المشاهد للقنوات الفضائية السعودية التي تنقل الصورة مباشِرة من الأراضي المقدسة؛ لا يملك إلا أن يلهج لسانه بالتسبيح والتهليل و يردد: اللهم زد هذا البيت تكريما وتعظيما، فملايين المسلمين من كل فج عميق أتوا إلى مكة لأداء الحج، والمنظر من السماء غني عن أي تعبير.. إذن .. نحن أمام مليونية بجد ! لا كمليونيات ما بعد الثورة التي لم يكمل عدد من شارك في أي منها المائة ألف، والتي ربما لم تثمر حتى الآن ما حلُم به الثائرون، اللهم إلا خلع الرئيس السابق ومحاكمة أقطاب نظامه البائد.. حين تقرأون هذه الكلمات؛ أكون بإذن الله عند بيت الله الحرام أؤدي فريضة الحج؛ ولأننا جميعا في مصر وفي الدول الثائرة من حولنا نتمنى أن نرى ثمار ثوراتنا ناضجة؛ أدعوكم إلى اعتبار حج هذا العام مليونية للدعاء.. ولنردد بكل ما فينا تضرع واستغاثة بالله تبارك وتعالى، وندعوه بأسمائه الحسنى التى أمرنا سبحانه أن ندعوه بها، في كل صلاة في صعيد عرفات، أو في مزدلفة أو في منى أو في بيته العتيق، أو في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو في أي بقعة من بقاع الأرض يُذكر فيها اسم الله تعالى، ويُتوجه إلى قبلته؛ الكعبة المشرفة،
اللهم أنت البر الرحيم؛ فزد يا ربنا في برنا لآبائنا وأمهاتنا، وارحمهم وارحمنا يا أرحم الراحمين اللهم أنت الفتاح العليم؛ فافتح علينا وعلى بلادنا بركات من السماء، وآتنا من العلم ما نصلح به أحوالنا وأحوال بلادنا اللهم أنت مالك الملك ذو الجلال والإكرام؛ فآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وأكرمنا يوم نعرض عليك يوم القيامة. اللهم أنت الحكم العدل؛ فلا تؤاخذنا بما فعل السفهاء والمجرمون والطغاة منا، وأمض فيهم حكمك وقضاءك، واقتص لنا منهم، ولا تول علينا بعدهم من لا يؤمن بك فلا يرحمنا، أو من لا يخشاك فينا . اللهم أنت الرزاق ذو القوة المتين، فارزقنا القوة على تغيير ما بأنفسنا؛ فيحق لنا وعدك أن تغير ما بنا. اللهم أنت السميع البصير؛ فاسمع دعاءنا فأنت البصير بأحوالنا ومآلنا، وإنا لا ملجأ لنا إلا إليك اللهم أنت العزيز الحكيم؛ فاقسِم لنا على أعدائنا قوة وغلبة ونصرا لا ننحني بعدها أبدا إلا لك، ولا يقوم منها أعداؤنا أبدا بعدها، بقوتك الغالبة، وحكمتك البالغة، وعلمك الكامل، أنصر شعبنا على أعدائه أعداء ثورته، مريدي الإيقاع بهويته، اللهم أنت الغفور الشكور؛ فلا نرجو في أيامنا هذه إلا غفرانك، وأن تكتبنا برحمتك في عبادك الناجين من عذاب النار. اللهم أنت اللطيف الخبير؛ خبرتنا وخبرت أحوالنا وظروفنا، ما ظهر منها وما بطن، فالطف بنا يا ربنا في قضائك وفي قدرك. اللهم أنت الحليم العظيم؛ سبق حلمك غضبك وسبقت رحمتك عذابك، وطغت عظمتك على من سِواك، فاغفر لنا ما بدر منا، ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. اللهم أنت الجبار المتكبر؛ فاكسر بجبروتك كل الطغاة المتكبرين، وأرنا فيهم يوما لا يرد فيه قضاؤك عليهم بالذل والعار وسوء النهاية. اللهم أنت الودود المجيد؛ فأنعم علينا يا مولانا بنعمة حبك وحب من يحبك، وأعد الحب إلى شعبنا وإلى ربوع بلادنا، وأفِض على عبادك بالعطايا والمجد والرفعة بين الأمم. اللهم أنت المنتقم العفوّ؛ فاعف عنا، وتجاوز عن زلاتنا وخطيئاتنا، وانتقم اللهم ممن ظلمنا وقتل شبابنا، وسرق مستقبل أبنائنا، واقتسم هو وأذنابه ثرواتنا اللهم أنت النور الهادي؛ فنوّر بالهدى والإيمان حياتنا، واهدنا إلى طريق النور والرشد والفلاح. اللهم أنت الرشيد الصبور؛ فهيئ لنا من أمرنا رشدا، وأفرغ علينا صبرا على النوائب والمصائب، وأعنا على مشكلات ما بعد ثورتنا.
اللهم أقل عثرة بلادنا، وول علينا من يصلح شؤوننا، اللهم ولّ علينا من يقيم العدل بيننا، اللهم يا خالق السماوات والأرض أنت ولينا في الدنيا والآخرة؛ أصلح أمورنا، ووسع ببركات من عندك ضيق صدورنا، وفرج همومنا وكروبنا، اللهم قنا شر أنفسنا وشر من يحيط بنا، وشر القوى التي تريد إهلاكنا، اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى، اللهم بحق بيتك الحرام جنبنا الحرام في حياتنا، واملأ بالحلال أيامنا ... آمين آمين آمين. إسلمي يا مصر