من المتوقع أن ينهي حلف شمال الأطلسي "الناتو" اليوم - الاثنين - عملياته داخل الأراضي الليبية ، بعد أن صوت مجلس الأمن التابع لهيئة الأممالمتحدة الأسبوع الماضي وبالأغلبية لصالح إنهاء جميع العمليات العسكرية الدولية. وكان مجلس الأمن خول في مارس المنصرم الدول الغربية استخدام "كل الوسائل الضرورية" لحماية المدنيين الليبيين، وذلك عقب استخدام نظام العقيد "معمر القذافي" القوة المفرطة لقمع المحتجين ضد نظام حكمه. وقال "آندرز فوغ راسموسن" - الأمين العام للحلف - إن عملية حماية المدنيين الليبيين - التي أطلق عليها عملية "الحامي الموحد Unified Protector - تعتبر واحدة من أنجح العمليات في تاريخ الحلف. وقد انطلقت العملية مساء التاسع عشر من مارس، عندما كانت القوات الموالية للقذافي تقترب من مدينة بنغازي التي كانت بقبضة الثوار. وما كان للحلف أن ينجح في مهمته لولا الدعم القوي الذي توفر له من جانب الآلة العسكرية الأمريكية. وقد نفذ طيران الحلف أكثر من 26 ألف طلعة جوية فوق ليبيا، 10 آلاف منها قتالية دمرت خلالها أكثر من ألف دبابة وآلية وقطعة مدفعية أضافة إلى منظومة السيطرة والقيادة التابعة لنظام القذافي. وقال "راسموسن" إن قوات الحلف حالت دون وقوع مجزرة، وأنقذت حياة العديد من الليبيين، مضيفا : "لقد خلقنا الظروف التي أتاحت للشعب الليبي تقرير مصيره بنفسه". إلا أن مراسل بي بي سي "جوناثان بيل" يقول إن القوى الغربية ستبقى في ليبيا لفترة طويلة رغم الإعلان الرسمي عن انتهاء مهمة الحلف. وكان مجلس الأمن قد قرر إنهاء المهمة رغم دعوة المجلس الوطني الانتقالي الليبي الحلف بمواصلتها. وكان مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة قد قال إن المجلس الوطني الانتقالي يحتاج إلى المزيد من الوقت لتقييم احتياجات البلاد الأمنية، ولكن الدبلوماسيين أصروا وقتها أن مهمة حماية المدنيين قد نفذت بنجاح، وأن أي تعاون أمني مستقبلي يجب التفاوض بشأنه بشكل منفصل.