أثارت كلمة المستشار (مصطفى عبد الجليل) في حفل اعلان التحرير الكثير من الكوامن والهواجس، وهو ما اضطر أعضاء في المكتب التنفيذي للبحث عن مبررات علها تخفف من حدة الجدل كقول القائل "المستشار تحدث بعفوية" ، " هو لا يقصد هذا"، وما أعقب ذلك من عقد مؤتمر صحفي للتصحيح. هذه الحادثة وما تلاها من الطلب الذي تقدم به المستشار للنيتو بتمديد مهامه شهرين في حين طلب (الترهوني) التمديد لشهر يجعلني أطرح جملة من الأسئلة أراها مشروعة مثل : هوية الدولة وشكلها: من يقرره؟ وكيف يتم هذا؟ هل هي دولة إسلامية؟ أم مسلمة؟ أم مدنية؟ أم ديمقراطية؟ وما الفرق بين هذه المصطلحات وما المقصود بكل منها؟ فهل يريد الليبيون دولة إسلامية ومن نماذجها إيران والسعودية!! أم دولة مسلمة كماليزيا واندونيسيا!! فهل يقصد الساسة ومن يتصدر للشأن العام بقولهم مدنية حكما نقيضا للحكم العسكري؟ أم يقصدون به نقيض الدولة الدينية؟ وماذا يقصدون بمصطلح الديمقراطية ؟ هل حكم الأغلبية أم حكما توافقيا أم وأم؟ ثم ماذا يقصد بقولنا الشريعة الإسلامية؟ هل يعنون الإكتفاء بما هو معلوم من الدين بالضرورة؟ أم سيتوسعون ويدخلون اجتهادات الفقهاء ضمن معنى الشريعة الملزمة؟ وفي هذه الحالة من يرجح قول فقيه على آخر؟ ومن يجزم أن كل جيلنا اليوم متمسك بقضية المذهبية ؟ وكيف سنلزم الناس برأي فقهي محدد وهو ما رفضه الإمام مالك في قصة مشهورة ؟ والسنة النبوية المطهرة أي جزء منها نعني بالشريعة ؟ هل ما تواتر عنه فقط وكان قطعي الدلالة قطعي الثبوت، أم سندخل الآحاد وما كان ظني الدلالة ظني الثبوت؟ ماذا فعل المستشار قام بترجيح رأي فقهي في مسألة تعدد الزوجات وقرر أنه يمثل الشريعة الإسلامية وإذا أضفنا لهذا تصريحه لقناة فضائية أن الله سخره لأداء هذه المهمة العظيمة ، فهل نحن أمام مقولة (الحاكم ظل الله في الأرض)، وهل سنعيد إنتاج (أنا الدولة والدولة أنا) ونعيش قول الحق سبحانه وتعالى على لسان فرعون ( ما أريكم إلا ما أرى) ، ما ضر المستشار لو قال : "أطلب من مجلس الافتاء ومجلس القضاء وكل مختص في الشريعة والقانون عقد ورش عمل ومراجعة القوانين وتحديد أيها مخالف للشريعة" ، وحتى هذه العبارة سابقة لآوانها لأن شكل الدولة والمقصود بمصطلح الشريعة لم نتفق عليه كليبيين في شكل استفتاء عام. ثم لماذا اختار قضية تعدد الزوجات كتدليل على فائدة تطبيق الشريعة وماذا عن أسئلة تؤرق الناس وتجعلهم يتخوفون من كلمة (إسلامي) بفضل الضخ الإعلامي ما موقف الدولة الإسلامية من : الفنون رسما ونحتا وتمثيلا وغناء ، ما موقفها من تولي المرأة المناصب القيادية وحق العمل والمجالات المسموح لها بالعمل فيها والتعليم والزي والتسوق وقيادة السيارة ومشاركتها في الشأن السياسي وكيف نحل معضلة صوتها عورة ! وما مفهومها لتطبيق الحدود الشرعية؟ وكيف ستطبق؟ المسألة الأخرى التمديد للنيتو : لم يكلف المستشار خاطره ويقول للشعب ما هي مبررات هذا الطلب؟ ولم نعلم أنه أجرى مشاورات مع شركاءه في الوطن ولو على مستوى المجالس المحلية ؟ ولماذا شهرين وليس شهرا ؟ وما هي الأخطار التي تحيق بنا لنطلب التمديد؟ أخيرا ترى لو لم يطلب الغرب توضيحات حول ما جاء في كلمة المستشار يوم التحرير الذي لم يعلنه هل كان سيبادر ويعقد مؤتمرا صحفيا للتوضيح ؟ وهل الحرص على ارضاء الغرب تحت أي مبرر أهم وأولى من الشعب الليبي. مقتل (معمر القذافي) أسفر عن أسئلة أخرى تتعلق بذات الموضوع، فهل مات القذافي كافرا أم مسلما؟ مفتي الديار اعترض في البدء على الرأي القائل بإلقاء جثة معمر في البحر وطالب أن يعامل معاملة إسلامية ؟ وهدا يعني أنه مسلم ؟ ثم غير فتواه وقال إنه كافر؟ وهذا يعني ألا يصلي عليه أحد؟ ثم عادج وقال يصلي عليه أمثاله ؟ وفي الفقه بسط لهذه المسألة حكم الكافر، المسلم العاصي، المسلم الورع؟ فإن كان كافرا لا يصلى عليه ؟ وإن كان مسلما عاصيا فيصلي عليه أمثاله؟ فهل المفتي حكم وفقا للشريعة أم بحسب مقتضيات السياسة ؟ وكم يا ترى سيتكرر هذا الموقف؟