لم يعلن البابا "شنودة الثالث"، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، ربما لأسباب سياسية عما دار فى اجتماعه مع رئيس المجلس العسكري المشير "حسين طنطاوى"، منذ أيام، حول أحداث ماسبيرو. لبابا الذى اعتاد لقاء مرتادى الكاتدرائية ، رفض الإجابة عن أسئلة الجمهور في عظته، حول الاجتماع ، هذا الرفض أثار حفيظة بعض ممن يُحسبون على التيار العلماني المسيحي، ومنهم أمين عام الجمعية المصرية للتنوير "إسحاق حنا"، الذي قال "للدستور الأصلي" أنه على البابا أن يخرج من دائرة التمثيل السياسي للأقباط لدى السلطة، لأنه يضر بالكنيسة والأقباط معا ، وأضاف "حنا"، : "ما دام وافق البابا على لقاء المجلس العسكري في شأن يخص رعاياه، فعليه على أن يجيب عن أسئلتهم، لأن معرفتهم بما دار في الاجتماع حق لا منحة". لافض "حنا" أن يكون البابا شنودة ممثلا سياسيا له في أي قضية مع الدولة، مشيرا إلى أن البابا لا يجوز له أيضا، أن يعقد صفقات سرية مع الدولة، لأن في هذا ضررا بحق الأقباط في المواطنة. كلام "حنا" لم يوافق عليه منسق التيار العلماني القبطي "كمال زاخر"، رافضا أن يتحدث البابا في السياسة، وقال : "يا ليت البابا لا يتحدث في الأمور السياسية إطلاقا" ، وأوضح أن ما فعله كان صوابا ، مطالبا في الوقت نفسه بإلغاء "عظة الأربعاء"، وأشار إلى أنها تثير مشكلات يفتعلها الإعلاميون. كانت عظة البابا، مساء أمس، مقتضبة للغاية، ورفض الحديث فيها عن أي شأن سياسي، وأكد خلالها تنظيم مولد "مارجرجس" في قرية الرزيقات بالأقصر، رافضا تأجيله بسبب أحداث ماسبيرو ، كما شهدت العظة رفض البابا زواج الأرثوذكسي من مسيحية تتبع الطائفة الخمسينية البروتستانتية، لأنهم لا يؤمنون بالاعتراف والتناول، وهما من أسرار الكنيسة. بينما وافق البابا على زواج رجل من سيدة أكبر منه بخمس سنوات، شرط أن يكونا متوافقين وبينهما تناسق فكري ، وعلق مازحا : "على الأقل تطبطب عليك وتقولك أزيك يا ابني".