد " أحرص يوم العيد على أن يكون كل شيء جديدا سواء الملابس أو الساعة أو النظارة مشيرا إلى انه حرصه كذلك على فعل معظم الأشياء التي كنت أفعلها في طفولتي ولكن الشيء الوحيد الذي تغير هو أنني أصبحت أنا الذي أدفع العيدية بعد أن كنت أحصل عليها.